منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز فـــــوائد فـــــقهية وعــــــــقدية .......(متجدد)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-07-15, 17:29   رقم المشاركة : 1492
معلومات العضو
اسماعيل 03
مشرف منتديات الدين الإسلامي الحنيف
 
الصورة الرمزية اسماعيل 03
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

[u]

الناقد المنصف والناقد سيِّئ الغرض
[/u]محمود شاكر عن كلام قطب في الرافعي:
" ... وإلا فما أظن أحدا يستطيع أن يعقل أن (ناقدا) قد فرض على نفسه النقد – أي التتبع والإستيعاب وصدق النظر – يصف رجلا (بالذهن الوضاء) (والذكاء اللمّاع) والقوة في الذهن و التفتح في العقل ثم لا تمضي عشرة أيام ... فيقرأ أحد كتُب هذا الرجل فيعود يقول في صفته إن ذهنه مريض غير سليم ( خاب غير مشرق - مغلق غير متفتح).
أيريد ( الأخصائي في اللغة التي نعبر بها ) بيانا هو أوضح من هذا على سوء غرضه ..؟
الناقد رجل عَدْل منصف لا يزال يتتبع شوارد اللفظ ، و أوابد المعاني يستنبئها أخبار أصحابها ويستنبط من قلوبها أسرار كُتابها ، ويكشف عنها خبيئة قائليها ..، ثم يحكم مميزا مقدٍّرا لا يجور فيتجاوز الغاية ، ولا يحيف فيقع دون المدى. وقد حكم هذا (الأخصَّائيُ !!) في كلمته الاولى حكمه الأول حين استطاع أن يكون ناقدا لا يكتفي بالتذوق والاستحسان أو الاستهجان ولكن يعلل مايحس ويحلّْله !!
كما قال في بدء كلامه.
أوليس يقتضي هذا – على الاقل ايضا ( أن يكون حين حكمه قد استردّ شتات مابقي في نفسه من آثار كلام الرافعي فيها ؟ قالوا بلى.
أوليس يقتضي حق النقد والحكم –على الأقل أيضا- ألاَّ يصف الرافعيَ بالذكاء اللمَّاع والذهن الوضَّاء ... وهذا الكلام المفخَّم – إلا أن يكون ذلك من آثار ما قرأ له من شيئ ..؟ قالوا بلى.
إذن فكيف – في عشرة أيام يا سيدي – يستطيع كتاب واحد للرافعي هو ( رسائل الأحزان) أن يقلب هذا ( الأخصائي في اللغة التي نعبر بها) وهذا الذي ( استطاع ! أن يكون ناقدا) – رأسا على عقب ، فلا يكتفي بسلب النعوت المفخمة ( كالوضَّاء واللمَّاع والمتفتح) فيترك الذهن هكذا مجرّدا ، بل يضع مكانها أضدادها فيجعله ذهنا ( مريضا خابيا غير لمّاع ولا وضَاء ، مغلقا غير متفتِّح). "

جمهرة مقالات محمود شاكر ص34-35









رد مع اقتباس