منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الشيخ بوعمامــــة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-09-26, 21:12   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
فقير
محظور
 
إحصائية العضو










Hot News1 الشيخ المجاهد أبوعمامة

[align=right]بسم الله الرحمان الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد وصحبه وسلم .
تابع :

1) تجديد الشيخ للطريــقة:
لما كان الإسلام صالحا لكل زمان ومكان، وكان التصوف، ـ الجانب الإحساني منه ـ هو لب الإسلام وجوهره، وكانت الطرق الصوفية سبلا ومسالكا لبلوغ مراتب الإحسان، وكان طبيعيا أن يطالها بعض الفتور والضمور مع مرور الزمان بسبب ضعف الهمم، وتعتريها بعض البدع والانحرافات في الممارسات، شأن الإسلام نفسه في واقع المسلمين، اقتضت مشيئة الله أن يقيض لها من عباده بين الفينة والأخرى من يجددها لتعود صافية نقية، مصداقا للحديث الشريف : "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها" ((14))
تجديد الطريقة إذن، هو صقلها مما يعتريها من شوائب وما يلحقها من انحرافات وما يعلق بها من مثبطات لتعود إلى أصالتها صحيحة سليمة لامعة قوية التأثير بقوة الشيخ الذي أبدعها وعلو مكانته، تطهر القلوب وتزكي النفوس وتغدي الأرواح وتهذب الأخلاق وتصحح الأفكار وتدفع بمن يسلكها إلى الحضرة الإلهية سلوكا روحيا سويا ثابتا ليترقى في معارج الإحسان.
ولما كانت الطريقة الشيخية ذاتها، كتب لها أن ترى النور في ظروف خاصة، ظروف الغزو الاستعماري للشواطئ المغاربية، خصوصا الجزائرية منها، وكان لسيدي عبد القادر بن محمد المواقف الجهادية المشهودة دفاعا عن أرض وحرمة الإسلام والمسلمين كما ورد في المناقب، اقتضت مشيئة الله أن يتم تجديدها في ظروف مشابهة، بل أكثر قساوة وشراسة، على يد الشيخ بوعمامة. وكان طبيعيا أيضا أن يقوم الشيخ بوعمامة بدوره بإعلان الجهاد تحت رايتها كما فعل جده وشيخه سيدي عبدالقادر بن محمد من قبل. وليحقق هذا التجديد، كان عليه أن يعمل على:
1 ـ تجديد الصلة مباشرة عبر الشيخ سيدي عبد القدر بن محمد إلى رسول الله إحياء للجانب الروحي،
2 ـ إعادة تنظيم الطريقة لتلميع صورتها كطريقة حية حركية جهادية معطاءة، بيضاء، نقية،
وهذا ما حدث بالفعل، فأما بخصوص:
تجديد الصلة بالشيخ سيدي عبد القادر بن محمد فنجده يأكد غير ما مرة في المخطوطات الخاصة التي بين أيدينا أنه كان شديد التعظيم لشيخه وجده سيدي عبد القادر بن محمد، مثلما كان حريصا أشد الحرص على اتباع السنة وتحري الصواب في جميع الحركات والسكنات اقتفاء للمنهاج النبوي.
أهمية الشيخ في حياة المريـــــد:
نظرا لأهمية الشيخ في حياة المريد، باعتباره يتربى على يديه ويتزكى على يديه ويترقى على يديه في معارج الإسلام ثم الإيمان ثم الإحسان، نجد الشيخ بوعمامة يؤكد على هذه القضية في جل أقواله، خصوصا وان الظرف كان يقتضي توحيد القلوب وتكتل الجهود للقيام بواجب الجهاد. من ذلك مثلا قوله:
" ... واعلم أيها المريد أن الشيوخ فرضهم الله علينا كما فرض علينا الموت، من فعل ما أمره به الله مات شهيدا ومن أخطأ الطريق خرجت روحه على غير ملة، كذلك من كان مع الشيخ من حفظ مقاله تحصل له المزية ومن خرج من كلامه يطرد ومغضوب عليه... ، توبوا واخلصوا توبتكم واثبتوا عليها تذوقوا حلاوة التوبة بشروطها."
تسليمه للمشايخ جملــــــة:
كان الشيخ بوعمامة رصي الله عنه شديد التسليم للمشايخ جملة، أحياء وأمواتا، يتبين ذلك من أنه لما أقام بعض الوقت ببني ونيف ووقعت عليه بعض الضغوط، كان يتوسل بجده سيدي سليمان بن بوسماحة صاحب ضريح البلدة.
