السر الأعظم في معاملة الناس
يقول «فرويد »: إن كل أفعالنا تصدر من دافعين: دافع الغريزة |
الجنسية، ودافع الرغبة في العظمة».
يوضح ذلك «جون ديوي» قائلاً: « إن رغبة الإنسان في أن يكون
شيئاً مذكوراً أعمق حافز للعمل». .
أي إنسان بالغ طبيعي يرغب في :
- صحة جيدة .
- غذاء متكامل.
- نوم عميق.
-المال.
- حياة الآخرة .
ـ الارتواء الجنسي.
- معاش مناسب لأولاده .
ـ أن يكون شيئاً مهماً.
وهي يمكن تحقيقها باستثناء رغبة واحدة، تلك التي أسماها
«فرويد » : «الرغبة في العظمة» أو أسماه ديوي: « الرغبة في أن تكون شيئاً مذكوراً » .
وهنا تكمن الرغبة الإنسانية الملحة، فمن بمقدوره إشباع تلك الرغبة فيمن يلتقيهم من أناس جميع قلوبهم في راحة يده، حتى إن الحانوتي سيأسف لموته.
إننا نتعهد بغذاء أجساد من نعولهم، ونادراً ما نتعهد بتغذية عزة
أنفسهم بالثناء والمديح، نقدم لهم الطعام والشراب ونمنع عنهم التقدير
والتشجيع والثناء الذي يظل في مخيلتهم لسنوات طوال.
قد يرى القارئ أن هذا كلام فارغ فيه رياء ونفاق وتملق فهو غير مجدى مع الأذكياء على الأخص .
إن الفرق بين التقدير والإطراء فرق بسيط، الأول نقي خالص، والثاني أناني ومغشوش، الأول يصدر عن القلب، والثاني يصدر عن اللسان ،الأول مجرد من الأنانية، والثاني جزء من الأنانية، الأول مطلوب من الجميع، والثاني مرفوض من الجميع.
كان لدى الملك جورج الخامس مجموعة من الحكم معلقة داخل برواز على جدار غرفة مكتبه بقصر بكنجهام، وإحدى هذه الحكم تقول: «لا تعلمني إجزال العطاء، ولا الترحيب بالإطراء الرخيص » .
ويقصد بالإطراء الرخيص التملق الذي قرأت مرة تعريفاً له بأنه إخبار الشخص الآخر بما يعتقده في نفسه.
قال «رالف والدوا إيمرسون»: إن كل إنسان أقابله هو أفضل مني بطريقة ما، ومن هنا أستطيع أن أتعلم منه .
إن كان ذلك الأمر صحيحاً لـ «إيمرسون » أليس من المحتمل أن يكون صحيحاً بالنسبة لي ولك؟
دعونا من التفكير في أنفسنا وتعالوا نعدد الصفات الطيبة في كل إنسان نقابله ونمنحه الثناء الصادق والمخلص.
كن مبذراً في ثنائك ، سخيّاً في امتداحك ، يحفظ الناس كلماتك
ويذكرونها طيلة حياتهم حتى بعد أن تنساها أنت.
منقول من كتاب فن التعامل مع الناس