[amar26366]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هوني لخضر

أتذكر اليوم الذي دخلت فيه المتوسطة و كان ذلك في سنة 1976 بنظام داخلي أشبه بالثكنة العسكرية حيث تبرعت لنا الدولة ببعض الملابس و الاغطية باعتبار أن أغلبيتنا كان يعاني الفقر وأتذكر الانصباط الشديد داخل المتوسط حيث كان يقف le maitre d internat بمفرده و سط الساحة و باشارة واحدة منه كان يعم الهدوء و سط التلاميذ و الذين كان يتجاوز عددهم 600 تلميذ و لا يتجرأ أي تلميذ على رفع عينيه في هذا المساعد التربوي بلغة اليوم و الويل كل الويل لمن تجاوز حدود اللباقة منا و الادب
و أتذكر أن المساعدين التربويين كانوا يطالبوننا بالحفظ و الحفظ فقط في كل المواد سواء في الرياضيات أو التاريخ و الجغرافيا و التربية الدينية و الويل لمن لا يحفظ
سلامي إلى كل الاساتذة الذين درست عندهم في تكميلية ا بن بطوطة بمدينة مليانة و كل التلاميذ الذين درست معهم و كذا حراس الداخلية الذين أشبعونا ضربا و لكن ضربهم لنا كان حلوا

ذكرتني بالضرب...
والله كان ضربا ولا كل الضرب...يقوم تلميذان من أقوى تلاميذ القسم بشدك من يديك وجذبك على بطنك الى الطاولة ويأتي "سيدي و تاج رأسي " بعصاه ويبدأ بضربك على مؤخرتك حتى تنسى معنى الجلوس...
أتدري ماذا كنا نفعل للتخفيف من شدة هذا الضرب...كنا نزيد في عدد السراويل " والله كلها بالية من تحت " لو تقطع السروال الأعلى لانكشفت عورتنا...رغم كل ذلك...كنا نتعلم بجد...ونتنافس...وصرنا رجالا...
والله في تلك الفترة لم نكن نتجرأ على الشكوى للوالدين من الذين أصابنا من عقاب...كنا نخاف أن ينتفض الوالد...نعم أقول الوالد..لأن الأب هو من كان يحكم في ذلك الوقت عكس مانراه اليوم...كنا نخاف أن يعرف الأب بأن المعلم قد عاقبنا...كنا نخشى أن يشي بك أحد الزملاء الى أبيك فتحل المصيبة عليك...لأن المعلم في ذلك الوقت هو كل شيء...لا نقاش بعد قرار المعلم... لقد كان يسمى " الطالب "...
يتبع في الحلقة القادمة...