عتابه لنفســــــــــه: كان أحيانا يعود لنفسه، على علو مكانته، يلومها ويعاتبها عتابا شديدا من ذلك مثلا:
" يا نفسي اتقي الله وأطيعيه، واجتنبي ما نهى عنه، واجتهدي في ما أمر به، يا نفسي استحيي من الله وخافي من عذابه، وانظري هل لك رب غيره، يا نفسي ما خلقك إلا لطاعته، فاصبري لحكمه، وارضي بقضائه، ألم تعلمي أنه خلقك ولو شاء بأي شيء قهرك،...كيف تعصيه وهو فيك ناظر، إذا لم تريه فهو معك حاضر، يا دنيئة، ارجعي إلى مولاك، شريعة الله بيني وبينك يا ملعونة، اجتنبي طريق الهلاك، ما تفعليه لا يجازى به أحد غيرك، يا خسيسة المعنى، يا ويلك تطيعي الشيطان وتعصي مولاك..."
وأما بخصوص تجديد الجانب الروحي في الطريقة فقد وردت له مجموعة من المقالات والإشارات ذات المعاني الكثيرة في المطبوع المذكور نقتطف منها ما يلي:
" لا تتقرب لله إلا بالله...
..كن مع الخلق بلسان صادق ومع الله بقلب صافي، وخير الآخرة على الدنيا،ـ وخير الله على الآخرة، وخير الحق على الباطل، وكن في الدنيا كالغريب الذي ليس له أهل ولا متاع ولا بنون، واجعل نفسك أدنى الناس، ولا تبالي برزقك لا يشغلك عن الله، ولاتقل أنا...
..تشرع في الأمور كلها تسهل عليك...
..يا فلان اعلم أن العمل كالمصحف لا يمسه إلا المطهرون.((15)) وكالمسجد لا يدخله إلا المصلون، فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون, واعلم يا مقدم أنت ومن تبعك، الإمام لا يحمل إلا السهو الرقيق، وكل ما لا يحمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته لا تقدر المشايخ تحمله على الفقراء الزاهدين,
وأما بخصوص تنظيم الطريقة والمداومة على الأذكار وتلاوة القرآن وضبط شؤون الزاوية، فقد كان في غاية الصرامة نظرا للظروف التي كانت تحيط به، أي كثرة الجواسيس وكثرة التربص والاضطرابات.
ويقول في أحد الموضع بهذا الخصوص ما يلي:
".. وقسموا بعضكم بلا تنازع في الخطرة وفي جميع الحركة في خدمة الله الذي أكرمكم بها، واجعلوا كل طائفة تكون في شغلها كيف لايكون أحد متوكل على أحد، وكل طائفة يعينوا لها يومها...والخدمة على الايام من يوم الأحد إلى يوم الأحد. والقراءة والذكر في الحركات أين ما كنتم تكون اللوحة معكم، وذكر الله لاتفتروا عليه، وسلاحكم بين أيديكم دائما موجود يعني المدفع..."
الصرامة في التسييــــــــر:
وها هو يعلن للفقراء بعض غاية الصرامة والانضباط في التصريح التالي:
"...ليست الزاوية مهمولة....، وكل من تقدم لها بسبب الطمع وليس له فيها منفعة لا ينفعه بشيء فلا يحصل له منها إلا الهلاك والمضرة الكبيرة سوى من كان ينفعها بصحته أومتاعه فلا بأس، وأنتم لا تصغوا لأحد ولا تقربوا لشيء إلا بإذني ولو يطلبكم عبد القادر بن محمد لا يأخذ منكم شيء سوى إذا أذنتكم أنا بنفسي...لايكون معي إلا من ينفعني بصحته أو بماله علي الخوف من كل جانب.."
وفي نفس الصدد، أي تجديد الشيخ بوعمامة للطريقة الشيخية فيقول:
د. خليفي في خاتمة كتابه، الطريقة الشيخية:
" كان الشيخ بوعمامة قد أخذ الطريقة عن شيخه محمد بن عبد الرحمان أحد مقدمي الشيخية في بلدة بني ونيف. وهو الذي أشار عليه بالاستقرار في بلدة مغرار وتأسيس زاوية شيخية هناك، وذلك حوالي سنة 1875 إحياء لزاوية الجد سيد الشيخ.
في بلدة مغرار التحتاني حاول الشيخ بوعمامة أن يوحد كلمة أولاد سيد الشيخ، بعد أن تفرقت كلمتهم عقودا طوالا. وقد عمل الشيخ على تجديد الطريقة وإحيائها، بعد أن كادت تنمحي بسبب الصراع بين طوائف أولاد سيد الشيخ حول الزعامة ومختلف الأمور الدنيوية."
وفي خاتمة البحث ورد ما يلي:
" ومهما تكن المصائب والبلايا التي حاقت به في غمرة كفاح لم يكن متكافئا بطبيعة الأمر، فإن الدعامة الصوفية التي استند إليها عمله كانت المصدر الأول من مصادر طاقته، تلك الطاقة التي عرف كيف ينقلها إلى رجاله".
2) وحدة المشيخـــــــــــــــــــــــة:
هناك قضية في غاية الأهمية لا بد من توضيحها، وهي أن مشيخة الطريقة الشيخية تظل واحدة في كل عصر وفي كل جيل لا تتعدد. بمعنى أن الشيخ الحي القيم الوارث لسر سيدي عبد القادر بن محمد، مبدع الطريقة الشيخية في كل زمان هو واحد، في حين أن الزوايا التي تحمل اسم الشيخية يمكن أن تتعدد كفروع للزاوية الأم التي تكون تحت إمرة شيخ الطريقة. كما أن الشخص القيم على كل زاوية فرعية يمكن أن يسمى شيخا عن طريق المجاز، ولكنه شيخ مكلف بتسيير شؤون تلك الزاوية الفرعية فقط بخلاف الشيخ الوارث. وغير خاف أن سيدي عبد القادر بن محمد كان قد حرر العبيد بوصية مكتوبة وترك تحت أيديهم حق كامل التصرف في شؤون الزاوية دون أن ينافسهم فيها أحد من أبنائه. فهل يقال أن العبيد الذين تعاقبوا على تسيير الزاوية الشيخية الأم كانوا شيوخا للطريقة الشيخية لمجرد كونهم تقلدوا تسيير الزاوية؟
ومن جهة أخرى واضح أن سيدي عبد القادر بن محمد قد فصل بوضوح بين الزاوية وبين المشيخة عندما عهد بمشيخة الطريقة لابنه سيدي الحاج بحوص دون الزاوية التي تركها تحت أيدي العبيد كما سبقت الإشارة.
نخلص من هذا الطرح إلى النقاط التالية:
ـ ينبغي التمييز بين الزوايا التي يمكن أن تتعدد تحت نفس الاسم كفروع للزاوية الأم وبين المشيخة.
ـ لا يمكن أن يتعدد الشيخ الوارث للطريقة في نفس الوقت اللهم إلا من بلغ القطبية وأبدع طريقة باسمه.
ـ كان الشيخ بوعمامة شيخا وارثا للطريقة الشيخية ومجددا لها بلا منازع استمدها نظريا من شيخه سيدي محمد بن عبد الرحمان وواقعيا مباشرة من سيدي عبد القادر بن محمد كما صرح بذلك بنفسه.
ـ لا زالت المشيخة مستمرة في خلفه أبا عن جدالمشيخية عن والده سيدي الحاج الطيب بوصية مكتوبة أيضا، وسيدي الحاج الطيب تلقى المشيخة بدوره بوصية مكتوبة عن والده القطب سيدي بوعمامة. ( أنظر الوثائق في الملحق)
ـ تتميز الطريقة الشيخية بتعدد الزوايا أو ما في معناها سواء في المغرب أو في الجزائر:
ـ أما في المغرب فتحمل اسم جامع كجامع سيدي أحمد بن الشيخ وجامع سيدي امحمد عبد الله وجامع سيدي الحاج ابراهيم وجامع سيدي الحاج بحوص، وكلها مؤسسات فرعية تابعة للزاوية الأم، أي الزاوية الشيخية البوعمامية بعين بني مطهر.
ـ وأما في الجزائر فتحمل اسم زوايا كزاوية الأبيض سيدي الشيخ، وزاوية السخونة، وزاوية العين الصفراء، وزاوية ماجنطا، وغيرها من الزوايا الشيخية بالقطر الجزائري الشقيق، وكلها فروع تابعة للزاوية الشيخية البوعمامية الأم الكائنة بعين بني مطهر.
