منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فضائل القرآن
الموضوع: فضائل القرآن
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-03-15, 03:11   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ثبت أن الاستماع إلى " سورة الرحمن "
يعالج الكثير من الأمراض ؟


السؤال:

وصلتني الرسالة التالية : إن سورة الرحمن فيها معجزة عظيمة للشفاء - بإذن الله - من أي مرض عضال ؟ فالأمراض الجسدية , والنفسية , والروحية , والميؤوس منها , وكثير من المشاكل يمكن أن تتعالج - بإذن الله - بالاستماع لسورة الرحمن " خصوصاً بصوت الشيخ عبد الباسط رحمه الله " ثلاث مرات موزعة في اليوم , وتكرار ذلك لمدة أسبوع لمعظم المرضى , وشهر لعدد أقل , وأكثر من ذلك لقلة نادرة

والمهم الاستمرار إلى الشفاء ، وبإذن الله وهي تعالج الاكتئاب , وضغط الدم , والسكري , والسرطان , والتهاب الكبد الوبائي , وغيرها , فما صحة هذا الكلام ؟


الجواب :


الحمد لله

القرآن كله هدى وشفاء ورحمة للمؤمنين ، قال الله تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) الإسراء/ 82 ، وقال تعالى : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ) فصلت/ 44 .

هو شفاء لأمراض القلوب والأبدان .

قال الشوكاني رحمه الله :

" اختلف أهل العلم في معنى كونه شفاء على قولين : الأول : أنه شفاء للقلوب بزوال الجهل عنها وذهاب الريب [ أي : الشك ] وكشف الغطاء عن الأمور الدالة على الله سبحانه .

القول الثاني : أنه شفاء من الأمراض الظاهرة بالرقى والتعوذ ونحو ذلك .

ولا مانع من حمل الشفاء على المعنيين "

انتهى من " فتح القدير " (3 /362) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" تأثير قراءة القرآن في المرضى أمرٌ لا ينكر ، قال الله تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً ) ، والشفاء هنا شامل الشفاء من أمراض القلوب وأمراض الأجسام " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " لابن عثيمين .

وقد جاءت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بإثبات فضيلة زائدة لبعض سور القرآن الكريم ، وتأثيرها في حصول الشفاء من الأمراض ، كسورة الفاتحة التي هي أعظم سورة في القرآن الكريم ، وسورة " قل هو الله أحد " التي تعدل ثلث القرآن الكريم ، وسورة الفلق وسورة الناس .

ولا نعلم حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن لسورة الرحمن فضيلة ليست لغيرها في علاج الأمراض .

وإذا نظرنا إلى ما ذكر في السؤال عن سورة الرحمن ، فإنه أقرب إلى البدعة والكذب على الله تعالى ، وأحاديث القصاص والطرقية ؛ لأن مثل هذا التحديد الدقيق ، لا يمكن أن يعلم إلا من جهة الوحي ، [ تحديد لسورة معينة ، واستماعها لعدد معين من المرات ، ولمدة محددة ، ولأمراض محددة ] .

وكيف خفي هذا على الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم علمه هذا المتكلم ؟!

وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء عن سؤال قريب من هذا ، فأجابوا :

" ما جاء في السؤال من أن علاج القلق هو قراءة جزء من القرآن وتفسيره من ابن كثير ، فلا أصل له ، لكن القرآن كله مما يرقى به وينفع الله به .

أما تخصيص آيات معينة لرقية بعض الأمراض بلا دليل فلا يجوز ، فإن القرآن خير كله وشفاء للمؤمنين ، ومن أعظم ما يرقى به منه الفاتحة .

ويجب التنبه إلى أن القرآن ما نزل ليكون دواء لأمراض الناس البدنية فقط ، لكن نزل لأمر عظيم وخطب جليل ، ليكون نذيرا للعالمين وهاديا إلى صراط الله المستقيم ، وحاكما بينهم فيما يختلفون فيه ، ومحذرا من طريق الكفر والكافرين ، وهو مع هذا ينفع الله تعالى به عباده المؤمنين من أسقامهم الدينية والبدنية "

انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الثانية " (1/76) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس