منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لكل من يبحث عن مرجع سأساعده
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-11-16, 02:47   رقم المشاركة : 3178
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nour el houda2 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم واش لحوال ان شاء الله كاململاح راني حتاجيتكم حول مذكرة تخرج ادب عربي ليسانس و ارجو مساعدة في عنوان المذكرة طريقة المعلم في التدريس و اثرها في تكوين شخصية المتعلم للسنة الخامسة من الطور الابتدائي و شكرا
ربي يرحمو و يجعله من اهل الجنة ان شاء الله
مدخل إلى تطبيق المقاربة بالكفاءات في ظل الإصلاح التربوي الجديد في الجزائر



د . حديدان صبرينة

جامعة قسنطينة ( الجزائر )

أ . معدن شريفة

جامعة أم البواقي ( الجزائر)



مقدمة:

يعتبر التعليم عنصرا أساسيا للتنمية ،فهو يساعد على تمكين الناس من أسباب القوة وتدعيم الدول ، ويعد من بين أقوى أدوات خفض أعداد الفقراء والحد من التفاوتات ، فضلا عن انه يرسي أسس النمو الاقتصادي المستدام ، ويحتل التعليم مركز الصدارة في رسالة البنك الدولي المعنية بالحد من الفقر .

لذا أولت اليونسكو التربية والتعليم أهمية بالغة نظرا للدور الذي تلعبه المعرفة اليوم في بناء اقتصاديات المجتمعات ومدى تأثيرها على الحياة الاقتصادية والاجتماعية وعلى نمط حياة الإنسان عموما ، فأدت إلى ظهور ما اتفق بتسميته " اقتصاد المعرفة " الذي أدخل المجتمعات الحديثة في مرحلة جديدة من التطور تجاوزت بكثير ما أحدثته الصناعة من قبل.

فأغلب دول العالم اليوم متقدمة كانت أو نامية تعطي اهتماما كبيرا لنظامها التربوي وكلها عزم على مواكبة الركب الحضاري ، الذي لا يتأتى اليوم إلا من خلال سياسة تربوية وتعليمية قائمة على أسس عالمية.وبالتالي كانت عملية إصلاح هذه النظم مطلبا مهما لجميع هذه الدول.

وبالنسبة للجزائر فقد شهد التعليم بمختلف مستوياته جملة من الإصلاحات والتحويرات ، منذ الاستقلال إلى يومنا هذا ، تسعى من خلالها السياسة التربوية الجزائرية إلى محاولة تفعيل دور التعليم في مجال بناء الوطن بعد مرحلة التحولات التي عرفتها الجزائر خاصة خلال 15 سنة الأخيرة ، على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ونظرا للاهتمام العالمي المتزايد للتربية والتعليم في ظل الانفجار المعرفي والتقدم التكنولوجي الحاصل والذي أصبح يفرض نفسه بقوة ولم يترك الخيار ليس فقط للجزائر وإنما لمختلف دول العالم العربي والإفريقي والعالم المتخلف عموما لما يعانيه من مشاكل تعوقه عن اللحاق بالركب المعرفي والرقمي الذي سيطر عليه العالم الغربي والمتقدم من انجازات باهرة في مجال تجويد العملية التعليمية والسعي لتحقيق أهداف التربية.

ونظرا لما تعانيه المنظومة التربوية الجزائرية من مشكلات ، كالتراجع الكبير في المستوى النوعي للتعليم على أساس المعطيات الكمية ، وما عرفه قطاع التربية من تسرب وفشل مدرسيين ، أصبح من المهم جدا الإسراع في تغيير أساليب التدريس والتكوين ، وتحوير المضامين والمناهج الدراسية ، وذلك بتطبيق مشروع المقاربة بالكفاءات وهي تجربة كندية ، حققت من خلالها كندا نجاحات كبيرة خاصة في تكوين المعلمين والمتعلمين ومختلف القائمين على التعليم.

وسنحاول من خلال هذه الورقة البحثية التركيز على الإصلاح التربوي في الجزائر ، والتطرق إلى مفهوم المقاربة بالكفاءات ، وكيفية تطبيقها في الجزائر.

أسئلة البحث :

يسعى البحث للإجابة على الأسئلة التالية :

1- لماذا إصلاح المنظومة التربوية في الجزائر ؟

2- ماهي أهداف الإصلاح التربوي في الجزائر ؟

3- ناهي التغيرات التي أدخلت على النظام التربوي في الجزائر؟

4- ماذا نعني بالمقاربة بالكفاءات؟

5- لماذا المقاربة بالكفاءات؟

6- ماهي مزايا المقاربة بالكفاءات ؟

7- ماهي مكانة المعلم في بيداغوجية المقاربة بالكفاءات؟

8- كيف يتم التعليم في بيداغوجية المقاربة بالكفاءات ؟

أسئلة عديدة تتطلب الإجابة والتوضيح في ظل تطبيق المقاربة بالكفاءات في الجزائر



أهمية البحث :

- يلقي البحث الضوء على مفهوم المقاربة بالكفاءات ومزاياها وتطبيقها في النظام التربوي في الجزائر .

- يبين الحث أهمية وضرورة فهم هذا الأسلوب التربوي المطبق منذ سنوات في العملية التعليمية والبيداغوجية لكل منوالمعلم والمتعلم .

أهداف البحث:

- يهدف البحث إلى التعريف بالمقاربة بالكفاءات ،باعتبارها من أسس الإصلاح التربوي الجديد و بهدف التطبيق الأمثل لها من قبل المعلمين والمكونين في العملية التعليمية والبيداغوجية.

- الإحاطة بمختلف جوانب هذا الأسلوب التربوي الجديد من مزايا ومبادئ.

أولا : إصلاح المنظومة التربوية في الجزائر :

ولمواجهة هذه التحديات نصب رئيس الجمهورية اللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية في شهر ماي سنة 2000 ، فكان على هذه اللجنة أن تتكون من شخصيات ذات الاختصاص في عالم التربية والتكوين والثقافة ، حيث وقع بروتوكول اتفاق بين منظمة اليونسكو ووزارة التربية الوطنية إثر زيارة المدير العام لليونسكو إلى الجزائر في شهر فيفري سنة 2001 تلبية لدعوة رئيس الجمهورية .

حيث أعلن المدير العام لليونسكو قائلا : بأن الطموحات الوتيرة والسريعة التي تميز إصلاح التربية حاليا في الجزائر لتنم عن مدى تطور المجتمع الجزائري وعزمه على الاندماج في مجتمع المعرفة الذي تلوح مباشرة في الأفق (MEN-2005-p215)

وفي شهر جويلية 2002 صادق المجلس الشعبي الوطني على مشروع إصلاح المنظومة التربوية الرامي إلى تغيير نظام التعليم تغييرا نوعيا، حتى يستجيب لضرورات تحضير

النشء لسياق جديد تطبعه المشاركة المدنية والاجتماعية والاقتصادية Madoui-2005- 79))، حيث يهدف برنامج دعم إصلاح المنظومة التربوية هذا ، إلى تعزيز قدرات الإطارات الجزائرية حتى يتسنى لها تحسين نوعية التربية الممنوحة للشباب وتكوينهم ، كما يراهن هذا الإصلاح على تحوير البيداغوجيا وتجديد البرامج والكتب المدرسية التي لم تراجع من أكثر من 25 سنة وتكوين المؤطرين ، وتعميم الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال . حيث يحاول مواجهة الرهانات والتحديات التي تفرضها ضرورة جعل التربية على قدر أكبر من الرجاحة في ظل التحولات التي يشهدها المجتمع الجزائري .

حيث لأنه في هذه الفترة بالذات أصبح الحديث عن ظهور " المدارس الذكية " وعن بروز المجتمعات المعرفية ، والتعليم عن بعد والجامعات الافتراضية . لذا على أي محاولة للإصلاح للأنظمة التربوية في الجزائر أو في أي دولة من الدول النامية أن تعكس نفس الإرادة السياسية الرامية إلى إدماج الأدوات العلمية والتكنولوجية التي تعمل اليوم على تشييد العالم الجديد .

