[المهذب]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته أما بعد:
أولا الصلاة على الحبيب المصطفى صلوات رب وسلامه عليه عدد ما نرى وعدد الحصى وعدد النجوم وعدد ما في الكون، وعدد ما يقول له المولى سبحانه كن فيكون.
كثيرة هي العلوم الدنيوية وكثيرة هي أراء المنظرين والعلماء في شتى المجالات ، وكل مجتمع يقاس بمدى عبقرية هؤلاء العلماء والباحثين ، ومن بين هذه العلوم علم يسمى بعلم النفس، كثر فيه البحث و حسب رأي الخاص هذا العلم يدرس سلوك الشخص ومدى استجابته ورفضه لكل ما هو جديد عليه أو تقبله لأمر سبق وأن فاته أحد فيه ، وأصبح مجالا للتخصصات وللدراسات ، وما أكثر النظريات التي تؤول سلوكيات الأفراد لتصرفاتهم بإرادة أو بغيرها في المخاطبة والمعاملة والغدو والرواح وطريقة الكلام وطريقة المشي هل هي منعرجه أو منتظمة، ثم يستنتج إذا كان هذا أو ذاك شخص عادي أو هو غيرعادي وعالة على المجتمع يجب تربية نفسه حتى تعود للتصرف السليم وتفكر بشكل سليم ، ثم يكون التعامل منها ومعها سليم في سليم.
لذا أحبتي علم النفس مهما بحث فيه الباحثون ومهما علم فيه العالمون فإن النفس علم قائم بحد ذاته والنتائج قد تكون سلبية ولا تتماشى مع النظريات ، وعندها يخيب أمل العالم أو المنظر بأنه وجد النفس البشرية بحر يصعب المغامرة في أمواجها أو هو بركان يصعب التصدي لحممها ولهيبها أو هو فيضان أو إعصار وريح عاتية، إذا ما حلت بقوم دمرت الأخضر واليابس .
وكان أول من قرن السلامة بين العقل والجسم ، الشاعر الروماني جوفينا لي منذ الآلاف من السنين ، وكان هذا محل جدل كبير بين العلماء، وأنا أقول ما هذا ؟ نحن مسلمون ومن أمة محمد
صلى الله عليه وسلم ،والحق ما جاء بالكتاب والسنة ، ومنه فإن النفس البشرية اختصرت في آية كريمة نزلت على المصطفى صلوات رب وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وهي بسورة يوسف بالآية (53) حيث قال فيها ربنا عز وجل بعد بسم الله الرحمن الرحيم (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي غڑ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي غڑ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ) صدق الله العظيم وبما أن سلامة النفس المؤشر لها هو سلامة العقل والقلب فإن دليل ذلك حديث حبيبنا محمد صل الله عليه وسلم حيث يرويه النعمان بن بشير رضي الله عنهما و قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب))؛(حديث متفق عليه) .
أحبتي : هذا رأي المتواضع في دراسة النفس البشرية وما عليكم إلا إثراء الموضوع بآرائكم الشخصية التي تحمل أساسات علمية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.