منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ►╠[01. حرب الرّجُل ضِدّ المرأة!!] ╣◄
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-11-12, 20:22   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
أمير جزائري حر
الأَديبُ الحُرّ
 
الصورة الرمزية أمير جزائري حر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم وطابت أيامكم أهل جلفون.
وبعد


العنوان: [حرب الرّجل...] ليس منصفا تماما وليس مطابقا للواقع. فافتراض وجود حرب يتطلب أن نتصور بأنّ هناك معسكرين [متكافئين نسبيا]، لنقول بأنّ أحدهما يشنُّ حربا على الآخر. ومن حين لآخر يُلحقُ أحدهما بالآخر بعض الخَسَار. فما حجم الخسائر التي لحقت بـ [معسكر الذّكور] مقارنة بالخسائر التي تكبّدها معسكر [الإناث] لو سلّمنا بذلك.

والواقع أن الأمر تجاوز مرحلة [الحرب]. أو لِنقُل: لم تكن هناك حرب أصلا، بل هو [تسلّط] القويّ على الضعيف ابتداءاً.
وردّي هذا أخصّ به من قال: [بأنّ هذا الأمر لم يحدث عبر تاريخ الإسلام كلّه، بل لم يحدث خلال كلّ تاريخ الإنسانية أو [البشر]]...


عجيب والله !


أين نحن من وأد البنات لدى العرب؟ وإكراه الفتيات على البِغاء في الجاهليّة؟ ومنذ ألاف السّنين في تاريخ البشرية؟ فكلكم سمعتم عن مقولة [ أقدم مهنة في التّاريخ]، وطبعا يقصدون [البغاء]، لكن هل تساءلتم ؟ لماذا كانت المرأة تسترزق من تلك [المهنة]؟ هل كان اختيارا طوعيا؟ أم هو الكائن الآخر؛ [الرّجل (بين ظفرين)] هو الّذي أراد ودفع واسترزق من وراء ذلك؟ وأحبّ أن أستشهد هنا بتلك [البَغِيّ] التي أدخلها الله الجنّة لأنّها سقت كلبا شربة ماء ! لأنّ فيه دلالة عظيمة؛ تلك المرأة الضعيفة الّتي أكرهها مجتمعها بظلم على امتهان تلك الرذيلة لم تكن نفسها شريرة بل كانت خيّرة واستحقّت الجنّة بذلك العمل [البسيط]. ولو كان الحكم بيد [الرّجال] لرموا بها في غياهب جهنّم ولما شفعت لها سقياها للكلب طرفة عين، لكنه الله الّذي لا ينظر إلى ظواهرنا بقدر ما يحاسبنا على حقائقنا.


وفي أوروبا؛ أين نحن من إعطاء الحقّ للرّجل، في العصور الوسطى، أن يقتل زوجته (إن شكّ بأنّها تخونه) ؟ ! وأين نحن من تساؤلات المفكرين والفلاسفة في أوربا بشأن المرأة: هل هي إنسان له روح مثل روح الرّجل ؟ أم أنّها دون ذلك؟

أين نحن من أكل حقوق المرأة في الميراث في مجتمعاتنا الإسلامية – منذ عهد قريب ولعله لا زال ساريا [الآن].؟

أين نحن من إكراهها على الزّواج؟

أين نحن من نظرة [الدّونية] للمرأة المطلّقة؟ والطّمع في شرفها ومساومتها من ذئاب في صور رجال؟

أين نحن من حرمانها من التعليم والعمل [باسم الدّين في غالب الأحيان]؟ ومن سياقة السيّارة كما كان –من قريب- في دول تدّعي أنّها على شرع الله سائرة في خط مستقيم لا يعوجّ ولا يلين؟


يا جماعة هذا [الكائن] عانى كثيرا من الظّلم ومن تسلّط الرّجل بصفة [الأخ] و [الابن] و [الزّوج]، ناهيكم عن الأب، وصاحب العمل و و ...

ولعل في ما سبق [مبرّر] لما يراه البعض تجاوزات من طرف [المرأة]، فالإنسان الذي عانى من تطرّف فِي الظّلم والتسلّط و[السّحق] سيكون له ردّة فعل قوية كما تقتضي قوانين الطبيعة ! ثُمّ تدخل الأمور في نصابها إن كان الطرف الآخر متفهّماً.

أنا وغيري ألوف، بل ربما ملايين، رأينا في واقعنا وفي قرننا هذا مشاهد مخزية يندى لها الجبين؛ مشاهد كانت ضحيتها المرأة يا سيدي الذي تقول بأنّ الأمر تمام التّمام ولم يحدث في تاريخ البشرية ما يشبه [حربا] على المرأة.

كلّ ما سبق ليس انحيازا لمن يدعون للتحرر من ضوابط الأخلاق والدّين، بل هو تقرير واقع امتد عبر آلاف وربما ملايين السّنين.

وفي الأخير لا يسعني إلا أن أتساءل؟ لماذا أوصى رسولنا الكريم بـ [النّساء] وهو على فراش الموت، وقبل ذلك من على جبل عرفات؟ أليس لأنّه رأى وعاين؛ ماضيا وحاضرا ومستقبلا، بأنّ الرّجل متسلّط وظالم إن لم يرتدع بضابط من خُلُقٍ أو دين؟

وأكتفي بهذا القدر. وقد أحسن كثير من المتدخّلين في توصيف الواقع وفشل بعض [الرّجال]، ومحاولاتهم لتعليق ذلك [الفشل] في حياتهم الدراسية أو المهنية على مشجب اسمه [المرأة]. والأرقام والإحصائيات لا تكذب لمن شاء أن يطّلع عليها؛ فالذّكور تشغلهم أشياء كثيرة عن بذل الجهد والنجاح في الدّراسة؛ وحتّى في المهنة. وعلى رأس انشغالاتهم [شهواتهم]، والغرق في [المخدرات]، فكما تعلمون؛ مجتمعنا يعتبر [التدخين مثلا] خصلة رجالية ؟ ! ويستهجنها لدى النّساء ؟









رد مع اقتباس