منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - القطيعة والهجر لم يأت زمنهما ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-09-22, 21:08   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

وقفة أخرى ...ومتجدد بإذن الله ...
الحوار ..كلمة ترعب الكثيرين وتفزعهم وما إن تقرع مسامعهم الا وتجفل نفوسهم ..كيفلا وقد جزموا بأن الحق أبلج والباطل لجلج .هي مقولة حق اريد بها باطل أريد بها السند لهم في أنه لم يعد هناك مجال للأخذ والرد فكل الأمر مفصول فيه ..من طرف الشيخ الفلاني أو العالم الفلاني أو الداعية الفلاني ..ولم يبق سوى زمن الإنصات والإستماع وبخشوع ...فم نيتحدث عن المحاورة إنما يفعل ذلك من أجل رفع الشبهات والتشكيك الى آخر قائمة الذرائع التي تبيح لهم .صد طروحات الآخرين وأفكارهم وآرائهم ...نعم الحوار ..فالله سبحانه وتعالى حاور الملائكة ..وحاور ابليس بعنة الله عليه ..أنظروا البون الشاسع فأين هو جل وعلا من أن يحاور من خلق ...ومع ذلك حاور ...إنه الله رب العرش العظيم إنه يربي عباده على ذلك ..وقفت على كلمة قصيرة للدكتور خالد المذكور فلم تأب النفس الا مشاركتكم طيب مضمونها ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الإسلام دين الحوار

بقلم د.خالد المذكور

ساحات الحوار في الإسلام مكشوفة، لا غطاء عليها، وهي في فضائها شاسعة واسعة لا حدود لها، فالحوار من البداية إلى النهاية، من العقيدة إلى العبادة، من الفضيلة إلى الشريعة، من الأفراد إلى المجتمعات، من الرجال إلى النساء، من الأصدقاء إلى الأعداء، الحوار وسيلة إلى البلاغ، وطريق إلى إخراج الناس من الظلمات إلى النور.
{الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} (البقرة: 257).
{كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد} (إبراهيم: 1).
لقد حاور الحق تبارك وتعالى في البداية ملائكته الكرام، وهم من صفوة خلقه، عباد مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، لقد حاورهم، ولم يضيق عليهم أن يحاوروه تبارك وتعالى فيما يرونه من وجوه المصلحة، وهو عز وجل أعلم منهم بها، لكنه استمع إليهم، ورضي عنهم، وكشف لهم عن بعض أبعاد علمه الذي قد فاتهم إدراكه. والوقوف عليه.
قال الله سبحانه وتعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون} (البقرة: 30).
وهناك مشهد آخر من الحوار بين حضرة الحق جل وعلا وعدو الله إبليس، حيث لم يضيق الحق سبحانه وتعالى على عدوه أن يتفوه بما يشاء، ويحاور بما يريد، وهو مبطل محجوج، ومذنب ممجوج، واستمع إلى بداية هذا الحوار من طرف الحق سبحانه وتعالى: {قال يا إبليس مالك ألا تكون مع الساجدين قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين قال رب فانظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم} (الحجر: 32 – 38).
ولو استعرضنا كتاب الله عز وجل لوجدنا الأمثلة كثيرة، في كل منها حوار، وأخذ ورد، يهدف إلى إعلان حرية الرأي، واستعمال حق المناظرة، لإقامة الحجة، ونشر الوعي، وإفهام الناس دروب الخير، ومسالك المصالح العاجلة والآجلة.










آخر تعديل رَكان 2016-09-22 في 21:09.
رد مع اقتباس