منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - عاموس جلعاد: سقوط الأسد كارثة على إسرائيل
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-16, 20:08   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

دراسة إسرائيلية: سقوط الأسد فرصة ممتازة لإعادة العلاقات الإستراتيجية بين تل أبيب وأنقرة
زهير أندراوس:


2011-10-23


الناصرة ـ 'القدس العربي' في دراسة جديدة أعدها البروفيسور زاكي شالوم، والذي يُعتبر في الدولة العبرية مرجعا في القضايا الإستراتيجية، خصوصا في العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية والإسلامية، قال إنه من الممكن أن يصبح ما يحدث في سورية الآن بمثابة بداية حقيقية لإيجاد قاعدة مشتركة من التعاون الإستراتيجي المشترك مرة أخرى بين إسرائيل وتركيا، وهو التعاون الذي يمكن على إثره إعادة بناء التحالف الإستراتيجي من جديد بين البلدين، مشيرا إلى أن هذا التعاون بات ملحا وضروريا في تلك المرحلة لمواجهة أية تداعيات سلبية في المنطقة قد يسفر عنها عدم الاستقرار في سورية مستقبلا، على حد تعبيره.
وتابع قائلا عن إمكانية استغلال الدولة العبرية للورقة السورية وما تشهده سورية من أحداث قد تسفر عن إسقاط نظام بشار الأسد، أشار البروفيسور شالوم في سياق دراسته إلى التراجع الملحوظ الذي ميز العلاقات بين أنقرة ودمشق، على ضوء تلك الأحداث وقيام جموع الشعب السوري بالخروج ضد نظام الرئيس بشار الأسد والمواجهة الساخنة بين قوات الجيش والمتظاهرين، وهو الأمر الذي تبعه قيام الآلاف من المواطنين السوريين بالفرار إلى الحدود التركية هربا من جحيم الجيش السوري.
علاوة على ذلك، أضاف البروفيسور الإسرائيلي إن تركيا تدرس الآن إمكانية القيام ببعض الخطوات العسكرية على الحدود مع سورية وتدرس إمكانية قيام قواتها بالتوغل داخل الأراضي السورية وإيجاد منطقة آمنة يمكن تجميع الفارين من جحيم الجيش السوري فيها، ولكن في المقابل، شكك الباحث الإسرائيلي في الدوافع التركية للوقوف إلى جوار الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد ، متسائلا: هل هذا الموقف التركي يهدف للدفاع عن مصالح أنقرة، أمْ أن هناك أبعادا أخرى قد تصل مداها إلى المساهمة في إيجاد نظام حكم بديل عن نظام بشار الأسد.
وتطرق البروفيسور شالوم، وهو من معهد دراسات موشيه ديان الإستراتيجية، في دراسته إلى سبر أغوار الأسباب التي تدفع الدولة العبرية إلى الإصرار على عودة العلاقات مع تركيا في الوقت الراهن، والتمسك بتل أبيب تلك الفرصة لاسترضاء تركيا بأي شكل من الأشكال، حيث أوضح في دراسته المهمة أن إسرائيل ترى أن تعاظم قوة تركيا على حساب ضعف النظام السوري أمر سيكون له تداعيات إقليمية بعيدة المدى، مشيرا إلى أن سورية تعتبر بمثابة دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط وتعتمد عليها الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيما تتبناه من مواقف في المنطقة، وهو ما يعني أن ضعف نظام حزب البعث الحاكم في سورية لعقود طويلة وإسقاطه سيؤدي بشكل أوتوماتيكي إلى إضعاف إيران وحلفائها في المنطقة وفي مقدمتهم حزب الله الشيعي في لبنان.
كما ان إسقاط الأسد، برأيه، سيُسهم في تدعيم الموقف الإسرائيلي في أية مفاوضات جديدة ومستقبلية تجري مع دمشق حول مستقبل هضبة الجولان العربية السورية المحتلة، على حد قوله.
واستعرض البروفيسور شالوم العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، لافتا إلى أنها شهدت خلال السنوات الأخيرة، وبالتحديد منذ عملية الرصاص المسبوك ضد غزة حالة من التوتر الشديد على كافة الأصعدة، وبات التحالف الإستراتيجي الوثيق بين البلدين في مهب الريح، خاصة مع تعاظم الدور الإقليمي التركي في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية التركي ورئيسه رجب طيب أردوغان الذي تتهمه تل أبيب بأنه السبب الرئيسي في توتر العلاقات بين البلدين، والتي تعد أقوى علاقات أقامتها إسرائيل منذ تأسيسها مع أكبر دولة إسلامية في منطقة الشرق الأوسط.
