اسم الله { الْمُؤَخِّر }
المؤخر عكس المقدم ، قدّم وأخر ، لذلك باللغة ظاهرة اسمها التطابق ، فالله عز وجل يقدم ويؤخر .و الفعل أخر ، يؤخر ، تأخيراً .
معنى المؤخِّر الشرعي : أن الله عز وجل يؤخِّر الأشياء فيضعها في مواضعها ، وأنه الله عز وجل يؤخِّر العذاب بمقتضى حكمته ورحمته ابتلاء لعباده لعلهم يتوبون إليه ، وهو الذي قدّم الأبرار ، وأخّر الفجار ، قد يكون الفاجر ذكيًا لكنه لأنه فاجر يؤخّره الله ، وقد يكون البار محدودًا لكن الله يقدّمه .
قال الحليمي: « المُقَدِّمُ هو المُعطِي لعوالي الرُّتب ، و(المؤخّر) : هو الدّافع عن عوالي الرّتب. »
التأخير نوعان :
1 ـ تأخير كوني متعلق بالآجال : إذاً هناك تقديم وتأخير كوني أو شرعي ، الكوني فلان ولد قبل فلان مقدم ، مؤخر : فلان جاء بعد فلان ، التقديم والتأخير الكوني متعلق بالآجال .
2 ـ تأخير شرعي : أما الشرعي كما ورد من حديث أبي عطية أنه قال : " قال : دخلتُ أنا ومسروق بن الأجدع على عائشةَ أمِّ المؤمنين فقلتُ : يا أمَّ المؤمنين ، رَجُلانِ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، أحدهما يعجِّلُ الإِفطار ، ويعجِّل الصلاة ، والآخرَ يؤخِّرُ الإِفطارَ ويؤخِّر الصلاةَ " [ رواه مسلم ] .
لم يرد هذا الإسم في القرآن ولكنه ورد كوصف فعل في القرآن ومنها ، قوله تعالى : ( وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} ( المنافقون:10) .
وقوله تعالى-: ( يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ).