منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الشيخ بوعمامــــة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-09-26, 20:50   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
فقير
محظور
 
إحصائية العضو










Hot News1 الشيخ المجاهد أبوعمامة

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وصحبه وسلم .
ترجمة الشيخ سيدي أبوعمامة بالتفصيل تحقيق أحد أحفاده مصطفى البوشيخي
نسألكم الدعاء .

عاش الشيخ بوعمامة في وقت خاص ودقيق جدا. خاص لكونه تزامن مع الحملة الشرسة الشعواء التي شنها الاستعمار
الفرنسي الغاشم على البلاد الإسلامية عموما وعلى أقطار المغرب العربي على وجه الخصوص. وكانت تلك الظروف القاسية تحتم على جميع من عاش في تلك الفترة من المسلمين أن يواجه الاستعمار، بجميع ما يستطيع، وعلى أي مستوى كان، رئيسا أو مرؤوسا، حاكما أو محكوما، لأن بلاد الإسلام احتلت وحرمات المسلمين انتهكت وخيراتهم اغتصبت وكرامتهم أهينت وأعراضهم انتهكت، بل ودينهم بدل وشخصيتهم مزقت وهويتهم طمست. فالجهاد لا شك صار فرض عين على الجميع، كما هو من المعلوم من الدين بالضرورة. وهذا ما أفتى به جملة من علماء وفقهاء ذلك العصر. إلا أن السؤال ظل قائما، من يملك حق إعلان الجهاد ويتزعم فلول المجاهدين، ما دام لا بد لإعلان الجهاد من قيادة؟
ـ أما بالقطر الجزائري الشقيق فإن أول ما بدأ به الاستعمار هو تنحية النظام العثماني الذي كان صاحب السلطة الشرعية. وبعد ذلك استطاع أن يجعل حدا لشرعية الأمير عبد القادر ولثورته في الظروف المعروفة. ثم استطاع أن يخمد مجموعة من الثورات التي أذاقتهم المرارة لعدة سنوات، من ذلك ثورة الشيخ المقراني وثورة الشيخ الحداد وغيرها وكثورة أولاد سيدي الشيخ التي كانت لا زالت لم تخمد بعد بصفة نهائية. هكذا إذن كانت تتم تصفية أو تنحية الزعامات الكفيلة بحمل راية الجهاد للدفاع عن حوزة بلاد المسلمين وحرماتهم. صار إذن من أوجب الواجبات على كل من يملك مؤهلات الزعامة السياسية والقيادة العسكرية أن يتحمل هذا العبء العظيم، خصوصا إذا كان يشعر بالمسؤولية أمام الله تجاه نصرة الإسلام والمسلمين.
ـ أما بالقطر المغربي العزيز فإن المسألة كانت تختلف، إذ ينبغي التمييز بين فترتين متباينتين بجميع المقاييس:
أ ـ فترة ما قبل حرب إيسلي المشؤومة، والتي كانت فيها صورة المغرب تخيف الاستعمار الذي كان ينظر إليه بنظرة الحيطة والحذر. وكان السلطان مولاي عبد الرحمان بن هشام آنذاك يقوم بالدعم العلني لثوار الجزائر، بل ويعلن صراحة أنه ما كان له أن يتخلى عن إخوانه المسلمين وهم يعانون ويلات الاستعمار، ( أنظر تاريخ المغرب العربي ليحيى جلال). كما كانت تربطه علاقة بيعة وولاء مع الأمير عبد القادر وسكان تلمسان ونواحيها بالغرب الجزائري. والمراسلات الكثيرة بين الرجلين في المجال لا زالت شاهدة على ذلك. وكان موقفه هذا عظيما باعتباره أميرا للمؤمنين من مسؤولياته الاهتمام بشؤون الأمة والدفاع عنها. بل إن هذه المواقف الشجاعة هي التي قادته إلى خوض معركة إيسلي التي، مع الأسف الشديد، غيرت مجرى التاريخ إلى ما لم يكن بالحسبان.
ب ـ فترة ما بعد معركة إيسلي، التي دارت رحاها قرب مدينة وجدة في غشت 1844، فترة تأكد فيها الاستعمار من هشاشة المغرب وضعفه وأنه لم يكن بتلك الصورة المخيفة من القوة والتنظيم التي كان يعتقد. ومنذئذ سقط من عينيه واستصغره حتى صار يملي عليه من الشروط ما يريد في ما تلا تلك المعركة من اتفاقيات مشروطة، كاتفاقية طنجة في سبتمبر 1844 التي فرض عليه فيها أن يتخلى مكرها عن الأمير عبد القادر، وأن يخول فرنسا حق متابعة من تشاء بالتراب المغربي، وكارثة اتفاقية لالة مغنية في مارس 1845 التي ترتب عليها ما ترتب من مشاكل معقدة ومتعددة في ما بعد.
بعد كارثة تلك المعركة اضطر النظام المغربي إلى تغيير مواقفه بالمرة، كنتيجة حتمية، نظرا للمخاوف التي صارت تهدده، وصار يبذل قصارى الجهود لتفادي المواجهة من جديد، خصوصا بعد ما توالت عليه الأزمات الاقتصادية والسياسية المتعددة عبر السنين. تفاقمت تلك الأزمات ولم يجد لها حلا رغم عظمة وحنكة المولى الحسن الأول في ما بعد. المخاطر صارت تتهدده من كل جانب، من الداخل ومن الخارج

