اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
و مازلنا مع صفات المربِّي الناجح
4 – نفس عظيمة وهِمَّة عالية:
المُربي لا بد أن يكون عظيمَ النَّفس
هِمَّتُه عالية، وإرادته قوية، ونَفَسُه طويل
لا يطلب سفاسفَ الأُمُورِ
يعلم أن تربية الأولاد في الإسلام
فنٌّ له عقبات؛ كما له حلاوة
وأجر عظيم. لذلك يسعى جاهدًا أن يجعلها لِلَّه
ويُضَحّي من أجلها بِراحَتِه وبماله
وبكل شيء عنده
ويصل طموحه به
إلى أن يتمنَّى أن يكون ابنه؛ كمُحَمَّد الفاتح
الَّذي علَّمه شيخُه وهو صغير أنَّ القسطنطينية
سيفْتَحُها اللَّه على يد أمير مسلم
يرجو أن يكون هو
فقد قال عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((فَلَنِعْمَ الأميرُ أميرُها، ولنِعْمَ الجيشُ ذلك الجيش))
https://www.dorar.net/h/5e7b1fd93af2...f793af5c70d5f0
ويصل طموحه به
إلى أن يتمنَّى أن تكون ابنته
مثل عائشة رضي الله عنها
أفضل نساء العالمين على الإطلاق
في الشرف، والفضل، وعلو المقام.
وقد كانت المرجع المؤكد للمسلمين
عندما يختلط عندهم شيء من القرآن
والحديث، والفقه، والفرائض، وكان المؤمنون
يجدون عندها الجواب الشافي والمُقنع
لجميع تساؤلاتهم واستفساراتهم
ومن نماذج المربين
وأصحاب الهمم والطموحات الكثير والكثير.
5 – يألف ويؤلف:
نعم مِن صفات المُرَبِّي أن يألف ويؤلف
يألف الصغار ويحبهم، ولا يأنف الجلوس معهم
يتبسط في حديثه ويتواضع، يمزح ويلعب
يلين ولا يشتد، يعطي كثيرًا بلا مقابل
ولا تفارقه الابتسامة
وكذلك يُؤْلَف عند الصغار
وإلا فلا يتصدَّى للتعليم ولا التربية
فهي مهمة ليس هو أهلاً لها
إذ إنه دائمُ التجهُّم، شديد، عنيف
لا تعرف الرحمة طريقًا إلى قلبه
فويل لأبنائه منه تمامًا
كمن قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"إنَّ لي عَشْرَةً منَ الولد ما قَبَّلْتُ منهم أحدًا"
فقال له الحبيب المُرَبّي - صلى الله عليه وسلم -:
((مَن لا يَرحم لا يُرْحَم))
https://www.dorar.net/hadith/sharh/141052
وعمر بن الخطاب عَزَل مثل ذلك
الرجل عن ولاية المسلمين
فمن لا يألفه أبناؤه، لا يألفه المسلمون
وهو بالتالي لن يرحمهم.
6 – الحنان:
والمربي الذي ينقصه الحنان لا يصلح للتربية
الذي يغلب عليه التجهم
الذي يبخل بالابتسامة
الذي لا يمسح على رأس الطفل
الذي لا يعرف إلا العقاب
أما الثواب فلا حاجة به إليه
ليعلم كل هؤلاء أنه
((ليس منا من لم يرحم صغيرنا))
https://www.dorar.net/hadith/sharh/114400
و((من لا يَرحم لا يُرحم))
https://www.dorar.net/hadith/sharh/141052
وأنه بذلك مخالف لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -
في مزاحه مع الصبيان، وتلطفه معهم.
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء