ظاهرة التنمر هي ظاهرة موجودة منذ القدم لكنها في تنامي متزايد ومستمر وهذا ماجعلها ظاهرة بارزة في مجتمعنا اليوم وأعطى لها اسما او بالأحرى مفهوما شاسعا، فالسخرية والتنابز بين الأطفال هو ظاهرة يمكن القول أنها فطرية سببها نوعين: إما خروج طفل من محيطه الذي انسجم فيه إلى محيط آخر الذي من الممكن أنه وجد فيه شيئا مؤلوف للعادة بالنسبة له، مثلا طفل ذو 4سنوات أو أكثر يرى خارج المنزل الذي يعيش فيه في شارعأو مكان عام طفل مريض سواء تشوه خلقي، ذوي احتياجات خاصة.... يجعله يطيل النظر للتمييز أو يقول كلاما عفوي بالنسبة له، أما لنا فهو غير سوي وهنا تكون عملية التقويم كوقاية قبل تناميها كظاهرة. أما ثاني نوع عادة ما يكون شجار بين الأطفال في المدرسة كمثال، والذي ينتهي بتتويج لقب سيء للطفل وهو بحد ذاته تنمر وهنا تبرز أهمية الحوار والنقاش مع الطفل حول يومه في المدرسة.
أما بالنسبة لظاهرة التنمر بين الأطفال البالغين تتعدد الأسباب والعوامل لكنها تبقى قضية مبادئ يكتسبها الطفل خلال عملية تنشئته ليكون فردا سويا، وهذا لايعني أن وجود فرد متنمر هو فرد لم يتم تربيته وتسويته اجتماعيا فالأسرة لا تتحمل كل ما يصدر منه بعد احتكاكه واندماجه مع الوسط الخارجي لكنها مسؤولة عن مراقبته.
نأمل نحن كأفراد بالغين وأخصائيين اجتماعيين أن يكون هناك اطلاع على مثل هذه المواضيع من طرف الأسر وتعزيز النقاش خصوصا في فترة تمدرس أبنائهم مثلما يمكن أن يكون ابنهم أحد ضحايا هذه الظاهرة قد يمكن أن يكون أيضا ممارسا لها، فالنقاش هو مصدر للشعور بالأمن النفسي للضحايا كما هو عملية تقويم واعادة تربية للممارسين.
نسأل من اللـه الأمن والسلامة لنا ولأبنائنا في ظل هذه التغيرات المتسارعة والظواهر المتنوعة.