ـ يعود سبب تعدد فروع زاوية الطريقة الشيخية الأم إلى مدى فضل الله الذي يجريه على أيدي شيوخها الكرام لمن سبقت لهم منه سبحانه عناية. ومن أمثال هؤلاء:
ـ الشيخان الجليلان سيدي التاج بلحرمة وسيدي محمد بن بحوص اللذان ظهر عليهما فضل كبير ومشهود لهما بالخير والصلاح ، هما تلميذان للشيخ سيدي الحاج الطيب بن بوعمامة أجيزا على يديه ووجههما حيث أذن لهما بتأسيس زوايا. ومن هنا فالزاويتان الموجودتان باسمهما تابعتان لزاوية شيخهما، وهذا لا ينتقص من فضلهما ومكانتهما البتة، وإنما يعتبر من قبيل إرجاع الفضل إلى ذويه، ومن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق.
ـ وسيدي أحمد بن الشيخ الذي يشهد له الجميع بالولاية والصلاح، تعتبر الزاوية التي تحمل اسمه تابعة للزاوية الأم، لأنه كان تلميذا للشيخ بوعمامة شخصيا ثم لابنه سيدي الحاج الطيب من بعده، وهكذا...
ـ يتبين مما سبق ضرورة التمييز بين مفاهيم ثلاث:
= الزاوية التي يمكن أن تتعدد فروعها تحت اسمها،
= ومشيخة الزاوية التي يحملها الشخص القيم على شؤون زاوية فرعية معينة،
= الشيخ الوارث للطريقة الذي يظل واحدا لا يتعدد والذي تتوحد جوانب الطريقة تحت يديه
3) الخلــــــــــــــــــــــــــــف:
كانت المهمة الأساسية الثانية المنوطة بالشيخ بوعمامة هي تجديد الطريقة الشيخية بعد ما طرأ عليها ما طرأ من ضمور وشتات بسبب الصراعات المستمرة بين حفدة سيدي عبد القادر بن محمد لأسباب معلومة لا داعي للخوض فيها. وكانت مهمة في غاية الصعوبة نظرا للتنافس الحاد الذي كان يبديه بنو عمومته الذين كانت مشيخة الطريقة بين أيديهم في وقت من الأوقات. إلا أن المكانة الربانية العالية التي حبا الله به عبده الشيخ بوعمامة ساعدته على تخطي جميع العقبات وفرض نفسه كشيخ وارث لسر سيدي عبد القار ين محمد بلا شك. وقد أسس زاويته الشيخية ابتداء بمغرار في بداية شأنه سنة 1875 بعد ما أذن له شيخه، سيدي محمد بن عبد الرحمان الذي خدمه مدة طويلة برفقة زوجته الكريمة لالة ربيعة. وهكذا، فإن مهمته كانت مزدوجة، الجهاد المستمر إلى آخر لحظة من حياته، ثم السهر على تربية المريدين في تلك الظروف القاسية، في زاويته الشيخية الأصل، البوعمامية التجديد، والتي كثر أتباعها ومريدوها من جميع القبائل، ومنها فروع أولاد سيدي الشيخ أنفسهم.
ولما أحس بقرب أجله نعى نفسه للناس وكتب وصية عين فيها نجله سيدي الحاج الطيب الذي كان رفيقه في الجهاد خلفا له كما ضمنها نصائح عامة وتوصيات للمريدين. ومن جملة ما ورد فيها بخصوص الخلف:
"...وبعد، أيها الإخوان إني على السفر، وتركت لكم الوصية عند ولدي الطيب، طيب الله لكم المشارب، فهو الكفاية في جميع الأمور كلها، الظاهرة والباطنة، فيا بشرى ويا سعادة ويا خير من امتثل أمره ونهيه في الأمور كلها ليس يخصه شيء من خير الدنيا والآخرة في المال والأولاد وجميع الحركات والسكونات..."
الشيخ سيدي الحاج الطيب بن بوعمامـــــــــة: .
تولى سيدي الحاج الطيب مشيخة الطريقة الشيخية بعد وفاة والده وبإذن مكتوب منه. وقد ولد سيدي الحاج الطيب حوالي سنة 1867 بفجيج أو نواحيها أين تعلم القرآن ومبادئ اللغة العربية، وتابع دراسته بمغرار في زاوية والده. كما كان رفيق الجهاد لوالده طوال ثورته المباركة. وفي سنة 1905 تم إلقاء القبض عليه بوجدة وألقي في السجن ثم نقل إلى سجن فاس فطنجة أين تسلمته السلطات الفرنسية التي نقلته إلى مدينة الأغواط التي دام مقامه بها إلى حدود سنة 1907 إذ تم إطلاق سراحه للالتحاق بوالده عندما مرض، وبقي معه إلى أن التحق بالرفيق الأعلى. وفي سنة 1911 نقل الزاوية من عيون سيدي ملوك إلى نواحي عين بني مطهر أين توجد لحد الآن.
