منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حَمْلُ الـمُجْمَلِ عَلَى الـمُفَصَّلِ من كَلاَمِ العُلَمَاءِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-09-17, 16:07   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

التطبيق لقاعدة حمل المجمل على المفصل




(قال الربيع بن سليمان : " دخلت على الشافعي و هو مريض فقلت له: " يا أبا عبد الله؛ قَوَّى الله ضعفك"
قال: يا أبا محمد لو قوى ضعفي لهلكت؟!! فقال له الربيع: لم أقصد إلا خيرًا
فقال: لو شتمتني صريحًا، لعلمت أنك لم تقصد إلا الخير، فقال الربيع: كيف أقول؟ قال: قل: برّأ الله ضعفك)

كتاب "الأذكياء"، لابن الجوزي، 97).


قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه ربُّ البرية-:

(فإن الشافعي نظر إلى حقيقة اللفظ، وهو نفس الضعف، والربيع قصد أن يسمي الضعيف ضعفًا، كما يُسمي العادل عدلاً
ثم لما علم الشافعي بحسن قصده؛ أوجب أن يقول: لو سببتني صريحًا- أي صريحًا في اللغة- لعلمت أنك لم تقصد إلا خيرًا
فقدّم عليه علمه بحسن قصده، ولم يجعل سوء العبارة منتقصًا
وقد يسبق اللسان بغير ما يقصد القلب، كما يقول الداعي من الفرح: «اللهم أنت عبدي، وأنا ربك» ولم يؤاخذه الله تعالى).


"الرد على البكري" (2/663)



وسئل -أي أحمد بن حنبل- عن قول شعبة[ابن الحجاج]:
"إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله، وعن الصلاة؟"
فقال: لعل شعبة كان يصوم، فإذا طلب الحديث، وسعى فيه؛ يضعف فلا يصوم، أو يريد شيئًا من الأعمال، أعمال البر، فلا يقدر أن يفعله للطلب، فهذا معناه".اﻫ
وظاهر كلام شعبة؛ يدل على التنفير عن الحديث، إلا أن أحمد بن حنبل علمه السابق بحال شعبة، وهو أمير المؤمنين في هذا الشأن، فكيف يحذر مِنَ الحديث مَنْ قضى عمره في تحصيله ونشره، والذب عنه؟! والذي فهمه أحمد، قد فهمه غيره -أيضًا-:
فقد أخرج الخطيب بسنده في "شرف أصحاب الحديث" برقم(231)فساق الخطيب سنده إلى أبي خليفة، وهو الفضل بن الحباب البصري، قال: سمعت أبا الوليد -وهو الطيالسي- يقول:
سمعت شعبة يقول: "إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله، وعن الصلاة، فهل أنتم منتهون؟".
قال أبوخليفة: يريد شعبة –رحمه الله-، أن أهله -أي أهل الحديث المولعين بالرحلة- يضيعون العمل بما يسمعون منه، ويتشاغلون بالمكاثرة به،
أو نحو ذلك، والحديث لا يصد عن ذكر الله، بل يهدى إلى أمر الله، وذكر كلامًا".اﻫ
ثم ساق الخطيب سنده إلى ابن هانئ، فذكر كلام أحمد السابق، ثم قال الخطيب:"قلت: وليس يجوز لأحد أن يقول: كان شعبة يثبط عن طلب الحديث، وكيف يكون كذلك؛ وقد بلغ قدره أن سُمِّي أمير المؤمنين في الحديث؟ كل ذلك لأجل طلبه له، واشتغاله به، ولم يزل طول عمره يطلبه حتى مات على غاية الحرص في جمعه، لا يشتغل بشيء سواه، ويكتب عن من دونه في السنن والإسناد، وكان من أشد أصحاب الحديث عناية بما سمع، وأحسنهم اتقانًا لما حفظ".اﻫ


"مسائل ابن هانئ" (2/193/2046)