على هذا الأساس كان الهدف من هذا البرنامج ( PARE )[1] ، هو مرافقة عملية إصلاح المنظومة التربوية بجميع مقتضياتها النظرية والمنهجية وهو ما يفسر تطلعه إلى الدعم المتعدد الجوانب لعملية الإصلاح الشامل مانحا الأفضلية لاكتساب الكفاءات البيداغوجية ، ويشمل كلا من المحاور التالية :

* التخطيط وتكوين المكونين

* البيداغوجيا

* كيفيات إدخال التكنولوجيات الجديدة لإعلام والاتصال

وإعادة النظر في الكتب المدرسية وكل ما من شأنه ضمان إعادة الهيكلة النوعية للمنظومة التربوية الوطنية .

الآن ومن خلال ما سبق فإنه يترتب على هذه اللجنة الأخذ بعين الاعتبار جملة من الأسئلة : هي كيف تم تصور سياسة تكوين تأخذ بعين الاعتبار سياسات تنمية الموارد البشرية وتسيير المؤسسات وتشغيل الكفاءات ؟ وما هي المؤشرات الواجب تجديدها حتى يتسنى لنا تحقيق الترابط بين الاستثمارات المادية والاستثمارات في التكوين وغيرها من الاستثمارات الغير مادية ؟ كيف يمكننا إيجاد تلك الرابطة الضرورية والمنطقية بين مختلف مستويات التعليم بغية إضفاء صبغة متجانسة أكثر على أنظمة تكوين حتى يتكيف التكوين الجامعي والمهني بصفة أنجع مع عالم الشغل ؟ وليس بعيدا عن هذه الأسئلة يطرح الفرنسي ( Cuy AVANZINI 1998) سؤالا وهو أستاذ في علوم التربية في جامعة ( Lyon ) بفرنسا ، مختص في تاريخ الأفكار البيداغوجية وفلسفة التربية مفاده " أي إنسان يجب على المدرسة تكوينه ، وعلى أساس أي قيم ولأي عالم وأي مجتمع ؟

وبطبيعة الحال فإن اللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية الجزائرية ( 2000-2001 ) ، كانت على علم بكل هذه التساؤلات التي تعتبر نتيجة لتفكير واسع ، أريد به التوفيق بين عدد تساؤلات شأن الغايات الجديدة للتربية والتكوين والتفكير الموضوعي في الوضع الحقيقي للمنظومة التربوية ، التي ينبغي إعادة تجديد أهدافها والتي وصفت بالتقهقر (المدرسة) ، وأنها مريضة كما حملها آخرون مسئولية الأزمات الاجتماعية والسياسية التي طبعت تاريخ الجزائر ، طيلة فترة ما بعد الاستعمار وكأن المدرسة أو أي جهاز اجتماعي آخر يستطيع العمل بصفة مستقلة عن الهيكل العام الذي يطوقه ويغذيه .

* التغيرات التي أدخلت في مستوى البرامج :

لقد أدخلت جملة من الإجراءات الجديدة حيز التنفيذ خلال السنوات الدراسية 2003/2004/2005 وهكذا يدرج الطور المسمى بالتربية التحضيرية في منطق إعادة الهيكلة الجديدة للنظام ، مع السعي إلى تعميمه على الأطفال البالغين من العمر 5 سنوات .

أما طور التعليم الابتدائي فإن مدته تقلصت من 6 سنوات إلى 5 سنوات ، وتتمثل هذه الإجراءات أيضا استحداث مادة تعليمية جديدة تحمل اسم " التربية العلمية التكنولوجية " حيث تدرس ابتداء من السنة الأولى ابتدائي ، كما تشمل تعليم اللغة الفرنسية كلغة أجنبية أولى تدرس ابتداء من السنة الثانية ابتدائي ، واعتماد الرموز العالمية في مادة الرياضيات وتجدر الإشارة في هذا المقام إلى إدخال اللغة الأمازيغية في السنة الرابعة ابتدائي .

أما التغييرات التي أحدثت في طور التعليم المتوسط فهي تشمل تمديد ، مدة هذا الطور من ثلاث سنوات إلى 4 سنوات ، وتعليم اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية ثانية ابتداء من السنة الأولى متوسط ، واعتماد نظام الترميز العالمي وإدراج المصطلحات العلمية وتعويض مادة التربية التكنولوجية بمادة جديدة هـي " العلوم الفيزيائية والتكنولوجية " ونشير هنا أيضا إلى أن اللغة الأمازيغية تحتل مكانتها كلغة وطنية .

* تنصيب البرامج :

نظرا إلى الاستعجال السياسي فإن عملية برمجة وتنصيب البرامج في الميدان قد شرع فيها ابتداء من شهر سبتمبر 2003 ، وشملت السنة أولى ابتدائي والسنة أولى متوسط بصفة آنية لتصل في نهاية المطاف إلى السنة الرابعة متوسط والسنة الخامسة ابتدائي في سبتمبر 2007 (MEN -2005-p215)، وتطرح هذه البرمجة مشكل تسيير تدفقات التلاميذ وحركة المعلمين ، لأن إضافة السنة الرابعة في الطور المتوسط تتطلب مزيدا من المحلات والمؤطرين ، كما أن التقاء دفعة التلاميذ المتخرجين من السنة السادسة القديمة للتعليم الأساسي والمتخرجين من السنة الخامسة الجديدة للتعليم الابتدائي سيولد دفعة مضافة العدد من التلاميذ ، وهذا الوضع يطرح مشكلتين متماثلتين هما :

- الحاجة إلى محلات مدرسية وإلى التأطير

- الاختلاف في ملمح الدخول في السنة الأولى متوسط بين الدفعتين من التلاميذ وهذا الأمر يتطلب اتخاذ إجراءات بيداغوجية نوعية لضمان تكافؤ الفرص عند نهاية الطور المتوسط ، بين دفعتين من التلاميذ لم يتبعوا نفس المسلك ولا نفس البرامج فإذا كان التفكير متواصلا من الناحية البيداغوجية فيما يخص الحاجة إلى المحلات حيث برمج إنجاز أكثر من 900 متوسطة في سنة 2009 ، فإن التأطير يبدو خاليا من المشاكل بتخفيض مدة الدراسة إلى خمس سنوات في الابتدائي ( يترتب عن ذلك فائض في معلمي الابتدائي ) ، غير أن هناك عمليات المحاكاة

التي ستجري بغية تحضير المواسم الدراسية المقبلة برصانة لأن هذه الفترة صعبة ويليق أن تحضّر بدقة كبيرة .

إذن فإن تحسين ملائمة ونوعية التدريبات هي هدف الإصلاح التربوي الجديد ، وهذه التغييرات البيداغوجية تمثل رؤية جديدة للتربية وهي رؤية محددة بالمقاربة بالكفاءات( l’approche par compétence ) (MEN-2005 –p235)والتي تضع المتعلم في مركز العملية التدريبية والتعليمية.

ومن خلال ما سبق ذكره يمكن القول بأنه هناك ثلاث مستويات أساسية للإصلاح الجديد :

* تجديد البرامج الدراسية و الوسائل والأدوات الأخرى للتدريب .

* كفاءة وحركية الأساتذة من خلال التكوين .

* إعادة تنظيم مدة وشعب التعليم والتدريب .

* أهداف برنامج الإصلاح التربوي الجديد في الجزائر :

إن إصلاح سنة 2002 طبق من أجل مواجهة التحديات المطروحة لجودة وملائمة التربية في الجزائر.

إن التخطيط والتكوين ومحتوى مناهج التعليم وإدخال تكنولوجيات الإعلام والاتصال تمثل ، المحاور الأساسية للإصلاح . والجدول التالي يوضح ذلك :



جدول يوضح : المحـاور الأساسية للإصلاح 2002

التخطيـــط planification

إضافة سنة استقبال تحضيرية للأطفــــال الذيـــــن

تبلغ أعمارهم 5 سنوات .

