لو نتأمل في حياتنا ومستلزماتها، نجدها لا تساوي جناح بعوضة أو ورقة ،ففي مراحل سيرنا من ازديادنا المؤرخ بشهادة ميلاد التي هي ورقة ...إلى نقودٍ واموال نجتهد في جمعها فتتكدس فوق بعضها ورقة تلوى الورقة، إلى شهادة تُتوج بها دراستك ، لتجدها مرة أخرى ورقة، أو زواج تبتغي به تحصناً بعقدٍ تخطه في ورقة، بل منزل اشتريه ليأويك ولا يمكن امتلاكه إلا باخراج تلك الورقة، كأن حياتنا برمتها قد وُهنت كوهن تلك الورقة،تحفها مخاطر جمة كالاحتراق ، أو الإتلاف وكذا التمزيق، حتى لو نجت من ذلك كله فقد أحاط بها الإتلافُ بسوسٍ أو ما شابه ذلك، إلى متى تقاومُ والسوس بقربها مدسوسُ، بل أنت ودنياك عند مولاك لا تساوي جناح بعوضة التي هي كالورقة ، فلو تزخرفت حياتك بتفاهات العصرنة و الموضة،حتى إذا استوفيت عمرك فارقت نفسك جسدكَ ،فلن تُلحّد ما لم تستخرج شهادة وفاتك التي هي ورقة، وهكذا حياتك كلها محصورة في وهن ورقة