[فراح حميد]

جيل السبعينات مازال يناضل بالرغم من انه على عتبة الشيخوخة، معذرة على هذا التعبير، لان كل شخص يشعر بانه في قمة وريعان الشباب حتى ولو بلغ من العمر ثمانين حولا، مازال جيل السبعينات يكد ولن يستسلم، وهو الذي عاش وعايش الفقر والبؤس والحرمان، ومشقة الحياة، كيف ينقرض وقد تربى على يديه خيرة من شباب اليوم، جيل السبعينات يذكرني بكثير من التقاليد في اللباس والاكل والاعراس ونمط الحياة اليومية، من يتذكر السراويل العريضة ( pas d'éléphant) والشعور الطويلة، والاحذية ذات الكعب العالي، جيل السبعينات كان مدمنا على القراءة والمطالعة، يقرا اي شيء وكل شيء حتى قصاصات الجرائد، مجلة الوان، مجلة الثقافة، مجلة الاصالة والمعاصرة، مجلة الكواكب المصرية، مجلة الهلال المصرية ايضا، مجلة المزمار المخصصة للاطفال، مجلة (بيف) باللغة الفرنسية، و...و...، جيل السبعينات كان مدمنا ايضا على متابعة الشاشة الصغيرة من بدء الارسال حتى نهاية الارسال، يشاهد كل شيء الافلام النشرة الاخبارية، الارض والفلاح، الرسوم المتحركة،... كل شيء كان رائعا او هكذا كان يبدو لي انذاك، جيل السبعينات كان يلعب الالعاب التقليدية، الزربوط والسارسو ...و....و...الخ، جيل السبعينات كان يحترم الكبير ويخافه، يحترم الجار مثل احترامه لابيه او اخيه الكبر، كان الجار طلباته اوامر لا نستطيع ان نقول له لا، جيل السبعينات ايضا كان مدمنا على متابعة البرامج الاذاعية، خاصة البرامج الليلية، كل الاذاعات، منها اذاعة باريس بالعربية، اذاعة هنا واشنطن، هنا برلين، هنا تيرانا، هنا القاهرة، ....كانت البرامج اكثر من رائعة، من يتذكر البيت السعيد، الصحراء الكبرى وشواطئها، ما يطلبه المستمعون، صوت فلسطين، صوت الثورة الفلسطينية، اخترت لك للمرحوم عبد القادر طالبي، الارض والفلاح، اسماء ومهارف، ابحاث في فائدة العائلات، والموسيقى التصويرية الرائعة، ريحة لبلاد يابا ورد وياسمين يابا يابا،...رغم تقدم السن الا اننا لا زلنا نتذكر القليل من تلك الايام التي ولت من دون رجعة، وللحديث بقية ان شاء الله.