منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حلقات "حسين" في محراب القرآن والضاد.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-07-07, 20:39   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي





بسم الله الرحمن الرحيم.
" الجلفة " يا مضارب الإخوة والخلان، ويا ربع بليغ الضاد والبيان.
لكم من السلام يعبق بأريج الزهر وإيراقه، ولكم من التحية كتبلج ضوء الصباح وإشراقه.
قال لي حسين ــ رحمه الله ــ يومًا ألا تعلم أن بعض الكلمات يتغيّر معناها حسب موقعها في الجملة وفي سياق الكلام.
وكذلك أن بعض الأفعال يتغيّر مفهومها حسب لزومها أو تعديها. كما أن تعدية الفعل يتغيّر معناه حسب الحروف التي تأتي بعده.
فقلتُ له: وكيف ذلك يا جهبذ زمانكِ؟
ثم واصلت كلامي قائلاً:
فهل مثلاً عندما أقول: نام الطفل في حضن أمه..
معنى هذا أن " نام " لا تعني النوم؟
فقال: ليس ذلك ما أعنيه.. ومع ذلك ليتك تكتب ما أمليه عليك وتؤشر على الكلمات المقصودة بالاحمر.
" الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب"
" يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما"
" ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرًا مقدورا"
"إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين"
وتأمل معي إلى كلّ من " فرض فيهن" و " فريضة من" و " فرض الله له" و " فرض عليك"
فهل كلمة " فرض " التي تكررت الآيات الأربع تؤدي نفس المعنى؟
فقلت: حقّا، إن المعنى فيها يختلف حسب موقعها من الجملة
عندها قال لي : لنرى ما معناها أو ما تأويلها، وما تضمين ذلك في كلّ من الآيات على حدى.
ففي الآية رقم :
1ـ (فرض فيهن).. نجد أن فعل " فرض " قد تعدى بفي .. وهذا يقودنا أن نقول أن تقدير ذلك: ( أوجب) أو(ألزم) فيهن.
ثم نأتي الآية رقم:
2ـ (فريضة من).. من أول وهلة نستنتج أن التعدي بمن.. وتقدير ذلك: (نصيب) و(قسمة) من الله.
ثم نمر إلى الآية رقم:
3ـ (فرض الله له)..فنجد هنا أن الفعل (فرض) قد تعدى باللام ، وتقدير ذلك : (أحلّ) أو( قدّر) الله له.
ثم ننتقل إلى الآية رقم:
4ـ (فرض عليك) .. نجد أن الفعل(فرض) قد تعدى بعلى، وتقدير ذلك: (انزل) عليك القرآن.
إذًا أن كلمة (فرض) قد تغيّر معناها حسب موقعها في الجملة وذلك في السياق القرآني .. والذي قال فيه رب العزة .. " نزل به الروح الأمين،على قلبك لتكونَ من المنذرين، بلسان عربي مبين، وإنه لفي زبر الأولين".
ولنا إما أن نتعلم العربية هكذا أو نترك عنا مشقة الكلام و الدروس في ذلك.. فهي التي أن القرآن الكريم يُتلى وسيبقى يُتلى إلى أن يرث الله الارض ومن عليها.
فسكتُ ولم أتفوه بكلمة.
وإلى اللقاء، إن كان لنا بقاء.
تحياتي.











آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-07-09 في 09:47.
رد مع اقتباس