إضرابنا يدخل أسبوعه الثالث ، شلل نصفي في أغلب ثانويات الوطن ، فوضى الإمتحانات و الغش الجماعي المباح ، و الغير مضربين يخرجون من الأقسام كالفئران و يدرسون في توقيت ساعات المضربين حتى يتغيّبوا مساءا ، و هدواس الوزارة لا يزال ينفث سمومه ببيانات و تعليمات تنزل كالمطر على رؤوس مدراء التربية ، من فصل إلى خصم إلى تهديد ، و تلاميذنا ينظرون و يتسألون ؟ أهذه هي المدرسة التي يتخرّج منها أحفاد الشهداء؟ أهؤلاء هم أساتذتنا ؟ الذين خانوا زملاءهم و تركوهم يواجهون الوزارة و الهدواس و أولياء التلاميذ و الشروق و النهار و ركاب الحافلات ؟ يواجهون الجميع بصدور عارية يترقبون أسوء الإحتمالات بلامبالات ، و هم مضربون ، يعلّمون تلاميذهم معنى الشرف بدرس تطبيقي بالمقاربة بالكفاءات ، فتكافؤهم الوزيرة المتربية بالسبّ و الشتم و تنعتهم بأبشع الأوصاف من إنتهازيين و طماعين إلى : مرتدين لادين لهم و لا ملّة ،،، أبناء الجزائر بين أيدي أساتذة لا دين لهم و لا ملّة ، و وزارة التربية بين أيدي هدرواس الوسواس و الرأي العام بين أيدي النهار و الشروق ، دوامة حقيقة يعيشها القطاع منذ سنوات رغم تعاقب الوزاراء نفس المشاكل العالقة لا يريدون تسويتها لأن عدد عمّال القطاع كبير جدا حسب جنرال التربية ، هم خائفون من نفاذ أموال "الشكارة" بعد تسديد الأثر الرجعي و القبول بالترقية الآلية ، التوازنات المالية الكبرى للدولة لا تسمح بتطبيق منحة المنطقة لجميع القطاعات و الأعذار تلو الأعذار و التسويف و ربح الوقت ، كلّ هذا يجعلنا تنرقب عدة احتمالات لنهاية هذه المعضلات :
الإحتمال المستحيل : أن تثق الدولة في قدرة الأساتذة على قيادة المجتمع و صناعة جيل جديد و تضع بين أيديهم الوسائل التي يطلبونها و أدناها تحقيق مكتسباتهم و مطالبهم المستعجلة
الإحتمال الممكن : أن تحقق بعض المطالب بالتقسيط و التسويف و الكذب كالعادة مقابل انقاذ الموسم الدراسي
الإحتمال الأكيد و المتوقع : أن تتفاوض يوم 7 مع التكتل بنية القفز على الكنابست و أن تستمر في تجاهل الإضراب و تأليب الجميع ضد المضربين و في الضغط و الإرهاب ، سحب الإعتماد و الزج بالقيادات في أروقة المحاكم و أشياء أخرى يعرفها كل من عايش حقبة 91 و 92 .................................................. .