منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - المسيلة
الموضوع: المسيلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-30, 17:45   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
HONOR
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الي الاخوة اعضاء وزوار المنتدي
اني أتأسف لأن الملف لم يرفع بالكيفية التي أردتها

وهذا بعض منه






المسيلة

(دراسة عامة)



"وقراءة لمجموعة من الوثائق لمتصرفين إداريين فرنسيين"
















الأستاذ/ بشير غضبان

قسم علوم التسيير

كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية

جامعة الحضنة بالمسيلة

2009/2010








Abstract

It was not until the Moslem openings of the 7th century that new political and urban space opened up to become the ‘Moslem world’. Arab cavalry armies overthrew the Sassanian empire, and overrun large portions of the Eastern Roman empire based on Constantinople.

Urbanization became one of the hallmarks of the Moslem world. Many cities would be opened, such Alexandria or Antioch, others would also be founded, among them Fustat, and later Cairo, al Kufah, and Basrah, as well as Baghdad, and Rayy (later to become the seed of Tehran), together with Kairouan and Cordova (as a capital) in the west and M'Sila in North Africa.

By 900, the Moslem world had the densest urban network and on the eve of the modern era was a principal precinct of the world system.

M'Sila is situated on the Plains of Hodna between Chott el-Hodna and the east-west-extending Hodna Mountains to the north.

A dam on the Wadi Ksob in the Hodna Mountains irrigates the cereal-growing area around the town. M'Sila is a farming and trading centre whose chief industry is leather working.

The chief economic activities of the region are the non-intensive raising of cereals (wheat and barley), seminomadic herding (goats and sheep).





























خطة البحث

مقدمة

1-موقع مدينة المسيلة

2-لمحة تاريخية عن المسيلة ( المنطقة)

3-السكان والتركيب الاجتماعي

4-الحياة الاقتصادية

5-المسيلة (المدينة)

خاتمة

-بعض المراجع



مقدمة:

كان للجزائر دور لا يستهان به في المساهمة في الحضارة العربية الإسلامية التي انتقلت من المغرب الإسلامي إلى بلدان أوروبا وحوض البحر الأبيض المتوسط . نشأت الدول العربية الإسلامية في الجزائر وتطورت مرافقها المتنوعة ، وانعكس ذلك على مدنها بمساجدها التي كانت تعتبر بحق مراكز إشعاع علمي وأدبي وفني متجدد . واشتهرت مدنها ومنها المسيلة بازدهار الحياة وكثرة العمارة الدينية والمدنية التي خلد ذكرها المؤرخون والرحالة . وعكست العمارة والفنون الإسلامية في المسيلة عبقرية الأمة الإسلامية وإبداعاتها في ظل الثقافة العربية الإسلامية ، التي تجسدت في تخطيطاتها وعناصرها المعمارية ورسوماتها وزخرفتها ،التي كانت ملائمة لعظمة ووضوح الرسالة السماوية التي التزم العرب والمسلمون بتبليغلها للناس كافة ...الجزائر من بين المجتمعات التي عرفت الحضارة والمدينة القديمة ،حيث ترجع نشأة المدن بها إلى أوقات بعيدة جدا مرورا بالمدن العسكرية الرومانية إلى المدن العربية والتركية ،وعلى اختلاف ما احتفظت به بعض المدن بطابعها حتى اليوم فان الآثار بالمسيلة نوعا ما قد اندثرت وزالت معالمها، اللهم آثار تارمونت الرومانية ،وبشيلقة البيزنطية ، ونصب قلعة بني حماد.

الموضوع :

دراسة من خلال بعض الوثائق وبعض الكتب التاريخية التي تسلط الضوء على مدينة المسيلة :السكان ،السياسات الإدارية المتعاقبة ،الإنتاج الاقتصادي ....الخ ، وبكلمات أخرى فان طبيعة هذا الموضوع هي عبارة عن قراءة لمجموعة من الوثائق لمتصرفين إداريين فرنسيين قاموا بتسيير شؤون مدينة المسيلة وان كانت هذه التقارير تنم عن كيفية فهمهم للأوضاع التاريخية لمنطقة الحضنة بدأ بالمسيلة الزراعية ،الحياة القبلية،الريف وعلاقته بالمدينة ، فإنها من الممكن أن تساعدنا على استنتاج صورة واضحة عن تطور المسيلة والقوى الحقيقية التي ساهمت في هذا التطور ؟.

1- موقع مدينة المسيلة :

أطلق اسم المسيلة على تلك المدينة التي تقع على واد القصاب ،واغلب الاحتمال أن اسمها اشتق من كلمة "السيل" فأصبحت تعني مدينة المياه الجارية ،وذلك لكونها تقع على الوادي ،وكذلك لكونها تشكل مسيلا للمياه المنحدرة من الجبال التي تقع شمالها والتي تخترق المدينة وتمر بسهولها لتتجمع في النهاية بشط الحضنة.

قدرت مساحة المسيلة بـ 362.461 هكتار مربع ،تقع بالحضنة الغربية جنوب غرب مدينة قسنطينة ، تحيط بالمسيلة بوسعادة وسيدي عيسى ،وسور الغزلان ، والبيبان ،والمعاضيد، وبريكة،أي يحدها من الشمال البلدية المختلطة للبيبان (أيام الإدارة الفرنسية) والمعاضيد ،ومن الشرق بريكة ، ومن الجنوب الغربي بوسعادة ، ومن الغرب سيدي عيسى، وكل هذه المناطق تشترك مع المسيلة في معظم الخصائص المناخية والنباتية.


خريطة المسيلة400.000/1

منذ عهد قديم والمدينة تعتبر نقطة وصل بين التل والصحراء بواسطة الطريق الهام الذي يربط برج بوعريريج الذي يقع على شمالها ببوسعادة التي توجد على جنوبها ، ويوجد بالمنطقة طريق آخر يربط بين الغرب والشرق حيث يصل الجزائر مرورا بسيدي عيسى على غرب مدينة المسيلة بباريكة ومنطقة الاوراس بالشرق .

هذا إلى جانب عدة طرق مواصلات تربط جميع أطراف تراب المسيلة بالمدينة :بعبارة أخرى يربط المحيط بالمركز باعتباره نقطة اتصال مهمة لتركز معظم النشاطات الاقتصادية والإدارية بالمدينة.


خريطة المسيلة400.000/1

الحالة الطبيعية و الحالة المناخية:

بصورة عامة فان المسيلة تضم جزءا جبليا يقع بشمالها وشمال شرقها ،ومساحة كبيرة من الهضاب العليا التي تشكل معظم مساحتها الاستبسية السهبية التي تقع بالوسط ، ويدخل في نطاقها الجغرافي أيضا شط الحضنة الذي هو الآخر يحتل جزءا هاما من جنوب منطقة المسيلة ، والى جنوبه توجد مساحة من الرمال والكثبان الرملية التي تعتبر بحق عتبة للصحراء.

تقع بشمال المسيلة جبال الحضنة التي تشكل الجدار النهائي لسلسلة جبال الأطلس التلي التي تحتوي على بعض القمم العالية التي تدخل من نطاق المساحة الجغرافية للمسيلة ،مثل كاف اوقنان (1.832) وكاف السومارا (1.685) بجبال شخطوط بدوار كسابلا ،وكدية قريقر (1.186) وكدية الشواف (1.112) بدوار ملوزة .وجبل المنصورة (1862) ،وذراع القصبة (1.264) وكف العسل (1.225)بدوار الدريعات. وجبل اجدوق (1.243) وجبل الطرف (1.040) وكدية السلطان (1.10) بدوار الخرابشة. وجبل الغولة (1.140) بدوار كدية ويتلين, والى جنوب شط الحضنة توجد جبال المحارقة التي يتراوح ارتفاعها ما بين 600 و 900 متر ، وغيرها (هذه التقديرات مستقاة من تقارير المتصرفين الإداريين التي ارسلوها إلى قسنطينة).

أما شط الحضنة فانه يحتل مساحة تقدر بحوالي 75.000 هكتار وينخفض عن سطح البحر بما يقدر ب، 395 متر ، يقع هذا الشط بالقرب من مدينة المسيلة ومن الملاحظ أن مياه هذا الشط تحتوي على بعض المعادن الملحية التي تتشكل بعدما تمتص الأرض المياه المتجمعة بالشط التي تأتيه من الجبال السالفة الذكر ،لذلك فان الشط عبارة عن مساحة كبيرة مركزة بالأملاح المعدنية خاصة كلور الصديوم وغيرها من الأملاح التي كان من الممكن جدا أن تكون لها فائدة كبيرة إذا ما استغلت لأغراض شتى, والتي كان من الممكن أن تكون أيضا لها فاعلية كبيرة بالنسبة لمستقبل هذه المدينة.

تصب بهذا الحوض عدة وديان أهمها :

*واد اشعيرواد الملاح ,وواد مسيف),ينبع من جبل بوكحيل وتسير مخترقة عين الريش حتي تنتهي الي جنوب شط الحضنة بالقرب من القلالية بعدما تقطع مسافة 180كلم.

*واد اللحم :الذي تتصل به مجموعة من الوديان مثل واد السباخ ،وواد الملاح والمعمورة ،وواد الجران منحدرة من جبال سور الغزلان يقطع مسافة حوالي 140 كلم بنيت أمامه عدة سدود قبل وصوله إلى شط الحضنة وعندما بلغ الشلال أصبح يسمى بواد الشلال. ..

*واد القصاب :هو الآخر والاهم ينحدر من الهضاب العليا السطايفية يخترق سلسلة جبال الحضنة حتى يصل إلى المسيلة بعد أن يمر بسهول بوخميسة وسهول مسيلة ،وضعت أمام واد القصاب بعض السدود وبنيت عليه بعض القنوات المائية على امتداده وذلك قبل وصوله إلى الشط بعد أن يقطع مسافة طويلة .

*واد سلمان وبوحمادو : تتجمع به المياه المنحدرة من المعاضيد التي تمر بسهول شمال شط الحضنة.

مناخ مدينة المسيلة شديد الحرارة وجاف في فصل الصيف ،وأمطاره غير منتظمة في فصل الشتاء البارد.

2- لمحة تاريخية عن المسيلة ( المنطقة ):

كانت المسيلة في أول عهدها منطقة ذات عمارة, تسكنها قبائل بدوية تضرب بأطنابها في تاريخ هذه الناحية ،إلى أن أدركهم الفتح الإسلامي ووصلت إليهم الكتائب الأولى لعقبة بن نافع الفهرى. وكما ورد في بعض الدراسات الفرنسية ،فان أصل مدينة المسيلة حسب الأسطورة الرومانية أثناء القرن السابع ،أو سيدي بن هيلول تلك الشخصية الدينية الذي أتى من المغرب والذي نوى في قرارة نفسه أن يبني مسجدا بالمكان الذي يربضا به جمليه وهو في طريقه إلى حج بيت الله الحرام ،وبهذا المكان (المسيلة) توفقا جمليه بالجانب الشرقي لواد القصاب وبه وضع اللبنة الأولى لمدينة المسيلة على بعد أربعة كيلومترات( 4 كلم) من آثار مدينة الزابي ""LA VILLE DE ZABI "التي تسمى ببشيلقة التي دمرها الو ندال وأعيد بناءها في سنة 539 ومن طرف الحاكم سلومون Solomon الذي أطلق عليها اسم جوستينيانا "JUSTINIANA". وفي نفس العهد استقر TELLIS مع عائلته على الجانب الأيسر من واد القصاب وتجمعت حوله بعض البيوت من أهالي المنطقة, فأصبحت بذلك مدينة صغيرة وتوسعت مساحتها بمضي الوقت إلى أن أتى عليها الخوارج LES KHAREDJETES المتمثلين في أسياد الحضنة فدمروها عن آخرها, ومنذ ذلك الحين أخذت هذه البقعة من الأرض اسم "خرب التليس" الذي مازال يشكل احد إحياء المدينة المعاصرة( M.R.BOUDOUIN سنة 1938, ص4.).