إعادة تنظيم مدة التعليم الأساسي ( الابتدائي 5 سنوات بدلا من 6 سنوات )

- التعليم المتوسط 4 سنوات بدلا من 3 سنوات .

إعادة تنظيم التعليم الإجباري( ثانوي ) في ثلاث شعب

- التعليم الثانوي التكنولوجي – التعليم الثانوي التقني المهني – التعليم المهني

التكوين formation

تطوير الكفاءات العامة والبيداغوجية للمفتشين والأساتذة

تنسيق عمليات التكوين والتقييم

إعداد وتنفيذ خطة من أجل تكنولوجيات الإعلام والاتصال ( TIC ) داخل المؤسسات

المحتوى والمناهج contenus et méthodes

بداية تنفيذ البرنامج الدراسية الجديدة لمختلف مستويات التعليم تابع لوزارة التربية الوطنية .

إعداد الدعم البيداغوجي والتقييم .

الأخذ بالإعتبار المقاربات البيداغوجية الجديدة للبرامج الدراسية والوسـائل وتقييمات التلاميذ والوسـائل الخاصة المقدمة .



أما الأهداف التي يسعى الإصلاح التربوي الجديد إليها فهي موضحة في الجدول التالي (MEN-2005-p236):

جدول يوضح : أهداف الإصــــلاح التربوي الجديد

الهدف الأول :

تعزيز جــودة التعليم الإجباري



تعزيز خطة التكوين المستمر للأساتذة
تطوير البرامج والوسائل التعليمية للجودة

الهدف الثاني :

إعـــــادة بنية التعليم الإجبـــــاري



3. إعادة بنية شعب التعليم الإجبــــاري
تعزيز القدرات والكفاءات للتسيير البيداغوجي والإداري

الهدف الثالث :



تعزيز نظام معلوماتي وتوجيهي ( نظام للمعلومات والتوجيه )
الهدف الرابع :

تنفيذ التكنولوجيات الجديدة



خبرة عمليات تكنولوجيات الإعلام والاتصال في ميدان التربية TICE


ثانيا: تطبيق المقاربة بالكفاءات

إن المقاربة بالكفاءات مبنية على منطق التعلم المتمركز على نشاطات واستجابات التلميذ الذي يواجه وضعيات إشكالية ، فالمهم ليس في تلقين التلميذ معارف فحسب بل أيضا وبالخصوص في استعمال قدراته في وضعيات يومية تنطبق على حياته وتساعده على التعلم بنفسه ،(Ferhi-2005-p125) ، وهكذا ينبغي أن يزود التلميذ بالأدوات الملائمة حتى يتسنى له حل المشكلات مرحلة بمرحلة ، ويصير بذلك قادرا على النجاح ويتمتع بالأهلية لمواجهة المجتمع الذي لا بد له من العيش فيه.

تتميز هذه المقاربة عن غيرها أساسا بطابعها الإدماجي ، وبقدرتها على إقامة معبر بين المعرفة من جهة وبين الكفاءات و السلوكيات من جهة أخرى ، وبذلك تزول الحدود بين المواد العلمية ، لتساهم كل مادة بقسطها في تطور الطفل وفي تكوين شخصية سليمة ومستقلة وقادرة على التكوين الذاتي في معترك الحياة.

فالإعلام والاتصال عبر الحاسوب يعتبر لغة جديدة وأساسية لا يمكن التغاضي عنها ،وأهميتها لا تكمن في استعمال الآلة من أجل تحسين الأداء التربوي وبلوغ التعلم المستهدف وتغيير دور المعلم في القسم ،وهي أيضا تتطلب كفاءات جديدة تضاف إلى التكوين القاعدي للمعلم ، وبالتالي يصبح منشطا ومؤطرا بيداغوجيا ،لأنه لم يعد الوحيد الذي يملك المعرفة (Ferhi-2005-p125).

وترمي المقاربة الجديدة إلى منح التلميذ الكفاءات التي تمكنه في نهاية المطاف ، من تحديد مستقبله ،واختيار مشروعه الشخصي عن بينة من أمره، حيث تتيح له الكفاءات أيضا أن ينضج وان يكون مستقلا عن محيطه ، ويجب أن ينتقل التلميذ من مؤسسة قسرية تمارس المراقبة إلى مؤسسة أكثر انفتاحا وتقترح مقاييس جديدة لتسيير العلاقات بين شركائها من خلال(MEN -2005-p235):

إقامة تشاور وحوار على المستوى الأفقي بين العلم والتلميذ
إقامة علاقة تضامن بين المعلمين والمدير وأولياء التلاميذ والجمعيات و أهل الحي.
تغيير دور كل من المعلم والتلميذ.
فمن وجهة النظر الجديدة هذه فان المعلم يلعب دور الباحث عن طرائق تسمح بترقية كفاءات تلاميذه ومعارفهم ومنهجياتهم وسلوكياتهم ووضعياتهم في المجتمع بكيفية تجعلهم يتمسكون بقيم وأصالة مجتمعهم مع تمكنهم من العناصر التي تسمح لهم بالمساهمة في تنمية بلادهم .

فالمعلم إذن موجه ومسير لسيرورة التعلم وهذا يتطلب منه اكتساب كفاءات جديدة زيادة على أهليته التقليدية في البحث عن المعلومات العلمية والتربوية والثقافية وتشمل هذه الاستعدادات أيضا القدرة على مناقشة الآخرين ومشاورتهم وعدم فرض رأيه عليهم ، وكذلك أن يستطيع نقد ذاته.

لقد أصبح للتلميذ أدوار جديدة في المدرسة ، فالمقاربة بالكفاءات الجديدة تعطيه الحق في المساهمة مع المعلم لاكتساب معارفه في إطار علاقة أفقية متفاعلة ، إذ أن التلميذ يبحث ويحلل ويستعمل المعلومات ، حيث يجب على المدرسة أن تمنحه أدوارا بيداغوجية ملائمة.

وهنا يمكن أن نطرح سؤالا مفاده : ماهي المقاربة بالكفاءات ؟

فالمقاربة بالكفاءات هي طريقة في إعداد الدروس والبرامج التعليمية وذلك من خلال

- التحليل الدقيق للوضعيات التي يتواجد فيها المتعلمون أو التي سوف يتواجدون فيها

- تحديد الكفاءات المطلوبة لأداء المهام وتحمًل المسؤوليات الناتجة عنها.

- ترجمة هذه الكفاءات إلى أهداف وأنشطة تعلمية.

لماذا المقاربة بالكفاءات ؟*

1- جاءت المقاربة بالكفاءات لإثراء ودعم وتحسين البيداغوجيا، وليس للتنكر أو لمحو فن تربوي عمره سنوات طويلة .

2- يفشل كثير من التلاميذ، بسبب عدم تمكنهم من تحويل المعارف، لأنهم يكتسبون معارف منفصلة عن سياقها، ومقطوعة عن كل ممارسة .

3- من أجل ترسيخ المعارف في الثقافة والنشاط .

4- لأن المعارف المدرسية لا معنى لها بالنسبة للتلاميذ ما دامت منفصلة عن مصادرها وعن استعمالاتها الاجتماعية. إذا فالمقاربة بالكفاءات تنشئ علاقات بين الثقافة المدرسية والممارسات الاجتماعية.

5- إن المقاربة بالكفاءات تمثل ثورة تعليمية للمعلمين والأساتذة، وهي تتطلب بالفعل (أحمد – 2003-ص63) :

* وضع وتوضيح عقد تعليمي جديد .

* تَبني تخطيط مرن وذو دلالة .

* العمل باستمرار عن طريق المشكلات.

* اعتبار الموارد كمعارف ينبغي تسخيرها.

* ابتكار أو استعمال وسائل تعليمية مناسبة وهادفة .

* مناقشة وقيادة مشاريع مع التلاميذ .

* ممارسة تقويم تكويني في وضعيات العمل.

