منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حُسْنُ الْخُلُقِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-01-13, 05:37   رقم المشاركة : 234
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

استكمال أقسام الورع

2- الورع الفاسد:

قال ابن تيمية: (كثيرٌ من الناس تنفر نفسه

عن أشياء لعادةٍ ونحوها، فيكون ذلك مما يقوِّي

تحريمها واشتباهها عنده، ويكون بعضهم في أوهام

وظنون كاذبة، فتكون تلك الظنون مبناها على الورع الفاسد

فيكون صاحبه ممن قال الله تعالى فيه:

إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ [النجم: 23]

وهذه حال أهل الوسوسة في النجاسات

فإنهم من أهل الورع الفاسد المركب من نوع دين

وضعف عقل، وعلم، وكذلك ورع قوم يعدون غالب

أموال الناس محرمة أو مشتبهة أو كلها

وآلَ الأمر ببعضهم إلى إحلالها لذي سلطان

لأنَّه مستحقٌّ لها وإلى أنَّه لا يقطع بها يد السارق

ولا يحكم فيها بالأموال المغصوبة.

وقد أنكر حال هؤلاء الأئمة كأحمد بن حنبل وغيره

وذم المتنطعين في الورع

وقد روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود قال:

((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

هلك المتنطعون. قالها ثلاثًا))


[3992] رواه مسلم (2670).

وورع أهل البدع كثيرٌ منه من هذا الباب

بل ورع اليهود والنصارى والكفار

عن واجبات دين الإسلام من هذا الباب

وكذلك ما ذمه الله تعالى في القرآن من ورعهم

عمَّا حرَّموه ولم يحرِّمه الله تعالى

كالبحيرة والسائبة والوصيلة والحام.

ومن هذا الباب الورع الذي ذمَّه

الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي في الصحيح

لما ترخَّص في أشياء؛ فبلغه

أن أقوامًا تنزهوا عنها فقال:

((ما بال رجالٍ يتنزهون عن أشياء أترخَّص فيها

والله إني لأرجو أن أكون أعلمهم بالله وأخشاهم.

وفي رواية: أخشاهم وأعلمهم بحدوده له))


[3993] رواه البخاري (6101)

من طريق عائشة رضي الله عنها بلفظ:

((ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه،

فوالله إني لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية))

ورواه مسلم (2356) بلفظ آخر.


وكذلك حديث صاحب القبلة.

ولهذا يحتاج المتدين المتورع إلى علمٍ كثيرٍ

بالكتاب والسنة والفقه في الدين

وإلا فقد يفسد تورعه الفاسد أكثر مما يصلحه

كما فعله الكفار وأهل البدع من الخوارج

والروافض وغيرهم

. الثالثة: جهة المعارض الراجح. هذا أصعب من الذي قبله

فإنَّ الشيء قد يكون جهة فساده يقتضي تركه فيلحظه المتورع

ولا لحظ ما يعارضه من الصلاح الراجح

وبالعكس فهذا هذا. وقد تبين أنَّ من جعل الورع الترك فقط

وأدخل في هذا الورع أفعال قوم ذوي مقاصد صالحة

بلا بصيرة من دينهم، وأعرض عما فوتوه

بورعهم من الحسنات الراجحة، فإنَّ الذي فاته من دين الإسلام

أعظم مما أدركه، فإنَّه قد يعيب أقوامًا

هم إلى النجاة والسعادة أقرب)


[3994] ((مجموع الفتاوى)) (20/137).

3- الورع المندوب:

وهو الوقوف عن الشبهات

[3995] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة))

للراغب الأصفهاني (ص 323).


4- الورع الذي هو فضيلة:

وهو الكفُّ عن كثير من المباحات

والاقتصار على أقل الضرورات

وذلك للنبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين


[3996] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة))

للراغب الأصفهاني (ص 323).


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الوَرَع









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2021-01-14 في 05:27.
رد مع اقتباس