وحاولت تل أبيب احتواء المشاكل، ولكن الاعتداء الإسرائيلي على سفينة (مافي مرمرة) في أيار (مايو) من العام 2010، والذي أسفر عن استشهاد تسعة مواطنين أتراك، وإهانة السفير التركي من قبل نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، وخاصة على ضوء إصرار رئيس الوزراء التركي على ضرورة تقديم إسرائيل اعتذارا رسميا لتركيا، زاد الطين بلة، كما أشار إلى فشل المساعي الإسرائيلية في إيجاد بديل لتركيا في منطقة حوض البحر المتوسط، سواء من خلال توجهها إلى اليونان أو لعدد من دول البلقان أجبر أركان تل أبيب على الخضوع والعودة لاسترضاء تركيا مرة أخرى لتصفية الأجواء معها لاسيما بعد وصول العلاقات بين البلدين لأدنى مستوى لها.
مضافا إلى ذلك، قال البروفيسور شالوم إن إسرائيل اعتبرت اندلاع موجة ثورات الربيع العربي خاصة في سورية فرصة ذهبية لعودة العلاقات بين البلدين، بزعم أن ما يحدث في سورية حاليا له انعكاس مباشر على تركيا وإسرائيل، مشيرا إلى أنه لدى إسرائيل كثيرا من الأسباب والمبررات التي تجعلها تشعر بالغضب من تركيا على الرغم مما تمثله من أهمية إستراتيجية لتل أبيب، نظرا للعلاقات المتشعبة بين البلدين في العديد من المجالات على رأسها المجالات الأمنية والاقتصادية، لكن توجهات وسياسة رئيس الوزراء التركي أردوغان في الآونة الأخيرة تجاه إسرائيل تسببت في إيجاد شروخ عميقة في جدار الآمال الإسرائيلية تجاه تركيا.
فى المقابل أكد الباحث أنه كان هناك أيضا لدى تركيا الكثير من الأسباب التي تجعلها هي الأخرى تشعر بالغضب من إسرائيل أبرزها توريط تل أبيب لها في مسألة الوساطة بينها وبين سورية، على الرغم من إدراك القيادة الإسرائيلية أنه لا سبيل للتوصل لتفاهمات مع سورية بشأن الانسحاب من هضبة الجولان وإخلاء المستوطنات الموجودة هناك، والانسحاب إلى حدود ما قبل عام 1967.
وبحسبه انتهت الوساطة التركية دونما أن تسفر عن شيء، وكان مصيرها الفشل كما كان متوقعا، ولم يجلب ذلك سوى شعور القيادة التركية بالمهانة، وهو ما أسهم بدون أدنى شك في خلق توتر بين تركيا وإسرائيل ومنذ ذاك الوقت حدث تراجع في مستوى العلاقات بين البلدين، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وزاد قائلا إن تبعات تدهور العلاقات بين تركيا وإسرائيل جعل أنقرة من جانبها تبحث لها عن حلفاء إستراتيجيين جدد وهو الأمر الذي يفسر معه التقارب الإستراتيجي الذي طرأ على العلاقات بينها وبين طهران، معتبرا أن التحالف بين أنقرة وطهران سيسهم في تقليل الفرص المتاحة أمام إسرائيل للقضاء على برنامج إيران النووي، وكذلك محاربة الجماعات الإقليمية في المنطقة وعلى رأسها حزب الله وحماس، وذلك على إثر تراجع تركيا عن حماية المصالح الإستراتيجية لإسرائيل والتشاور معها بشأن أي من العوائق التي تعترض سبيل هذه المصالح، وخلص الباحث إلى القول إنه يتحتم على الدولتين وضع المشاكل بينهما وراء ظهريهما وفتح صفحة جديدة والتفكير فيما يحدث الآن، وأن يشرعا فورا في البحث عن سبل استئناف التعاون الإستراتيجي بينهما، على ضوء تنامي الثورات العربية المحيطة بهما في منطقة الشرق الأوسط، والتي قد تمثل خطرا كبيرا على كليهما، مشيرا إلى أنه من الممكن أن تسفر جهود المصالحة بينهما عن شيء مثمر إذا ما كان هناك محاولة للتدخل من قبل الإدارة الأمريكية وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى انفراجه في العلاقات بين الطرفين، على حد تعبيره.









رد مع اقتباس