منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - قراءة في قصيدة *قبانيةالشام التي لم يكتبها نزار
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-27, 14:56   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
المصلح
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










B10 قبانية الشام

تتمة قراءة قصيدة*قبانية الشام التي لم يكتبها نزار*للشاعر الجزائري الكبير *محمد جربوعة*
هذه الومضة الأولى للشاعر والطريقة التي دخل بها في بساط البوح كلاعب بالكلمات تارة وعازفا على جمال الكلمةطورا آخر.
لننتقل الآن في قرائتنا لهذا النص الثري به من الثابت الى المتحرك وأقصد بذلك من كائن لغوي الى كائن شخصي متحرك وبذلك نكون قد فككنا الدال واستنطقنا مدلوله والعلاقة بينهما ومن خلال قرائتنا السابقة للعنوان التي سبقت مستوى آخر كان الاجدر البدء به وهو المستوى الإيقاعي لكني تعمدت ذلك لعدم إتكائي على منهج واحد في قراءة هذا النص قلت ومن خلال القراءة تظهر لنا شعرية فيها كثير من العبقرية لأن الشاعر عبقري الخيال والجمال والحب زد على ذلك العمل المضمر في العنوان حتى أضحى يتوهج بالدلالة *قبانية الشام التي لم يكتبها نزار*فمن لايعرف نزار على شهرته ،يتسائل في البداية وما يكاد كذلك حتى يهتدي الى سر العلاقة بين الدال والمدلول،فقباني من الشام وقباني هو نزار ونزار غائب ،لكنه حاضَر بحضور الشاعر الذي تكفل بالشام وما يحدث فيها .
_قراءة النص:
1_المستوى الإيقاعي: علي أن أوضح أولا أنني عندما وقغت بنظري على القصيدة دون القراءة بدا لي أنها خالفت المعتاد في الوزن والقافية ونظام الشطرين وسوف أحيل القارئ في النهاية الى القصيدة كما وجدتها.
وعند قراءتي مرات ومرات إتضح أن القصيدة خليلية بامتياز .
وهذا مطلعها:قالت:أتعرف ما أحس؟ وما أريد؟**قلت اطلبي..قالت:ولي طلب وحيد
إني أريدك أن تقول قصيدة**في الشام تصبح في الشوارع كالنشيد
لقد اتخذ هذا النص الشعري الثري بلغته من البحر الكامل موسيقى إيقاعية له هذا البحر الذي لايناسب قدرة الشاعر في توليد المعاني وتطويع الحرف فحسب بل يناسب تجربته الشعرية التي ستلف القصيدة لفا والبحر الكامل يمنح هذا النص روحا جديدة في كل بيت وكل سطر فإذا سكنت الكلمة في الشطر الأول تتحرك في الشطر الثاني
لتحيا من جديد وطبيعة النص بموضوعه هي التي فرضت هذا البحر فالحياة تحتاج الى استمرار النبض والنبض دلالة على حياة القلب كيف لا والشاعر تكفل بدمشق ليس بالوكالة ولا بالانتحال أو التقمص وإنما بالقدرة الذاتية عنوانها التحد ي والجرأة .
شردت وقالت:لو نزار ها هنا ***فأجبتها:إني هنا فدعي الشرود
فبمجرد ما همست له نفسه -الشاعر- والنفس أمارة بالسوء والسوء الذي أقصده هنا هو
أن النفس نفس الشاعر أرادت أن تثنيه عما هو مقدم عليه فيجيبها على الفور إني هنا
لقد أراد الشاعر بالبحر الكامل وعمود الشعر عامة ان يقول أنا لها وهو ما حققه في النهاية في نظري عبر هذه القصيدة التي جاءت كسابقاتها :قدر حبه،إشاعات،نسيان.....إلخ.
ولك أن تتخيل عزيزي القارئ وأنت تستقر على تفعيلة البحر الكامل:متفاعلن متفاعلن متفاعلن هذا التماثل الجميل في رالتفعيلات وتكرارها وماله من قيمة دلالية عميقة
يعمق التجربة التي يعانيها الشاعر من جهة والموقف الذي هو فيه من جهة أخرى وهوإزاء الحديث عن موضوع له فيه باع طويل إنه موضوع دمشق التي يعرفها كام يعرف نفسه إن تراكم هذه الأصوات وتشابهها وتعادلها والذي يتسلط على كثير من جمل النص وتفعيلاته ليس في الحقيقة موسيقى تفرضها القصيدة الخليلية فقط وإنما هي إشارة ومشروع رسالة قوية مفادها أنني إذا كنت قد كتبت في شعر التفعيلة ليس هذا هروب مني من التكلف والعوائق التي قد تعترض البوح فالشام شام الله وجذورها ضاربة في التاريخ الا تستحق قصيدة خليلية فراهيدية شامخة شموخ دمشق.
أمثلة عن التشابه والتماثل:
بالشعر تهزم بالقوافي ،بالندى***بالبيت والبيتين تهزم،بالعمود
تثقين في-بقين- في إطفائها***تثقين في- بيبرس-في صد الجنود
وهذا التماثل والتشابه لا يمثل ما تكلمت عنه سابقا فحسب وإنما أيضا يعتبر سمة من سمات الشعرية لشاعر يطلق العنان لكلماته تقول و تشع دلالة.
2_ المستوى المعجمي : إن النص الذي بين أيدينا له من الثراء ما يجعله مؤهلا لإعادة القراءة لما في المعجم من دلالات متداخلة وكا منة لكنها متحركة هذا التحرك الذي اضفى جمالية معهودة لدى الشاعر .
يتكون هذا النص 125فعلا و234 اسما و تنقسم الأفعال الى 22فعلا ماضيا و8 افعال امر بما يعني95 فعلا مضارعا.
فالملاحظة الأولى هي غلبة الأسماء على الأفعال لان الشاعر له يقين كبير في عدم استمرار الحالة التي هو بصدد الحديث عنها فحالة دمشق لا يجب ان تستمر فدمشق كيان ثابت ضارب في الجذور والاسماء الغالب على الافعال سمتها الثبات لا الحركة.
هي فرصة للماء كي يرتاح من*** لهو الدوائر ..لو قليلا بالركود
النوم انفع للصغار بسنه ***وغدا سيلعب بالنواعر من جديد
ولقد استعمل الشاعر8افعال أمر اطلبي،دعي،تدللي،والتنتقي،اسمعي مرتين،اطمئني،تأكدي،ليؤكد أن الحالة التي تعانيها دمشق ليست مؤكدة وان الشام تعرف أهلها........يتبع الجزء الثالث










رد مع اقتباس