القنطرة خرب التليس علي اليمين وبوجملين علي اليسارفي اتجاه بريكة











الفاطميون

وأعيد بناء المدينة من طرف الفاطميين تحت اسم الممحمدية إلى أن أخذت بعد ذلك اسم المسيلة نسبة إلى المجاري المائية ،ففي سنة 315 هـ أرسل المهدي ابنه أبا القاسم إلى تيهارت لمحاربة ثوارها فاتخذها قاعدة للانقضاض على قبيلة زناتة التي كانت تناصر الأمويين بالأندلس (د،حسن إبراهيم حسن, ص. 86), وفي طريق عودة أبا القاسم من حربه اختط مدينة أطلق عليها اسم المحمدية التي كانت موطن بني كملان فأخرجهم منها ورحلهم إلى مدينة القيروان بافريقية(تونس حاليا) ، وأناب عنه في بناء المحمدية (المسيلة) علي بن حمدون .

قال القاضي بن حماد :"فاختط مدينة المسيلة ورسمها برمحه وهو على فرسه ، وأمر علي بن حمدون المعروف بابن الأندلسية ببنائها وتحصينها وتحسينها وسماها المحمدية باسمه ..." وبلغت المدينة أيام علي بن حمدون وابنيه جعفر ويحيى من العمارة والحضارة إلى الغاية القصوى وجمعت لها الأقوات وأنواع المأكولات فادخرت, وكان علي بن حمدون إذا أراد البيع لارتفاع الأسعار فيها ينهاه أبو القاسم الفاطمي (تاريخ الجزائر للميلي, ج2, ص.29), وفي 15 ربيع الأول سنة 322 هـ توفى أبو محمد عبيد الله المهدي فأخفى ولده أبو القاسم خبر موته سنة كاملة كيلا يختلف الناس عليه.

ثورة أبي اليزيد:

ثورة أبي اليزيد ضد القائم بأمر الله أبو القاسم محمد: حيرته هذه الثورة فترك شؤون مصر بعض الوقت لأنها تقاربت في الحدوث مع بعض الانتفاضات الأخرى مثل عصيان ابن طالوت القرشي بطرابلس ،وتمرد المغرب والإخشيد وغيرهم ، فأثار أبو اليزيد سخط الخليفة الفاطمي سنة 333 هـ بتوزر وتقدم منها إلى المهدية وبعد أن لحقه مدد زيرى بن مناد الصنهاجي, وكان ابنه أيوب بمدينة باحة يجمع الناس ويشحذ همهم لمساعدته على فتح المهدية ومر عليه علي بن حمدون الذي جاء بجيوش زواوة وكتامة لينجد القائم بالمهدية فحاربه أيوب وهزمه وسقط به جواده فهلك ثم بعد ذلك لقي من كان معه نفس المصير ،وكان نفوذ أبي اليزيد قد تقلص عن القيروان.

