منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - صفاء القلوب (1-3)
الموضوع: صفاء القلوب (1-3)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-08-26, 17:24   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


صفاء القلوب (3-3)

فالتصوف هو الذي اهتم بهذا الجانب القلبي بالإضافة إلى ما يقابله من العبادات البدنية والمالية ورسَمَ الطريق العملي الذي يوصل المسلم إلى أعلى درجات الكمال الإيماني والخُلُقي وليس كما يظن بعض الناس *قراءةَ أوراد وحِلَقَ أذكار فحسب فلقد غاب عن أذهان الكثيرين أن التصوف منهج عملي كامل يحقق انقلاب الإنسان من شخصية منحرفة إلى شخصية مسلمة مثالية متكاملة وذلك من الناحية الإيمانية السليمة والعبادة الخالصة والمعاملة الصحيحة الحسنة والأخلاق الفاضلة.
ومن هنا تظهر أهمية التصوف وفائدته ويتجلى لنا بوضوح أنه روح الإسلام وقلبُهُ النابض إذ ليس هذا الدين أعمالاً ظاهرية وأموراً شكلية فحسب لا روح فيها ولا حياة.
وما وصل المسلمون إلى هذا الدرْك من الانحطاط والضعف إلا حين فقدوا روح الإسلام وجوهره ولم يبق فيهم إلا شبحه ومظاهره.
لهذا نرى العلماء العاملين والمرشدين الغيورين ينصحون الناس بالدخول مع الصوفية والتزام صحبتهم كي يجمعوا بين جسم الإسلام وروحه ليتذوقوا معاني الصفاء القلبي والسمو الخُلقي وليتحققوا بالتعرف على الله تعالى المعرفة اليقينية فيتحلوا بحبه ومراقبته ودوام ذكره.
قال حجة الإسلام الإمام الغزالي بعد أن اختبر طريق التصوف ولمس نتائجه وذاق ثمراته: (الدخول مع الصوفية فرض عين إذ لا يخلو أحد من عيب إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام) ["النصرة النبوية" على هامش شرح الرائية للفاسي ص26].
وقال أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه: (من لم يتغلغل في علمنا هذا مات مصراً على الكبائر وهو لا يشعر).
وفي هذا القول يقول ابن علاَّن الصديقي (ولقد صدق فيما قال يعني أبا الحسن الشاذلي *فأي شخص يا أخي يصوم ولا يعجب بصومه ؟ وأي شخص يصلي ولا يعجب بصلاته ؟
*وهكذا سائر الطاعات) ["إيقاظ الهمم في شرح الحكم" لابن عجيبة ص7].
ولما كان هذا الطريق صعب المسالك على النفوس الناقصة فعلى الإنسان أن يجتازه بعزم وصبر ومجاهدة حتى ينقذ نفسه من بُعد الله وغضبه.
قال الفضيل بن عياض رضي الله عنه: (عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين وإياك وطريقَ الباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين.
*وكلما استوحشت من تفردك فانظر إلى الرفيق السابق واحرص على اللحاق بهم وغُضَّ الطرف عن سواهم فإنهم لن يغنوا عنك من الله تعالى شيئاً وإذا صاحوا بك في طريق سيرك فلا تلتفت إليهم فإنك متى التفتَّ إليهم أخذوك وعاقوك) ["المنن الكبرى" للشعراني ج1/ص4].


منقووول عن الفقير الي الله عبد العزيز مصر السويس .
تحياتي









رد مع اقتباس