ولما عاد من الحج سنة 1935 وأحس بقرب أجله ترك وصية عدلية لابنه سيدي عبد الحاكم ليخلفه في مشيخة الطريقة. ( أنظر الوصية في الملحق)
الشيخ سيدي عبد الحاكــــــــــــــــــــــــم:.
ولد الشيخ سيدي عبد الحاكم بن الحاج الطيب بن بوعمامة زمان جده الشيخ بوعمامة سنة1903 بالجبل الأخضر قرب بوعرفة. قرأ القرآن ونصيبا من العلم على يد مجموعة من الفقهاء الذين كانوا يتعاقبون على الزاوية. صاحب أباه مدة حياته إذ كان يحمل معه أعباء الزاوية مما جعله يتمرس عليها. ولما التحق والده بالرفيق الأعلى نهاية 1935 انتقلت إليه المشيخة بوصية عدلية منه فقام بها خيرقيام إلى أن وافته المنية يوم الإثنين 7 / ذي الحجة 1386 موافق 28/2/1966 ودفن بمقر الزاوية خلف والده. وقد خلف سيدي عبد الحاكم 7 أولاد ذكور منهم سيدي الحاج حمزة الذي أسند إليه الخلافة في مشيخة الطريقة بوصية مكتوبة. ( أنظر الوصية في الملحق)
الشيخ سيدي الحاج حمزة بن عبد الحاكـــــــم:
ولد سيدي الحاج حمزة سنة 1927 حيث شب في أحضان الزاوية بين يدي جده سيدي الحاج الطيب وتربى على يد والده سيدي عبد الحاكم الذي كان صاحب خبرة وتجربة. وبعد وفاة والده سنة 1966تولى سيدي الحاج حمزة مشيخة الطريقة الشيخية ومسئولية الزاوية البوعمامية. ومنذ ذلك الوقت وهو يتحمل هذه المسئولية الجسيمة إلى جانب مسئوليات أخرى تتعلق بمصالح ساكنة المنطقة بأجمعها. وقد ساعدته ثقافته الواسعة، وأخلاقه الدمثة، وشيمه العالية، وصبره الجميل، وتجاربه المتنوعة، وجولاته المتكررة في ربوع الدنيا على حمل هذا الإرث العظيم، خصوصا قبل أن يشب أبناؤه البررة ويتحملوا معه شطرا من الأعباء. ويعمل الشيخ جاهدا على إعطاء شعلة جديدة للطريقة، خصوصا في أوساط الشباب إذ تفضل بتعيين مجموعة من المقاديم الشباب المثقف خصوصا في ديار المهجر كفرنسا وإسبانيا وإيطاليا أين توجد جالية من مريدي الطريقة الشيخية لا يستهان بها. كما امتدت الطريقة في عهده إلى الشرق الأوسط حيث يوجد هناك بعض المقاديم، بالإضافة إلى القطر الجزائري حيث يوجد العدد الأكبر من الأتباع والمريدين.
يتجند إلى جانبه اليوم أبناؤه السبعة، الذي يتحلون جميعهم بعظيم الأخلاق وواسع الثقافة وحسن السلوك والاستعداد الدائم، والعمل الدؤوب على الخدمة، كل في مجاله، سواء لزوار الزاوية على العموم أومريديها على الخصوص. كما يقوم إلى جانبهم في خدمة الزاوية مجموعة مباركة من أقارب الشيخ ومحبيه بصدق وتفان.
ومما يضاف إلى حسنات شيخنا الجليل سيدي الحاج حمزة جازاه الله خيرا تفضله بإقامة الموسم الأول لسيدي عبد القادر بن محمد السنة الماضية (2005 ) بالزاوية الشيخية البوعمامية، والذي كان موسما مثاليا بكل المقاييس بشهادة الجميع.
نصراني الذي احتل الجزائر المسلمة وأخذ يهدد بجيوشه وقواته الكيان المغربي.(اعلم أيها المجاهد في سبيل الله أن النصارى ملكوا الجزائر، وسبوا نساءها، وأخذوا أولادها وغنموا أموالها...وانتشروا في ساحتها حتى وصلوا إلى وهران وتلمسان ومغنية وتافنة...وطمعوا في هذا المغرب وفي الوصول إلى مدينة فاس )".

انتهى تحقيق خادم الطريقة الشيخية البوشيخية : مصطفى البوشيخي .
[/align]










رد مع اقتباس