اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد محمدي الجزائري
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
مقدمات:
ـ نعلم أن الأمر هو الطلب، و لا يكون إلا بعد زمن التكلم .
أي يكون إيقاع الفعل في المستقبل ؛ فالأمر إذن يتمحض للاستقبال سواء المستقبل القريب أو البعيد .
ـ لغتنا العربية لغة فسيحة المعاني دقيقة الألفاظ ؛ فلا تفهم العبارة إلا من خلال سياق تام ؛ لذلك جعل النحويون التركيب شرطا من شروط صحة الكلام و قبوله.
ـ فهم أسلوب العرب في كلامهم معتبر في فهم اللغة العربية سواء سمينا هذا الأسلوب مجازا أو أسلوبا عربيا كما ذكر الإمام الشافعي رحمه الله تعالى .
و يترتب على هذه المقدمات الآتي:
فالقول : متْ : لا يخلو من حالين:
الأولى: أن يكون من الله تعالى ؛ فهذا لابد من تحقق الأمر لا محالة لأن أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، و يكون الفاعل حينها قد قام به الفعل على جهة الإسناد إليه، و قد تقدم نقل كلام العلامة ابن هشام فيه .
و ما أحسن قول القرطبي في تفسير قول الله تعالى : " قل موتوا بغيظكم " قال رحمه الله تعالى :" إن قيل : كيف لم يموتوا والله تعالى إذا قال لشيء : كن فيكون .
قيل عنه جوابان :
أحدهما : قال فيه الطبري وكثير من المفسرين : هو دعاء عليهم . أي قل يا محمد: أدام الله غيظكم إلى أن تموتوا . ..
الثاني : إن المعنى أخبرهم أنهم لا يدركون ما يؤملون ، فإن الموت دون ذلك . فعلى هذا المعنى زال معنى الدعاء وبقي معنى التقريع والإغاظة " .
الثانية: من العبد ( الإنسان ) و هنا لا يلتفت فيه إلا للدعاء أو التقريع و الإغاظة كما ذكر الإمام القرطبي ، أو إلى غرض بلاغي يفهم من السياق، كقول المتنبي :
عشْ عزيزاً أوْ مُتْ وَأنتَ كَرِيمٌ ....... بَينَ طَعْنِ القَنَا وَخَفْقِ البُنُودِ
فقوله: مت أي:" تموت في الحرب موت الكرام لأن القتل في الحرب يدل على شجاعة الرجل وكرم خلقه وهو خير من العيش في الذل" شرح الواحدي
هذا ما تبين لي ؛ و لم أجد كلاما واضحاــــ في حدود بحثي القاصرــــ يجيب عن الإشكال الذي طُرح ؛ لذا أرجو من الأخوة الأساتذة ــــ خاصة الأخ صالح ـــــ أن يشدوا عَضُدي و يُبينوا مواضعَ خطئي و زللي .
و الله تعالى أعلم.
|
جواب كاف شاف أخي أحمد .. بارك الله فيك