منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - *** حكاية الفتى التقي ***
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-01-22, 16:48   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المهذب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية المهذب
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 *** حكاية الفتى التقي ***


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد عدد الحصى وعدد الثرى وعدد النجوم وعدد ما في الكون وعدد ما تقول له كن فيكون أما بعد:
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
كنت منذ فترة فد كتبت موضوعا عن الرجل الصالح والكرامات ، وكنت معتقد أشد الاعتقاد أن الرجل إذا كان تقيا وأعماله صالحة ولا يخشى إلا الله أحبه الله وأنعم عليه وجعل له مخرجا وأعطاه كرامات ولربما أصبح ربانيا إذا أقسم على الله أبر قسمه .
اليوم أحبتي وبصلاة الجمعة ذكر لنا الإمام الخطيب حكاية ، من واقع حال المؤمنين الصادقين وكيف؟ كانت البداية وكيف؟ كانت النهاية بمحبة من الله ورعاية منه ولكم الحكاية.
هذا شاب ذهب للحج وبعد انتهاء المناسك وأكمل حجه ، فرغ عنه الزاد و لا قوت ولا مال وبات ثلاثة أيام بليا لها لا أكل ولا مشروب وغذائه في ذلك إلا شرب الماء ، فقال في نفسه لابد لي من عمل وأراد السعي لذلك ، لكنه لما وصل الى مخرج الحرم وجد قطعة قماش خضراء ففتحها فإذا بها عقد من ذهب ، فقال في نفسه لا أبرح المكان لعلى صاحبه سيأتي ليبحث عنه ، وإذا بشيخ كبير طاعن في السن خطواته ثقيلة ويتكلم بصوت منخفض ، ويقول أيها الفتى ألم ترى بهذه البقعة قطعة قماش خضراء بها عقد ذهب لقد ضاع مني وإنني أعطيك الأوصاف ، فعرف الفتى أن العقد يخص هذا الشيخ فقدمه للشيخ
وأراد الشيخ مكافأته إلا أن الفتى رفض وقال للشيخ لا تفسد علي مكافأة ربي وذهب الشيخ وهو يحمد الله ويشكره ويهنأ الفتى على تقواه ، وبعد مدة قصيرة تحصل الفتى على عمل وجمع مبلغ تذكرة عودته وأثناء العودة التي كانت على متن سفينة ، تعالت الأمواج وانقلبت السفينة ورمت المياه بالفتى على شاطئ البحر بأحد شواطئ اليمن ، وأنقذه الناس، وداوو جراحه وضمدوها وتم جبر العظام المكسورة ، وعلموا بأنه حافظ لكتاب الله (القرآن الكريم) فعرضوا عليه إمامة المسجد والصلاة به والإقامة معهم ثم عرضوا عليه الزواج فقبل وقال لهم اختاروا ما شئتم وما ترونه يصلح لي ، فأشاروا عليه بفتاة وهي ابنة شيخ القبيلة والتي كانت ترفض العرسان لأنها كانت قائمة بشؤون أبيها الشيخ لكنها اليوم أصبح يتيمة ومنذ عام من وفاة والدها، فقبل الفتى وبليلة الزفاف لمح الفتى العقد على رقبة عروسته فقال لها من أين تحصلتي على هذا العقد
فقالت له إنه لأبي الشيخ ولقد أشتراه لي العام الماضي بموسم الحج ولقد أضاعه لولا أن الله أعاده
إليه ووجده عند فتا طيبا وتقي ، ومنذ عام وأبي يدعوا ويقول اللهم لا تزوج أبنتي إلا بذاك الفتى التقي ، فقال لها الفتى إنه أنا ذاك الفتى.
نعم أيها الأحبة حكاية تتطلب التأمل فيها وبها حكمة إذا فهمت معانيها، وكانت الأية (3)من سورة الطلاق تطبيقا فعليا لما جاء من حجة فيها و المولى عز وجل قال فيها بعد بسم الله الرحمن الرحيم(.وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3))
نعم نعم أيها الأحبة كانت خطبة جمعة جميلة وياليت من حظرها استفاد منها وأفاد بها غيره. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.









 


رد مع اقتباس