منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ►♦ ღمجلّـة نقـآوة حُلمღ ► [[العَدد الأوّل]]ღ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-01-14, 08:51   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي



من جالس جانس، والصاحب ساحبٌ
إذا كانت إضافة المنكَّر إلى المعرَّف تكسبه تعريفًا، وإضافة المذكَّر إلى المؤنَّث تكسبه تأنيثًا؛
فاحرص على صحبة العلماء ومجاورة الفضلاء ومرافقة الصلحاء، وإيَّاك أن تضيف نفسك إلى
قرينِ سوءٍ فيكسبك السوء، وقد أحسن شرف الدين المحلِّي حيث قال:
عَلَيْكَ بِأَرْبَابِ الصُّدُورِ فَمَنْ غَدَا * مُضَافًا لِأَرْبَابِ الصُّدُورِ تَصَدَّرَا
وَإِيَّاكَ أَنْ تَرْضَى بِصُحْبَةِ نَاقِصٍ * فَتَنْحَطَّ قَدْرًا مِنْ عُلَاكَ وَتُحْقَرَا
فَرَفْعُ «أَبُو مَنْ» ثُمَّ خَفْضُ «مُزَمَّلٍ» * يُحَقِّقُ قَوْلِي مُغْرِيًا وَمُحَذِّرَا
قوله: «فرفع أبو من» أشار به إلى نحو: «علمت زيدًا أبو مَنْ هو»، ﻓ«أبو» لولا إضافته إلى «من» الاستفهامية
التي لها صدر الكلام لكان منصوبًا على أنه مفعولٌ به ثانٍ ﻟ«علمت»،
ولكنَّه لمَّا أضيفت إلى ما له صدر الكلام استحقَّ هو الصدارة، وصار مبتدأً وعلَّق العامل فيه عن العمل لفظًا.
وقوله: «ثمَّ خفضُ مزمَّلٍ» يشير به إلى قول امرئ القيس:
كَأَنَّ ثَبِيرًا فِي عَرَانِينِ وَبْلِهِ * كَبِيرُ أُنَاسٍ فِي بِجَادٍ مُزَمَّلِ
ﻓ«مزمَّلٍ» كان حقُّه أن يكون مرفوعًا لأنه صفةٌ لمرفوعٍ وهو «كبير أناسٍ» ولكنَّه خُفض بسبب مجاورة مجرورٍ [«شرح نظم عبيد ربِّه في النحو» (٧٠)]




زر غِبًّا تزدَدْ حُبًّا
تردَّد ثقيلٌ على ظريفٍ وأطال تردادَه عليه حتى سئم منه، فقال له الثقيل: «من تراه أشعر الشعراء؟» فأجاب الظريف: «هو ابن الورديِّ بقوله:
غِبْ وَزُرْ غِبًّا تَزِدْ حُبًّا فَمَنْ * أَكْثَرَ التَّرْدَادَ أَضْنَاهُ المَلَلْ»
فقال الثقيل: «أخطأتَ، فإنَّ النجَّاريَّ أشعرُ منه بقوله:
إِذَا حَقَّقْتَ مِنْ خِلٍّ وِدَادًا * فَزُرْهُ وَلَا تَخَفْ مِنْهُ مَلَالَا
وَكُنْ كَالشَّمْسِ تَطْلُعُ كُلَّ يَوْمٍ * وَلَا تَكُ فِي زِيَارَتِهِ هِلَالَا»
فأجاب الظريف: «إنَّ الحريريَّ أشعر منه بقوله:
لَا تَزُرْ مَنْ تُحِبُّ فِي كُلِّ شَهْرٍ * غَيْرَ يَوْمٍ وَلَا تَزِدْهُ عَلَيْهِ
وإن لم تصدِّقْني فقد وهبتُك الدارَ بما فيها»، وخرج وهو يقول:
«إِذَا حَلَّ الثَّقِيلُ بِأَرْضِ قَوْمٍ * فَمَا لِلسَّاكِنِينَ سِوَى الرَّحِيلِ»
[«العقد الفريد» لابن عبد ربِّه (١/ ٣٩)]











رد مع اقتباس