منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حُسْنُ الْخُلُقِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-11-18, 04:52   رقم المشاركة : 143
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أقسام الرحمة من حيث المدح والذم

إن خلق الرَّحْمَة منه ما هو محمود - وهو الأصل -

ومنه ما هو مذموم.

أما المحمود فهو ما ذكرناه آنفًا واستدللنا عليه من كتاب الله

وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم

بما يغني عن إعادة ذكره هاهنا.


وأما المذموم:

فهو ما حصل بسببه تعطيل لشرع الله

أو تهاون في تطبيق حدوده وأوامره

كمن يشفق على من ارتكب جرمًا يستحق به حدًّا

فيحاول إقالته والعفو عنه

ويحسب أنَّ ذلك من رحمة الخلق وهو ليس من الرَّحْمَة في شيء

بل الرَّحْمَة هي إقامة الحد على المذنب

والرَّأفة هي زجره عن غيِّه وردُّه عن بغيه بتطبيق حكم الله فيه

قال ابن تيمية:

((إنَّ العقوبات الشَّرعيَّة كلَّها أدوية نافعة

يصلح اللَّه بها مرض القلوب

وهي من رحمة الله بعباده ورأفته بهم

الدَّاخلة في قوله تعالى

: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107]

فمن ترك هذه الرَّحمة النَّافعة لرأفة يجدها بالمريض

فهو الَّذي أعان على عذابه وهلاكه

وإن كان لا يريد إلَّا الخير إذ هو في ذلك جاهل أحمق)

[1415] ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (15/291).

- لذا نهى الله تعالى المؤمنين عن أن تأخذهم رأفة أو رحمة

في تطبيق حدود الله وإقامة شرعه فقال:

الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ

وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ

وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ [النور: 2].

قال ابن تيمية:

(إنَّ دين الله هو طاعته، وطاعة رسوله

المبني على محبَّته ومحبَّة رسوله

وأن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه ممَّا سواهما

فإنَّ الرَّأفة والرَّحمة يحبُّهما اللَّه ما لم تكن مضيِّعةً لدين الله)


[1416] ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (15/290).

ومن الرَّحْمَة المذمومة

ما يكون سببًا في فساد المرحوم وهلاكه

كما يفعل كثير من الآباء من ترك تربية الأبناء وتأديبهم

وعقوبتهم رحمة بهم، وعطفًا عليهم

فيتسببون في فسادهم وهلاكهم وهم لا يشعرون.

قال ابن تيمية:

(ما يفعله بعض النِّساء والرِّجال الجهَّال بمرضاهم

وبمن يربُّونه من أولادهم، وغلمانهم، وغيرهم

في ترك تأديبهم وعقوبتهم

على ما يأتونه من الشَّرِّ ويتركونه من الخير رأفةً بهم

فيكون ذلك سبب فسادهم وعداوتهم وهلاكهم)


[1417] ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (15/291).

وقال ابن القيم: (إنَّ الرَّحْمَة

صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد

وإن كرهتها نفسه، وشقَّت عليها

فهذه هي الرَّحْمَة الحقيقية

فأرحم النَّاس بك من شقَّ عليك

في إيصال مصالحك ودفع المضار عنك

فمن رحمة الأب بولده: أن يكرهه على التأدب بالعلم والعمل

ويشق عليه في ذلك بالضرب وغيره

ويمنعه شهواته التي تعود بضرره

ومتى أهمل ذلك من ولده كان لقلة رحمته به

وإن ظن أنَّه يرحمه، ويرفهه، ويريحه،

فهذه رحمة مقرونة بجهل كرحمة الأم)


[1418] ((إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان)) (2/174).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الرَّحْمَة









رد مع اقتباس