مكانة المعلم في بيداغوجية الكفاءات*

إن المعلم في إطار المقاربة بالكفاءات مطالب بالتخلي في كثير من الأحيان عن الطريقة الاستنتاجية في التدريس . فعليه أن يكون منظما للوضعيات، منشطا للتلاميذ، حاثا إياهم على الملاحظة والتشاور والتعاون، ومسهلا لهم عملية البحث والتقصي في المصادر المختلفة للمعرفة (كتب، مجلات، جرائد، قواميس، موسوعات، أقراص مضغوطة، أنترنت الخ...). وبقدر ما يكون بحاجة إلى الوسائل التعليمية ستكون حاجته أكثر إلى إبتكار وضعيات التعلم التي يواجه فيها المتعلم مشكلات وينجز مشاريع .

- يصبح مدربا، كما يحدث في ميدان رياضي أو في ورشة فنية. يدعم التعلم، ينظم وضعيات معقدة، يخترع مشاكل وتحديات، يقترح ألغازا ومشاريع .

- دوره شديد الأهمية، لكنه لا يحتكر الكلمة ولا يحتل صدارة المسرح .

- ينبغي أن تتطور كفاءته المهنية باعتماد التكوين الذاتي حول :

* بناء الهندسة التعليمية (تصور وخلق وضعيات الوساطة) .

* الملاحظة التكوينية والتعديل الدقيق للأنشطة التعليمية .

* إشراك المعلم والأستاذ في إستراتيجية التغيير من البيداغوجيا المركزة على المعارف إلى البيداغوجيا المركزة على التكوين بواسطة المقاربة بالكفاءات، يعتبر أكثر من ضرورة .

* مزايا المقاربة بالكفاءات

تساعد المقاربة بالكفاءات على تحقيق الأغراض الآتية (جابر -2088-ص 42) :

أ- تبني الطرق البيداغوجية النشطة والإبتكار:

من المعروف أن أحسن الطرائق البيداغوجية هي تلك التي تجعل المتعلم محور العملية "التعليمية-التعلمية" . والمقاربة بالكفاءات ليست معزولة عن ذلك، إذ أنها تعمل على إقحام التلميذ في أنشطة ذات معنى بالنسبة إليه، منها على سبيل المثال "إنجاز المشاريع وحل المشكلات" . ويتم ذلك إما بشكل فردي أو جماعي .





ب- تحفيز المتعلمين ( المتكونين ) على العمل:

يترتب عن تبني الطرق البيداغوجية النشطة، تولد الدافع للعمل لدى المتعلم، فتخف أو تزول كثير من حالات عدم انضباط التلاميذ في القسم. ذلك لأن كل واحد منهم سوف يكلف بمهمة تناسب وتيرة عمله، وتتماشى وميوله واهتمامه .

ج- تنمية المهارات وإكساب الاتجاهات، الميول والسلوكيات الجديدة :

تعمل المقاربة بالكفاءات على تنمية قدرات المتعلم العقلية (المعرفية) ، العاطفية (الانفعالية) و"النفسية-الحركية"، وقد تتحقق منفردة أو متجمعة.

د- عدم إهمال المحتويات ( المضامين ):

إن المقاربة بالكفاءات لا تعني استبعاد المضامين، وإنما سيكون إدراجها في إطار ما ينجزه المتعلم لتنمية كفاءاته، كما هو الحال أثناء إنجاز المشروع مثلا .

هـ اعتبارها معيارا للنجاح المدرسي:

تعتبر المقاربة بالكفاءات أحسن دليل على أن الجهود المبذولة من أجل التكوين تؤتي ثمارها وذلك لأخذها الفروق الفردية بعين الإعتبار .

