[طاهر القلب]

السَّلامُ عَليكُم و رَحمَةُ الله وبَركَاتُه
تَحية طَيبة ...
حَياتُـك صَعبَــــة، ولَيسَـت مُستَحِيلَـــــة، فَهِـي تَـأتـِي قَطـرَةً قَطـرَةً، وَتُعَـاش فَتـرَةً عَــلَى فَتـرَةٍ، وَتَصطَنِـعُ الجَمِيـلَ فـِي
القَبِيـــح، وَالعَكـسُ صَحِيــح، وَتَـدُّسُ السُّــمَ فـِي العَسَـــل, وَلاَ تَنْتَظِــم إِلاَّ وَتَنْقَضِم أَيَامُهَــا وأَيَامُنَـــا, وَهِــيَ هِـــيَ,
حَيَاتُنَا وَفـِي كُلِّ زَمَـانٍ وَمَكَـانٍ وسَتَكُون حَيَاتُنـا, وَسَنَعِيـشُ فِيـهَا لِنُـدرِكَ أَنَّنَــا قَـد عِشنَاهَـا ... وَهــذَا الإنسَـانُ
فِيهَا قَابِعٌ بَينَ أَحلاَمِه وَآمَالِه وَتَحَدِيَاتِه لهَا ... فَهُو يَصنَعُ لِنَفِسِه فِيهَا مَا كَانَ بِنَفْسِه مِنهَا, وَيـَخْتَبِرُ حَالَهُ مِمَا
لَـهُ مِن مُحَالٍ فِيهَا, وَيَرسُمُ خَلفَ كُلِّ أُمْنِيَةٍ, إِشرَاقَة لـمُستَقْبَلٍ كُلُّهُ إِشرَاقٌ, وَخَلفَ كُـلِّ تَفَـاؤُلٍ, حُلُـمٌ كَامِـنٌ،
يَكُـونُ بِغَيـرِ نَـومٍ وَاستِيقَاظ، فَهُـو حُلُمُ مَـا بَعـدَ الاستِيقَاظ, ثُـمَّ يَمضِي لِلأَمَام فـِي مَعَارِك حَيَاتِه بِعَزِيمَـةٍ وَإِقـدَام
... فَالحُلُمُ مَشرُوع وَالأَمَلُ مَزرُوع، وَالتَحَدِي فـِي هَذِه الحَيَاة مَرفُـوع, بِمَا سَبَـق, وَعَـلَى مَـا سَبَــق, وَمِمَـا تَقَـدَم,
وَعَلَى مَا تَقَدَم ...
لِـذَا سَيَكُونُ عُنـوَانُ أَيَامِنَـا فِي أَيَـامِنَا دَومًـا هُـو : فِـي يَـومٍ مَـا سـ.........؟
وَأَنتَ سَتُكمِلُ العِبَارَة، ثُمَّ اِبدَأ يَومَكَ بِعَبِيرِ العِبَـارَة, وَعِبْـرَةٍ مَكنُونَةٍ فِي العِبَارَة ... وَلِيَكُـن يَومُكَ هَـذَا لِيَومِـكَ
ذَاكَ, فَاختَر فِيهِ حُلُمًـا، وَجَـدِدْ خِلاَلَهُ أَمَـلاً, وَكُنْ أَكبَرَ تَحَدِى لنَفْسِك، وَحَيَاتِـك، وَ وَاقِعِـك، وَأَصْنَع سَقْـفًا
عَـالِيًــا لِحَيَاتِـك, بِنَفْسِـكَ وَنَفَّسِـكَ فِيهَا, وَلِيَكُـن هَـدَفُكَ طُمُوحُــكَ، وَانتِظَـارُكَ عَـلَى قَــدرِ إِصــرَارِكَ، وَإِصـرَارُكَ
عَلَى قَـدرِ اصطِبَارِكَ، وَاصطِبَـارُكَ عَـلَى قَـدرِ حُلُمِـكَ, وَلاَ تَجعَل أَحَدًا يَمْنَعُكَ عَن حُلُمِكَ، فَـإِنَّهَا جَرِيـمَةٌ فـِي
حَقِـكَ، وَفـِي حَيَاتِكَ، أَنَّكَ لاَ تَحلُم ... فَأَجمَلُ لَحَظَاتِ الحَيَاة, هِي عِندَمَا يَتَحَقَقُ فِي النِهَايَة حُلُمُكَ, وَكُلُّ
مَا قَد صَبِرتَ لأَجلِهِ كُلْ هَذَا الوَقت ...
فَهَلاَ لنَا أَنْ نَحلُم وَنُجَدِد الآمَال وَنَتَحَدَى الأَيَام؟؟؟
ثُمَّ لِنَبدَأ أَيَامَنَا دَومًا بِقَولِنَا : فِي يَومٍ مَا سـ...........؟؟؟
وَأَنتَ هُو تَحَدِي يَومِكَ هَذَا ... فَمَا تَقُول؟؟؟
والسَّلامُ لِلحَالـِمينَ بِغَدٍ، يَكُونُ أَفضَلُ مِن اليَوم .
ثُمَّ
كَلِمَتِي لِلتَحَدِي لهَذَا اليَوم :
"فِي يَومٍ مَا سَأُحَطِمُ أَغْلاَلَ الزَمَن،
وَأقفِزُ خَلفَ قُيُود المكَان،
سَأُعَبِرُ عَن وُجُودِي حَيثُ اللاَمَكَان وَاللازَمَان،
سَأَتَدَفَقُ كَالسَيلِ المنْهَمِر،
لأَسقِي ظَمَأ السِنِين وأَرْوِي عَطَشَ الأَيَام،
سَأَقُولُ لَهُم أَنَنِي كُنتُ هُنَا وَهُنَاك, كَمَا أَنَا,
لاَ كَمَا أَرَادُوا وَأَرَادَت عَجَلَةُ الظُرُوف القَاسِية،
سَأَبقَى خَلَفَ حُلُمِي وأَمَلِي،
لاَ أَلَمِي"

اخوكم طاهر