منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حلقات "حسين" في محراب القرآن والضاد.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-05-18, 09:20   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي


يا أهل النهى والعقول، ذروني أكتب ما اختزن في ذهني وأقول.
وبعد السلام عليكم، أريد أن احكي لكم.
كتب حسين ـ رحمه الله ـ مرة
12 رجلاً .
12 امرأةً.
وطلب مني أعادة كتابة ذلك بالحروف. فما كان مني أن كتبتها هكذا:
اثنا عشرَ رجلاً.
اثنتا عشرةَ امرأة.
فقال متبسمًا: جميلٌ وجدًّا، وأحسنتَ.
ثم نظر إليّ مليًّا، وقال:
إن العدد وافق وطابق المعدود في التذكير والتأنيث أليس كذلك؟
قلتُ: ما يبدو لي.
عندها قرأ عليّ ، بداية آية وطلب مني تكميلتها وكتابتها:
"وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطًا أممًا وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينًا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"
وقال لي: لو نظرنا إلى ( اثنتي عشرة أسباطًا ) و ( اثنتا عشرة عينًا )
نلاحظ أن كُلاًّ من ( أسباطًا ) و (عينًا ) هما المعدودان، أليس كذلك ؟
فقلت : أجل.
عندها قال لي: إن ( عينًا) مؤنث فوافقت عددها، ولكن ( أسباطًا) هي جمع لسبطٍ، والسبط مذكر، فلماذا لم يقل رب العزة ( اثنا عشرَ أسباطًا )؟.
فكنتُ كعادتي يتعلثم لساني وأحتار بما أرد أو أجيب.
وعندما رأى عجزي وحيرتي.
قال لي: هوّن عليك، وإن الأمرَ ما هو سوى أن السياق القرآني قصد بالأسباط الجماعات والقبائل يعني ( إثنتا عشرة قبيلة ) أو (إثنتا عشرة فرقة ).
والقبيلة مؤنثة وكذلك الجماعة أو الفرقة مؤنثة.
وهذا يُقال عنه التضمين. وأنّ التضمينَ البيانيَّ والبلاغيَّ موجودٌ حتى في أشعار العرب.
وإن شئت فاقرأ معي شعر ذلك الاعرابي ــ وأظن أنه " نواح الكلابي "ــ وهو يقول:
وإنّ كلابًا هذه عشرُ أبطنٍ ** وأنت بريء من قبائلها العشر.
فأنّث (أبطن) لأنه حمله وعني به القبيلة من بطون وأفخاذ.
ثم أبحر مع ما أنشده الشاعر العربي الآخر وهو عمر بن أبي ربيعة أشهر شعراء قريش ــ حامية الضاد ــ حين قال:
فكأن مجنّي دون من كنتُ أتّقي ** ثلاث شخوصٍ كاعبان ومعصر.
فرغم أن (شخوص) جمع شخص، ولكن الشاعر قصد بها النساء فأنث ( ثلاث ) على المعنى عند قوله: ( كاعبان ومعصر)
فالكاعب، هي التي كبر وأستدار ثديها. والمعصر، هي التي بلغت وأدركت عصر شبابها.
عندها قال لي: أقتنعتَ، أم أزيد؟
فهمهمت: رحماك ربي! .. ثم قلت: أقتنعت، أريد أن استريح من عذابك ـ قلتها في نفسي ــ هذا يا جدي.
وانصرفت.
تحياتي











آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-05-18 في 09:21.
رد مع اقتباس