* التعلم في بيداغوجية الكفاءات

يُبنى تعلم التلاميذ في بيداغوجية الكفاءات على الوضعية المُشْكلة وإعداد المشاريع، التي ينبغي أن تكون على صلة بواقعهم المعيش، وأن يسخروا فيها مكتسباتهم المعرفية والمنهجية. وأن يربطوها بواقعهم وحياتهم في جوانبها الجسمية النفسية، الاجتماعية، الثقافية والاقتصادية. وتسمح المقاربة بالكفاءات عموما بتحقيق ما يأتي (جابر -2088-ص 42):

1/ إعطاء معنى للتعلم:

تحدد عملية تنمية الكفاءات الإطار المستقبلي لتعلم التلاميذ، والربط بينه وبين وضعيات لها معنى بالنسبة إليهم، وأن يكون لتعلمهم هدف، وبذلك لا تكون المعارف والمعلومات التي يكتسبها التلاميذ نظرية فقط، بل سيستغلونها حاضرا ومستقبلا. فاكتساب القواعد الصحية للجهاز العصبي مثلا وغيرها، يكون من أجل الحفاظ على سلامة الجسم ووقايته .

2/ جعل التعليم أكثر نجاعة:

*تضمن المقاربة بالكفاءات أحسن حفظ للمكتسبات، لاعتمادها أسلوب حل المشكلات وإنماء قدرات المتعلمين كلما واجهوا وضعيات جديدة، صعبة ومتنوعة .

* تسمح المقاربة بالكفاءات بالتركيز على المهم فقط

* تربط المقاربة بالكفاءات بين مختلف المفاهيم سواء في إطار المادة الدراسية الواحدة أو في إطار مجموعة من المواد.

3/ بناء التعليم المستقبلي:

إن الربط التدريجي بين مختلف مكتسبات التلاميذ وفي وضعيات ذات معنى سوف يمكن من تجاوز الإطار المدرسي ويسمح باستثمار هذه المكتسبات سنة تلو أخرى ومرحلة بعد أخرى لنكون في خدمة كفاءات أكثر تعقيدا .

خاتمة :

أخيرا يمكن القول أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مختلف الدول المتقدمة اليوم قائمة على أساس الاقتصاد المعرفي الجديد في ظل التحول السريع إلى مجتمعات المعرفة ، التي تقوم بتوظيف الكفاءات القادرة على النهوض بالمجتمعات من خلال أنظمتها التربوية التي عرفت السنوات الأخيرة جملة من الإصلاحات ليس في العالم المتقدم فحسب وإنما في مختلف دول العالم النامي والعربي عموما.

فمهمة التعليم في العالم اليوم هي تدريب المتعلمين على كيفية التعلم والوصول الى المعلومات ، هذه الأخيرة التي أصبحت المحرك الأساسي لتطور المجتمعات الحديثة ، وبناء الكوادر والكفاءات القادرة على الإبداع والتغيير في ظل تطور هائل لتكنولوجيات الإعلام والاتصال أعطت الأهمية البالغة للعقول في صناعة الازدهار.

والجزائر واحدة من هذه الدول التي أولت النظام التربوي خلال العشر سنوات القليلة الماضية إصلاحا شاملا مس مختلف مستويات التعليم ، وعمدت إلى إدخال طريقة المقاربة بالكفاءات ، والتي لا تزال تحتاج إلى المزيد من التوضيح من أجل تطبيقها الأمثل في العملية التعليمية حتى تؤتي أهدافها.



قائمة المراجع :

1/ أحمد إبراهيم أحمد – الجودة الشاملة بين الإدارة المدرسية والتعليمية – دار الوفاء – الإسكندرية – 2003

2/ سعيد جابر – دليل التربية العملية –شعبة الدراسات الاجتماعية (مشروع تطوير التربية العملية) –كلية التربية – جامعة المنوفية –مصر 2008.



3/ programme d’appui de le reforme du système éducatif algérien (PARE)- ministère de l'éducation nationale -2005

4 Ferhi , Mohamed – L'optimisation de portefeuilles par la logique floue et son application au marché financier en Algérie les cahiers de CREAD -Centre de recherche en économie appliquée pour le développement – N 72 –Alger- 2005

5/ Ministère de l'enseignement supérieur et le recherche scientifique Algerien

https://www.mesrs.dz



[1] programme d’appui de le reforme du système éducatif algérien (PARE)

https://manifest.univ-ouargla.dz/arc...%A6%D8%B1.html









رد مع اقتباس