منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فضائل القرآن
الموضوع: فضائل القرآن
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-01-11, 15:20   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

آداب حملة القرآن

السؤال

حفظت القرآن منذ ثمان سنوات ، لكني لم أعلمه للناس ، حيث إني لم أجد من يدعوني لتعليم القرآن

فهل أنا آثم على ذلك ؟

وما هي واجبات حافظ القرآن ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

تعلم القرآن وتعليمه من أشرف الأعمال وأفضلها ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( خَيرُكُم مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ) رواه البخاري (5027) .

وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي

عَلَى أَدْنَاكُمْ ، إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ ) رواه الترمذي (2685) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

ولا شك أن معلم الناس القرآن يعلم الناس الخير ، بل يفتح لهم أعظم أبواب الخير .

ثانيا :

تعليم القرآن فرض كفاية ، فإن كان في بلدك من يعلم الناس القرآن ، فلا إثم عليك ، ولكن فاتك فضل عظيم .
وإن لم يكن هناك من يعلم الناس إلا أنت : وجب عليك تعليمهم ، فإن لم تفعل فقد أثمت ، وعليك التوبة .

قال النووي رحمه الله :

" تعليم المتعلمين فرض كفاية ؛ فإن لم يكن من يصلح إلا واحد تعين ، وإن كان هناك جماعة يحصل التعليم ببعضهم : فإن امتنعوا كلهم أثموا

وإن قام به بعضهم سقط الحرج عن الباقين ، وإن طُلِب من أحدهم وامتنع ، فأظهر الوجهين أنه لا يأثم ، لكن يكره له ذلك ، إن لم يكن عذر "
.
انتهى من "التبيان في آداب حملة القرآن" (ص: 41-42) .

فإن كنت راغبا في ذلك الباب من الخير ، فلا تجلس حتى يأتيك الناس فيتعلموا منك ، ولكن اذهب أنت إليهم وادعهم إلى التعلم والحفظ ، وحثهم على ذلك ببيان فضله وشرفه ؛ فإن ذلك أزكى لك ولهم

وأعون لك على عدم النسيان ، ولو لم تجد إلا الصبية الصغار ، وبإمكانك البحث عن إحدى دور التحفيظ أو حلقات التحفيظ في المساجد والالتحاق بها .

ثالثا :

ينبغي لحافظ القرآن أن يتميز به عن غيره ، فمن وفقه الله إلى هذا الفضل لا بد أن يرتفع به ويرتقي ، وإلا لما كان هناك فرق بينه وبين سواه ، ونسرد جملة من الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها حافظ كاتب الله ، فمن ذلك :

- أن يخلص النية لله في حفظه وتلاوته وتعليمه .

- أن يتعاهد القرآن بالمراجعة حتى لا ينساه أو ينسى شيئا منه .

- أن لا يقصد به توصلا إلى غرض من أغراض الدنيا ، من مال أو رياسة أو وجاهة ، أو ارتفاع على أقرانه ، أو ثناء عند الناس أو صرف وجوه الناس إليه ، أو نحو ذلك .

- أن يحرص على أن يكون خلقه القرآن ، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم .

- أن يحرص على تعليمه للناس ، ودعوة الناس إليه وتحفيظهم إياه ، وتوجيههم إلى أخلاقه وآدابه .

- أن يرفق بمن يقرأ عليه وأن يرحب به ويحسن إليه .

- أن يعمل بالقرآن ولا يخالف أحكامه وشرائعه ، ولا يكون ممن حفظ حروفه وضيع حدوده ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ ) رواه مسلم (223) .

وصح عن ابن مسعود، قال: " كانَ الرجل مِنَّا إذا تعلَّم عَشْر آياتٍ لم يجاوزهُنّ حتى يعرف معانيهُنَّ ، والعملَ بهنَّ "

انتهى من "تفسير الطبري" (1/ 80) .

وقال أبو عبد الرحمن السلمي :

" حدثنا الذين كانوا يُقرِئوننا: أنهم كانوا يستقرِئون من النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانوا إذا تعلَّموا عَشْر آيات لم يخلِّفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل ، فتعلَّمنا القرآن والعمل جميعًا "

انتهى من "تفسير الطبري" (1/ 80) .

- أن يتميز به ليله عن ليل الناس ، فيقوم به لصلاة الليل قدر ما ييسر الله له من ذلك ؛ فإن أهل القرآن من السلف كانوا هم أهل قيام الليل ، ومناجاة الله بالأسحار .

وننصحك باقتناء كتابين عظيمين جليلين في هذا الباب : الأول : " أخلاق حملة القرآن" للإمام الآجري رحمه الله

والثاني : " التبيان في آداب حملة القرآن" للإمام النووي رحمه الله ؛ فاحرص عليهما ، وطالعهما ، وانتفع بما فيهما .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين








 


رد مع اقتباس