منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - عدت للطور الابتدائي مرة أخرى
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-09-15, 14:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حسناء بنت الجبل
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










B2 عدت للطور الابتدائي مرة أخرى



لازلت طالبة في الابتدائي
هذه هي الحقيقة
فالدراسة التي لم استفد منها شيئا
و لم احصل منها على ما يفيدني
لا اعتبرها دراسة
المستويات و الشهادات التي حصلتها و لا اذكر منها سوى اسمها
لا اعتبرها الا اوراق مهملة

او بطاقة يناصيب من أجل التوظيف
لأنه حتى التوظيف صار لا يقبلها
و لا يعترف بها و لا بمعادلاتها من الشهادات
الا مع شروط تعجيزية




لازال مخي يستوعب كل تلك الملفات التي حمَّلها من المتوسط لغاية التخرج من الجامعة و لكن بطريقة عشوائية

فكل الملفات لا يمكن فتحها لأنها متضررة

انها تأخذ مكانا تخزينيا أكبر من حجمها مما جعله لا يتسع لمعلومات أخرى هي أحق بذلك المكان

في الليل حين يهدء الجميع، أضع رأسي على الوسادة تتحرك تلك الملفات قليلا ، فتترك مجالا لظهور أفكار بين اليقظة و النوم أعجز حتى عن تصديق أنها قد تولدت من فكري ، لشدة جمالها و حسن تدبيرها ،و أقرر أنني في اليوم الموالي سأنفذها و أقوم بحفظها في دفاتري


في الصباح التالي استيقظ و أنا سعيدة و ما ان أجلس على الفراش ، حتى تعود كل الملفات لمكانها الاعتيادي و ربما قد أصابها فيروس فقامت بالانشطار وضاعفت اختصاراتها ، أبحث عن أفكار الليلة السابقة بين كل ذلك الركام ، فلا أجد شيئا، أبحث عن الملفات الاصلية لكل المواد التي درستها فأجدها فارغة و لكنها ذات حجم كبير لأن خاصية اخفاء الملفات مفعلة .
يمر اليوم و أنا أحاول استرجاع و لو كلمة ، لكن دون جدوى ،
من يراني طبعا سيصفني بالبلاهة و الغباء ، لأنه لا يوجد بشر عادي يحاول طول اليوم تذكر فكرة ، و ربما قد تكون حلما أو من نسج الخيال

ثم بعد يأس شديد و اليوم قد شارفت شمسه على الغروب تجدني ناقمة على الدوال و المتتاليات و النهايات ، و تجدني أمتعض من الرافعة المالية و الفوائد البنكية و دفاتر اليومية و الميزانيات ، و أتحسر على وقتي الضائع في حفظ قصائد ايليا ابو ماضي وأحمد شوقي و البارودي و تحليل نصوص الفلسفة و المقارنة بين المقالات
(( طبعا أنقم و أتحسر و لكن لا ألعن ، لأنه بكل بساطة اللعن محرم في ديننا ))

و فجأة أجهش بالبكاء و منظر ذلك الضفدع الصغير يراودني و هو مثبت بمسامير في لوحة التجارب، قد ساقه الينا حظه العاثر ، كأنه يساق الى محاكم التفتيش الاسبانية (( قديما لم توجد ببرامجنا )) و أصبحنا في منظر الانسان البدائي الذي طالما صوروه لنا على أنه لا يعقل و لا يفقه شيئا ، نرقص حول فريستنا رقصة النصر لأننا استطعنا أن نصطاد ضفدعا و نشرحه من دون مخدر

ربما لم يكن حقا الضفدع هو سبب البكاء ، بل هي مكبوتات داخلية قد وجدت سببا لتخرج على هيئة دموع

بل هو بكاء على نفسي لأنني لو تقدمت مرة أخرى لامتحان اثبات المستوى ، لكانت النتيجة بكل تأكيد السنة الخامسة ابتدائي أو أقل ، فلم يبقى في مخي شيء يصلح سوى الحساب و الخط و الاملاء و التعبير ، فلم ضيعتم وقتي و سجنتموني قرابة العشرين سنة بين جدرانكم لتصنعو مني بلهاء لا تتذكر حتى أحلام الليلة الماضية








 


رد مع اقتباس