منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لماذا الزواج التقليدي يعتبر أنجح من الزواج العاطفي ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-10-01, 21:14   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مُحمد رازي
مراقب منتديات التقنية والموبايل والاتّصالات
 
الصورة الرمزية مُحمد رازي
 

 

 
إحصائية العضو










Lightbulb لماذا الزواج التقليدي يعتبر أنجح من الزواج العاطفي ؟



لماذا الزواج التقليدي يعتبر أنجح من الزواج العاطفي ؟




بالرغم من أنه كثيرا ما يظهر لنا من خلال الزواج الحديث أو كما يسمى بالزواج العاطفي و الذي تسبقه فترة تعارف و تتخلّله قصة حب بأن هذا الزواج سيكون ناجحا جدا في الأخير ، و يظهر لنا بالمقابل أن الزواج التقليدي و الذي لم يسبقه تعارف و كانت فيه العواطف فاترة يُخيّل إلينا بأن مثل هذا الزواج أنه لن يتم ، إلا أنه و في العادة و في كثير من الأحيان تجد بأن الزواج التقليدي هو الأنجح في الغالب ، بكل بساطة لأن السبب ربّاني و ذلك لأن الله يبارك في الزواج الذي يكون وفق الطريقة الشرعية و لا يبارك في الزواج الذي يكون وفق الطرق الملتوية و المشبوهة و غير الشرعية
و قد تصادف أحدهم يقول لك : لكن كيف لي أن أتزوج من فتاة لم يسبق لي أن أحببتها من قبل ؟ ، فينبغي لي أن أتعرّف عليها و أحبها ، و تجد نفس الكلام يصدر من الفتاة أنها لا يمكنها أن تتخيّل نفسها قد تتزوّج من شاب لم تعرفه و لم تحبه من قبل ، و أنا أقول له : من قال لك أصلا بأنه من خلال علاقة الحب تلك ستجعلك تتعرّف على الفتاة بشكل حقيقي و فعلي و نفس الأمر بالنسبة للفتاة ما الضامن لك بأن تلك الصورة سوف لن تخدعكِ ؟ ، فلا يعرف الرجل إلّا رجل مثله و لا تعرف المرأة إلّا امرأة مثلها ، و من الصعب بما كان أن تعرف الفتاة الشاب لوحدها أو يعرف الشاب الفتاة لوحده ، لأنه دوما تكون تلك المظاهر التي يظهر عليها الشاب و الفتاة هي مظاهر منمّقة و مزيّنة و صورة فوتوشوب يتجسّد عليها كل واحد لينال إعجاب الآخر ، لذلك كانت أحسن وسيلة ليتعرّّف الشاب على الفتاة أو تتعرّف الفتاة على الشاب هو أن يسأل عنها و تسأل عنه ، سؤال من خلال الجيران، المحيط العائلي، محيط العمل، المسجد ... فرجل يجلس مع رجل مثله لمجرد عشر دقائق كفيلة له بأن يعرفه و ممكن فتاة في الجهة المقابلة تظلّ مع شابٍ لسنين عديدة محاولة التعرّف عليه و في الأخير ستنخدع به و العكس بالعكس ، فللأسف و بما أنّنا صرنا متأثّرين بالأفلام و المسلسلات التي شوّهت لنا جميع المعاني فصوّرت لنا بأن مثل هذه الأمور هي لازمة و بأنّه لا بدّ أن يكون هناك حب و مغامرات قبل الزواج ، فأصبحنا نشهد مثل هذه العلاقات الغير الشرعية بين الشباب و الفتيات سواءا في الواقع أو في ظل العالم الافتراضي
لهذا و كما سبق فأحسن طريق لمعرفة الإنسان هو بالسؤال عنه و هذا فرضا إن لم يكن في دائرة المعارف سواءا من الأقارب أو الجيران أو معرفة قديمة ... ، ثم بعدها توجد فترة الخطوبة و التي قبلها يكون الشاب قد عرف شكل الفتاة و نظر إليها و أعجبته و رضي بأهلها و بيتها ووو ، ثم بعدها تكون له الفرصة ليتعرّف على أخلاقها ففترة الخطوبة أصلا قد شُرِعَت على هذا الأساس و على إتاحة فرصة التعرّف لكل طرف على الآخر
