منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حلقات "حسين" في محراب القرآن والضاد.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-05-16, 21:53   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي


أحبّتي وخلاّني.
لكم من السلام أجمله، ومن التحيّة أزكاها.
طلب مني ذلك الحسين ـ أسكنه الله في جنة الخلد ـ أن اكتب مايلي:
1ـ"وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطيرُ الأولين"
2ـ "وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرًا.
ثم قال لي: لو نتأمل في كلّ من الآيتين نجد أن صيغة السؤال في كل من الآيتين هي ( ماذا أنزل ربكم ؟).
ولكن تأخذنا الدهشة والاستغراب، أنّ الجوابَ جاء في الآية الأولى برفع ( أساطيرُ) ، بينما في الآية الثانية بنصب ( خيرًا).
ترى فما هو السبب في ذلك؟
فقلتُ له وهذه بالنسبة لي ما هي سوى قارعة ما لها راقعة، بل صدقني ليتني كنتُ اعرف.
فقال لي هوّن على نفسك، وتابع ما سوف أقول.
لقد ذهب فقهاء اللغة وكذلك أهل العلم. أن في الآية
1ـ " وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطيرُ الأولين" .. أتت كلمة ( أساطير) مرفوعة لأنها خبر لمبتدأ محذوف، تقديره " هو " وكأنهم قالوا: "هو أساطيرُ الاولين" .
أما الآية
"وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرًا"
أتت كلمة ( خيرا) منصوبة ....
لأنها مفعول به لفعل محذوف، تقديره "أنزل" .. وكأنهم أجابوا بـ : ( أنزل ربنا خيرًا).
ودعني أن أتوسع معك في هاتين الآيتين.
فقد ذهب أهل العلم إلى بعض التوضيح ، حين قالوا:. لماذا قُدّر في الآية الاولى ( هو) ولم يقدّر ( أنزل
عندها ذهب بعضهم معللاً أن آية الإخبار عن الكافرين، لأجل ذلك استنتجوا أن الكافرَ جاحدٌ لإنزال القرآن، وهو بالنسبة له إنما كل ما جاء في القرآن هو كذب وأساطير، كما صوّر لنا القرآن الكريم ذلك في آية أخرى حيث جاء على لسان الكافرين ما يلي:
" وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا".
بينما قدّر في الآية الثانية (أنزل) لأن ذلك جواب من جواب المؤمنين بأن القرآن إنما هو منزل من لدن حكيم عليم.
بل أن بعض أهل التفسير استنبطوا أمورًا حين قيل البعض، لماذا رفع في الآية الأول ونصب في الآية الثانية؟ .. قالوا: إنما ذلك هو الفصل والفرق بين جواب المقّر بالإيمان، وجواب الجاحد الكافر. وبدليل آخر .. أن المؤمنين لما سئلوا لم يتعلثموا، وأجابوا بجوابٍ بيّنٍ مكشوفٍ مفعولٍ لإنزال فقالوا خيرًا: أي أنزل خيرًا. بينما أهل الكفر راوَغوا بالجواب عن السؤال، فقالوا: هو أساطيرُ الاولين، وليس من الانزال في شيء.
وأحسن ما أختمَ به معك.
نستنتج من هذا، أن اظهر لك أن علامة الإعراب هي التي تحدد لنا الدلالة والفصل بين المعاني.. وهذا من عظمة وقوّة الضاد التي بها القرآن الكريم أُنزِل، وسيبقى بها يُتلى إلى يوم الدين.
عندها لعمري لم أدري ما أقول.. فآثرت السكوت.
والى اللقاء مع حلقات حسين.
تحياتي.











آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-05-16 في 21:56.
رد مع اقتباس