منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حلقات "حسين" في محراب القرآن والضاد.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-04-14, 10:02   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي



أحبّتي، وخلاّني.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومع تلك الحلقات.
يولد الحنين حكايا قد أزهرت بين حنايا الفؤاد، فيشتعل فتيل العتاب واللوم أنني كنتُ عن تلك الدروس حانقًا.
وحين أغفو أشعر بوجعٍ وكأنه سمردي لما فرطتُ فيما كان يفعله حسين معي.
فأقول:
ليتني .. ليتني اجتهدت فيما يُلقى عليّ من شهد الضاد..
يؤنبني الحاضر قائلاً بلسان الحال:
هيهات ! هيهات فإنّ الذي قد ولّى فلن يعودَ.
مرة طلب مني حسين ــ عليه من الله شآبيب الرحمة والغفران ــ أن أكتبَ من القرآن الكريم ما يلي:
((وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور))
ثم أتبع ذلك بهذه الآية إملاءً:
((ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون))
ثم سألني:
ما رأيك في كلمتي: (( لِيقضي)) و ((ليقض))؟
وما سبب اختلاف كتابتهما؟
وكالعادة كان الجواب صمتًا.
فما كان من حسين أنه عاتبني.. أنني لم أنتبه لما يلقيه عليّ من دروسٍ.
ثم قال:
لو نتأمل إلى سياق الآتين الكريمتين نجد أن مابين الكلمتين لفرقٌ شاسعٌ، وبونٌ واسعٌ.
فـ " ليقضي"
نجد أن الفعل " يقضي " إن هو إلا فعلٌ مضارع منصوبٌ بأن مضمرة جوازًا بعد لام التعليل، وبعض أهل العلم يسمونه " لام كي كذلك. "
بينما " يقض".
نجد أن الفعل " يقض" إنْ هو إلاّ فعل مضارعٌ مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف حرف العلّة.
وهنا لام الأمر في هذه الآية الكريمة يفيد الدعاء.
ولكي نفرق بين لام التعليل ولام الأمر.
فلام التعليل ينصب الفعل المضارع، ولام الامر يجزم الفعل المضارع.
وكذلك فالفرق بينهما.. نقول: إذا كانت اللام للتعليل فهي لام كي، لا تسمى أمرا، وإذا كانت لغير التعليل وأفادت الطلب فهي لام الأمر.
وكذلك ما يفرّق بينهماأكثر. فهناك الفرق اللفظي بينهما : فإن وقعت اللام ساكنة بعد ثم، والواو، والفاء، فهي لام الأمر.
مثل :
((لِينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلْينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا)).
وها هي بعض آيات من الذكر الحكيم نجد فيها لام التعليل:
((وأنزلنا إليك الذكر لِتبينَ للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون))
(( قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لِنسلمَ لرب العالمين ))
((وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال))
(( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين))
وها هي كذلك بعض آيات القرآن الكريم تشير إلى لام الامر:
((قل من كان في الضلالة فلْيمددْ له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا ))
((فلْيضحكوا قليلا ولْيبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون ))
((وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولْنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون ))
(( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فلْيفرحوا هو خير مما يجمعون))
(( من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فلْيمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلْينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ ))
والمتأمل في الآيات البينات من الذكر الحكيم، يكتشف الفرق بين لام التعليل،ولام الأمر، ومدى مدلول كلٍّ منهما.
وهنا لم أجد بما أردّ به على حسين ذلك.
نلتقي معه في حلقة أخرى إذا أذن الله.
تحياتي.









رد مع اقتباس