__________________________________________________ ______

لقد كان أمام الشيخ بوعمامة مسئوليتان كبيرتان لا تقل الواحدة عن الأخرى...
ـ حمل راية الجهاد التي صارت فرض عين عليه بالخصوص بالنظر إلى مؤهلاته الخاصة،
ـ تجديد الطريقة الشيخية التي ينتمي إليها صلبا وقلبا بعد ما آلت إلى ما إليه من شتات في ظروف معروفة.
وهذا ما حصل بالفعل....
ـ أما الجهاد فقد حمل رايته لأجل الجهاد في سبيل الله ليس إلا، وهذا ما جعله لا يستسلم بحال مهما تكالبت عليه الخطوب وسدت أمامه المنافذ، لأن يقينه في الله كان عظيما، ولأنه إنما قام لتحقيق إحدى الحسنيين، إما النصر أو الاستشهاد. وقد ثبت فعلا أمام جميع الضغوط التي مورست عليه بجميع ألوانها. ولم يلن ولم يستسلم طيلة سبع وعشرين سنة من المقاومة، إلى أن وافته المنية يوم 10 رمضان 1326 موافق 7 أكتوبر 1908.وسنرى بعد قليل جملة من الشهادات في هذا الصدد.
ـ وأما تجديد الطريقة فتلك قضية كبرى اجتبته العناية الربانية لها. اجتبته عناية الله ليجدد هذا المشرب العظيم، الطريقة الشيخية التي نحن بصدد الحديث عنها، ويحمل باسمها وفي ظلالها راية الجهاد.
فالشيخ بوعمامة إذن هو مجدد للطريقة الشيخية وجامع لشتاتها وموحد لصفوفها.
2) تعريــــــف:
وفي صدد التعريف به يقول:
د، عبد القادر خليفي في كتابه المقاومة الشعبية للشيخ بوعمامة:
" ولد بوعمامة في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر، تعلم القرآن بين أقرانه في دوار القبيلة، ثم انتقل إلى فقيق وبني ونيف، حيث واصل تعليمه على يد عدد من الفقهاء أشهرهم محمد بن عبد الرحمان مقدم الطريقة الشيخية حيث كان التعليم في تلك الجهات رتيبا سطحيا يعتمد على تحفيظ القرآن دون تدبر وتفهم في آياته، يقوم به محفظون (مشارطين) كانوا في الغالب يفدون من تافلالت وكرزاز. التقى به في شبابه سي حمزة بن بوبكر زعيم أولاد سيد الشيخ الشراقة في بني ونيف عند ضريح سيدي سليمان بن بوسماحة، وقد توسم فيه خيرا ورجا أن يكون له مستقبل مشرق."
وفي ذكر شمائله يضيف في الصفحة 100:
" لقد اتصف الشيخ في ما وصلنا عنه بحسن الخلق ولين الجانب. كان ورعا تقيا، يعامل الناس بكل لطف وإحسان، نستدل على ذلك في ما ورد في صحيفة البرهان المصرية بالأسكندرية في 4/8/1881 التي أوردت (أن الشيخ كان شديد السطوة على جيوشه، غير أنه لين العريكة مع من يلازمه منهم...)، فهو شديد حيث تجب الشدة، لين حيث يجب اللين، فلا ضرر ولا ضرار." شدة من غير عنف ولين من غير ضعف.
كان يحب الخير للناس ويدعو إلى نبذ الخلاف والفرقة، يعطف على رفاقه، ويقضي حقوقهم في الصحة والمرض، فهو آلف مألوف، وقد ورد في الأثر، أن أحبكم إلى الله الذين يألفون ويؤِلفون، فالمؤمن آلف مألوف.
وكان يعفو عمن ظلمه، ويرأف بالضعيف ويحنو على اليتيم، يطعم الجائع ويسقي الظمآن. وكانت زاويته ملجأ لكل هؤلاء وأمثالهم من ذوي الحاجة، وكان يتفقد أصحابه ليلا ليطمئن عليهم، فيربت على كتف هذا، ويبتسم لذاك، ويطلب منهم الاستراحة لمعاودة الجد.
كانت الطريقة الشيخية أفضل نموذج للدور الذي يمكن أن تقوم به مثل هذه المؤسسات الثقافية الدينية ( يقصد بها الزوايا) في المجتمع الإسلامي، فهي لم تكن طريقة متقوقعة على نفسها مهتمة فقط بأتباعها حاضنة لأورادها، بعيدة عن مشاغل المجتمع من حولها، بل كانت حية تعيش حياة الناس، تتدبر شؤونهم وتتدخل لحل مشاكلهم. وأفضل مثل لذلك هو المقاومة المسلحة التي أعلنها أولاد سيد الشيخ على الفرنسيين سنة 1864 م، ثم المقاومة الثانية التي أعلنها الشيخ بوعمامة البوشيخي سنة 1881 م. والشيخ بوعمامة هو النموذج الذي عمل لدنياه كما عمل لأخراه ضمن هذه المؤسسة."

يتبع ان شاء الله .










رد مع اقتباس