نحن نواجه اليوم مشكلة في فهم فترة الخطوبة فهي عندنا مجرّد تحصيل حاصل لا أكثر بمعنى هي مجرد فترة تمضي و فقط و يلزم أن تنتهي بالزواج ، لكن الأمر ليس كذلك ففترة الخطوبة هي من أجل أن يتعرّف كلا الطرفين على بعض و بعد ذلك يتّخذون قرارهم إن كان ينبغي لهم الإكمال أم لا ، و ليس الأمر بأن يتعرّف الشاب على فتاة لسنين عديدة و هو يحادثها و يخرج معها ثم يأتي في الأخير ليخطبها ! فما الحاجة للخطبة هنا ! ، المفروض في فترة الخطوبة لا أحد من الطرفين تكون له معرفة بالطرف الآخر و من خلالها يحصل التعارف ، و من الممكن أن ينتهي هذا التعارف بفسخ الخطوبة في حالة لم يوافق كل طرف الآخر فالأمر عادي و ليس بفضيحة ، لهذا كانت فترة الخطوبة حتى يتأكّد الإنسان من حسن اختياره لشريك حياته
النقطة الثانية ، لو افترضنا مثلا أن شاب قد تزوج بفتاة بالطريقة الحديثة أي بعد أن تعرّف عليها و كلّمها و أحبّها ثم تقدّم في الأخير لخطبتها ، و في المقابل فرضا شاب آخر قد تزوّج بفتاة زواج تقليدي أعجبته فتقدّم لخطبتها ثم تعرّف عليها أكثر عن قرب ، أكيد أن كل حالة ستكون لها بداية مختلفة عن الأخرى ، فالحالة الأولى كان الحب في أعلى مستوياته أمّا في الحالة الثانية فكان الحب بنسبة بسيطة و ضئيلة ، لكن العبرة ليست دوما في البدايات فلو افترضنا أيضا أن كلا الفتاتين في كل حالة لهما نفس الشكل و المواصفات فمن هي التي من المتوقع أن تكون أخلاقها حسنة ؟ طبعا و بدون شكّ ستكون الثانية التي لم يسبق لها التعرّف و لا الخوض في تجارب الحب من قبل ، و بالنسبة للأولى فلا يمكن القول بأنها سيئة و لكن أخلاقها هي ما دون أخلاق الثانية
بعد الزواج بفترة سنجد بأن الجمال إمّا سينقص و يقلّ تدريجيا و ذلك بشكل حقيقي أو أنه سينقص بشكل معنوي و ذلك من خلال التعوّد عليه و ستبقى في الأخير فقط الأخلاق ، ما يبقا في الواد غير احجارو كما يقول المثل الشعبي ، فالأخلاق ستبقى و ستدوم و ستزيد أما الجمال فسينقص و يتضاءل مع الوقت هذا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن
المرأة غالبا ما تُحَبُّ لأخلاقها و جمالها ، فبالنسبة لمن كان زواجهم عن حب و تعارف مسبق كانت كل المؤشرات السابقة و المعطيات تنبئ لهم بحياة زوجية مستقبلية سعيدة لكن بمجرد مرور مدة على الزواج سيحصل الاصطدام بواقع آخر غير الواقع الجميل الذي رسمه كل واحد في ذهنه و تزول صورة الفوتوشوب تلك ، فتظهر الأخلاق على حقيقتها و تكثر المشاكل و يبدأ ذلك الحب الذي كان في أعلى مستوياته في الانحدار و النقصان و هذا كما تمت الإشارة له مع البداية أن السبب يعود لعدم مباركة الله لمثل هذا الزواج ، أمّا بالنسبة لمن كان زواجهم على الطريقة التقليدية ووفق الشرع و حتى و لو كان الحب مع بداياته بنسبة قليلة إلا أنه سينمو و سيزيد مع الوقت و تزيد معه الأخلاق في نظر كل واحد فيطبخ هذا الحب على نار هادئة لينضج في الأخير على أكمل وجه
نخلص في الأخير إلى نتيجة مفادها :
أن أي فتاة ستتزوجها سيظلّ موضوع الجمال منحصرا و لن يدوم معها إلا لفترة محدودة ثم سينقلب الموضوع بعدها كلّه لأخلاق و معاملات ، و لو تزوجت زواجاً شرعياً على الطريقة التقليدية سيبدأ بحب هادئ ثم يزيد مع الوقت ، أمّا إذا تزوجت بالطريقة المحرّمة الحديثة فسيبدأ بحب عنيف و سيقلّ و ينقص مع الوقت ، و بالتالي فالعاقل ماذا يختار ؟ حب هادئ يزيد مع الوقت أم حب عنيف ينقص مع الوقت ؟ أكيد لا يوجد عاقل يختار حباً عنيفا ينقص مع الوقت ، معرضّة شعلة لهيبه للخمود في أي لحظة
لهذا فحسب رأيي أجد بأن الزواج التقليدي هو الأنجح بالمقارنة مع الزواج العاطفي .






تجميعية كتب pdf للمتزوجين و للمقبلين على الزواج








 


رد مع اقتباس