جزاء الاستاذ
ان تخلف الامم يكون سببه دائما عدم الاهتمام بالانسان
الا تعلم يا معالي الوزير ، ولا احسبك انك لا تعلم باعتبار انك كنت استاذ ان الثروة البشرية افضل فائدة واعم نفعا واكثر عائدا من جميع الثروات المادية الاخرى
فالدول التي تعتمد على الثروات المادية وجدها فان مآل تلك الثروات الى الزوال ما لم تستخدم عائدتها في احداث برامج للكشف عن الموهوبين والمتفوقين والمبدعين واعداد طرائق العناية بهم
ان بلدان عدة وفي مقدمتها سويسرا ، واليابان ، وتايوان ، وكوريا الجنوبية، وماليزيا وغيرها لا تمتلك ثروات مادية تذكر ومع ذلك فإنها تقف في مصاف الدول الصناعية التي يعتد بها وذلك لما تقوم به من حسن رعاية مواهبها واستخدام القدرات الابداعية لدى افرادها بما يحقق الفائدة للجميع
كمثال : اليابان
ـــ ساحة اليابان تقدر 377,915 الف كلم2 اقل من ساحة ولاية تمنراست بالجزائر
ـــ نسبة الاراضي للزراعة 11,25 %
ــ عدد سكانها 127 مليون نسمة
ــ طوكيو لوحدها يقطنها حوالي 41 مليون سمة اكثر من سكان الجزائر
ــــفقيرة من حيث الثروات الطبيعية
ـــ تشكل الجبال البركانية في اليابان نسبة 85 % من اراضيها
ــ يحدث بها جميع الكوارث الطبيعية فهي متعرضة للزلازل على طول العام ، والبراكين ،والفيضانات الخ..................
ـــ تعرضت اثناء الحرب العالمية الثانية الى هجمة من قبل الولايات المتحدة بالقنابل الذرية والتي خلفت ضحايا بشرية كبيرة واضرار مادية معتبرة في كل من هوريشيما ، ونكازاكي
كل هذا ونجد اليابان اليوم من بين عمالقة الدول الصناعية بحيث تحتل المرتبة الرابعة عالميا
السؤال : بماذا ؟
لقد استثمرت يا معالي الوزير في العنصر البشري وجعلته الركيزة الاساسية في العملية الانتاجية
فمثلا: المعلمون والاساتذة يحظون باحترام وتقدير ومكانة اجتماعية مرموقة جدا
وكذلك المرتبات المغرية التي توفر لهم حياة مستقرة كريمة
فأين نحن من هذا البلد الصغير بحجم الدول الكبرى ؟
الاستاذ في بلادنا في الشقاوة ينعم ( المتنبي) الاجور جد زهيدة ومتدنية ، مشاكل اجتماعية على رأسها مشكل السكن
يتعرض الاستاذ ليس فقط للإهانة وانما ايضا للسخرية والظلم والجور ، يمارس عليه من قبل اشباه المسيرين الذين لا يفقهون في التسيير الاداري او البيداغوجي شيئا
كيف نفسر ما معالي الوزير ان الاساتذة قاموا بواجبهم وبأحسن منه واحترموا شروط العقد الا انهم لم يقبضوا مليم واحد منذ 2014 الى غاية كتابة هذه الاسطر
بهذا السلوك والفعل الشنيع نرفع من معنويات الاساتذة ونحفزهم على بذل المجهود ونحافظ على الكفاءة والمواهب التي يعتد في بناء مجتمع راق
الدولة التي تحتقر المعلم والاستاذ فإنها تحفر لنفسها قبر ومسيرها محدد مقدما ( التخلف ، والاستعمار )
فالدول التي لا تملك ثروات مادية استطاعت ان تبني مجتمعاتها وتكون في مصاف الدول المتقدمة باهتمامها بالإنسان الاستاذ مقدس في تلك البلدان ، مكرم معزز وله مكانة جد مرموقة لانهم يعرفون قيمة الاستاذ به ترفع الامم وبه تتحقق المعجزات
اما عندنا فالأستاذ والمعلم يقعان في اسفل سلم الحياة الاجتماعية في المجتمع كيف لهما ان يساهما في تطوير المجتمع ورقيه وهما ينعمان في الشقاوة ؟