لقد مرى علي هذا الموضوع يوما في احد المنتديات بإسم ملامح الزمن سبحان الله ما أشبه اليوم بالأمس، على العموم سأعود إلى ما نقلته كنت مثلك أو مثل كاتب هذه العبارات أو أكثر ، لدي تفكير لا يستطيع احد زعزعته لا اؤمن بأي علم وضعي يمكن أن يدرس النفس البشرية و خباياها ، و أن المجتمعات البشرية لا يمكن أن تخضع لأي قانون وضعي من صنع البشر مهما كان ، قبل إلتحاقي بدراسة العلوم الإجتماعية ، قرأت في مجلة العربي و هي مجلة كويتية معروفة مقالا عن عالم الإجتماع الفرنسي بيير بورديو و كيف قام بدراسة المجتمع الجزائري بطريقة رهيبة ، و ألف أول وأشهر كتاب له أسماه سوسيولوجيا الجزائر ، بسبب هذا الكتاب ترأس كرسي علم الإجتماع في جامعة السوربون بفرنسا ، لدي ملاحظات كثيرة حول الكتاب والطريقة التي درس بها مجتمعنا ، للأسف ليس لدينا علماء إجتماع يمكنهم نقد كتابه ، الآن هذا الكتاب يعرف بالجزائر في كل مكان ، إنه بطاقة تعريف لنا ونحن هنا ساكنون مثل الأصنام الساذجة ،أضاف كتابا آخر عن المجتمع الجزائري أسماه الهيمنة الذكورية ، حاولي قراءة وصفه للمرأة الجزائرية و ماذا قال عنا ، وللأسف لا أحد تبرع برد ، لا نملك من يرد ، نحن مجتمع نستورد حتى ما يخصنا ، فلو كان لنا علماء إجتماع لردوا على الكثير من التفاهات التي قيلت عنا من طرف علماء الإجتماع الغربيين و المستشرقين الأنثروبولوجيين ، لو كان لنا دراسات إجتماعية عن مجتمعاتنا لما تدخل الغرب في شؤوننا و ألف عنا الكتب حسب أهوائه ، أنا حديثة العهد بهذا العلم ، مازلت أبحث و مازلت أدرس علني يوما ما أستطيع الرد ، عزيزتي هناك كتاب للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي إسمه ثقافة الداعية ،تحدث فيه عن كيفية تكوين دعاة حقيقيين لهذه الأمة ، من أهم ما ورد في الكتاب حث الدكتور للداعية على الإلمام بالعلوم الإجتماعية والإنسانية خاصة الغربية ليستطيع مواجهة أي شيء جديد مستورد دخيل عن مجتمعه يمكن بروزه ، الآن سأعود لفكرتك ، و فكرة أن نعلق كل ما يحدث على شماعة الحالات النفسية أو الإضطرابات النفسية ، سأسألك سؤالا و أريد منك إجابة ، أيهما أشد شرا على الإنسان شر نفسه أم شر الشيطان ؟؟، هل معركتنا الحقيقية و جهادنا المستمر مع الشيطان أم مع النفس ؟؟ ، يمكن طرد الشيطان بالإستعاذة ، أما النفس فهي تحتاج من القوة و الصبر و المعانات ما لا تصمد معه ربما حتى الجبال ، قال الله تعالى "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى"
عزيزتي من جاهد نفسه حق جهاد و هزم هواه فجزاءه الجنة ، أنظري أي جزاء ينتظر من يقارع نفسه و يصمد في وجه أهوائه ، معركة النفس لم يسلم منها أحد لا الأتقياء و لا الصالحين و لا المذنبين ، ريحانة التابعين إبن المنكدر قال يوما : "جاهدت نفسي أربعين سنة حتى إستقامت" ، و هذا قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:"اقبل على نفسك بالادبار عنها" .....أرأيت خطر النفس على الإنسان خاصة النفس الأمارة بالسوء ، فكل مشاكل البشر وراء أنفسهم المريضة المعتلة ، النفس عزيزتي هي بيت الداء ، هي مأوى كل العلل ، حتى عندما نستعيذ بالله نقول نعوذ بالله من شر نفوسنا ومن شر الشيطان و شركه ، نبدأ بالإستعاذة من شر النفس أولا يليها شر الشيطان لما لهذه النفس من تأثير قوي على صاحبها ، و لابد لنا أن نبحث عن الدواء ، هناك بشر قد إعتلت نفوسهم حتى أصابها العضال ، بسبب البعد عن الله و تعاليمه سبحانه ، هذه الحالات تتحول من ضعف إيماني إلى إختلال كبير في النفس ، ربما يؤدي بها للجنون أو الفصام ، كيف سنعالجها ، هناك علاجان أهمهما العلاج الشرعي و الذي كان من المفروض أن يكون راسخا منذ بداية تربية و تنشئة المريض ، و هناك العلاج النفسي و هو المتعارف عليه عند أطباء النفس و الأخصائيين ، لكل نمط علاج أخصائيوه ، فلا يمكن لمعالج نفسي لعب دور معالج إيماني أو شرعي و العكس صحيح ، فكل فرد في مكانه حسب ما درسه ، فكلا العلاجين يحتاجان تكوينا و دراسة و دراية ومعرفة و خبرة و ليس كلام ثرثرة و طقوس ،هناك حالات تتطلب تدخلا طبيا نفسيا و هناك حالات تتطلب تدخل مختص ، هناك حالات تتطلب رقية ، الحالات تختلف ، تحدثتي عن المخنث والمسترجلات ووو خاصة اللفظ المستورد البويات و هو موجود كثيرا في النت عزيزيتي لا تحكمي على شيء ليس لك فيه دراية معمقة ، أجمل نصيحة قدمت لي في الجامعة من إحدى أستاذاتي المحترمات ، قالت لي يوما : لا تورطي نفسك في شيء لا تفقهين فيه ، و منذ ذلك الوقت وأنا ألزم حدود تخصصي ، خلاصة قولي لك غاليتي ، النفس الأمارة بالسوء بلاء وإنتصارها على صاحبها تولد الشقاء و الشقاء يولد الداء ،لذا علينا أن نأخذ الحيطة و نحصن أنفسنا جيدا.......