ولما تولى إسماعيل المنصور الخلافة كانت الثورة مشتعلة في بلاد المغرب الإسلامي فحارب أبي اليزيد وأخرجه من افريقية (تونس) فتقهقر إلى الجزائر واستمر المنصور في مطاردته فمر على "نقاوس" و"طبنة" ووخيم بها لعدة أيام ليتفقد أحوال الناس والجند ،ثم رحل عنها إلى "بسكرة" وفي هذه الأثناء قد ساءت سيرة أبا اليزيد وأعطى كل الحرية لجيوشه فارتكبت أبشع الفظائع من سلب ونهب واعتداء على الحرمات والقيام ببقر البطون وغيرها من الأعمال الشنيعة والموبقات مما أبعد عنه الناس ونفرهم منة , وأثناء إقامة المنصور بمقرة والتقائه بزيري بن مناد ،وابن سعد" أهدى لهما بعض التحف والأموال والكسوة الفاخرة فجذبهما إليه" ليدعمانه في حربه علي أبي اليزيد . ونتيجة لذلك استعدا فعلا لمناصرته في كل مواقفه ،وحشدا له من صنهاجة وعجيسة كل ما قدرا عليه من حشد . ثم انتقل المنصور من مقرة إلى المسيلة(رابح بونار,ص.168-172).

وفي اليوم الأول من شوال عام 334 من السنة الهجرية جاء إسماعيل المنصور إلي المسيلة وهناك اعترض سبيله أبا اليزيد الذي التجأ بعد عدة معارك إلى جبال كيانة ونزل المنصور بالمسيلة ووجه مواليه إلى مدينة سطيف وميلة لاستنفار الناس هناك, وانحصر أبو اليزيد بالجبل المذكور وتحصن به .

القضاء علي أبي اليزيد

وفي اليوم الأول من شهر رمضان زحف المنصور على الجبل فحاصر خصمه العنيد وأتباعه ودارت بين الطرفين ووقعت بينهما حروبا ضارية دامت إلى شهر محرم سنة 336 هـ وعلي إثرها استطاع أن يأسر أبي اليزيد فأمر المنصور بالاعتناء به و بمداواته والإحسان إليه ولكنه توفى بفعل بعض الجروح التي أثخنت جسده في آخر محرم ،فأمر المنصور هذه المرة مساعديه بسلخ جثته وحشو جلده قطنا ،وفي رواية أخرى تبنا أو"نخالة " ،ثم أمرهم أن يطوفوا به في طول البلاد وعرضها علي الملأ أمام الناس من أجل أن يكون عبرة لمن تسول له نفسه القيام بمثل هذا العصيان مستقبلا (رابح بونار, ص.172). وقال ابن المقريزي فيما يتعلق بهذه الحوادث التاريخية التي ترتبط خيوطها بمدينة المسيلة "فاحرق أصحاب المنصور أشجار الجبل حتى لا يهرب ...فصار الليل كالنهار وفي آخر الليل خرجوا وهم يحملونه على أيديهم ...وفي الغد اخذ إلى المنصور فلما رآه سجد إلى الله ". ويقول الدكتور إبراهيم حسن في كتابه تاريخ الدولة الفاطمية (ط2, القاهرة :1958, ص.126) أن هذه الثورة" قد خلفت شمال إفريقيا في حالة يرثى لها وعلى الرغم من شجاعة المنصور ومعرفته النادرة بأساليب الحرب لانطفأت معالم الدولة الفاطمية من شمال إفريقيا" ،ويعتبر المؤلف أن هذه الثورة كانت من أصعب الثورات التي أبتلى بها الفاطميون طيلة وجودهم وحكمهم بالمنطقة .

ولما عزم المعز لدين الله الفاطمي على الذهاب إلى مصر استدعى إليه جعفر ابن علي أمير المسيلة وقال له :"أريد استخلافك على المغرب" قال ابن خلدون:" دعاه إليه ليستخلفه فاستراب منه ذلك ولم يعره أي انتباه ولحق بمغراوة ...ثم استدعى المعز بعده يوسف بن زيري وقال له تأهب لخلافة المغرب ثم توجه المعز إلى مصر في شهر شوال سنة 361 هـ ،وترك له وصية جاء فيها :"إن نسيت ما وصيناك به فلا تنس ثلاثة أشياء : أولا :إياك أن ترفع الجباية عن أهل البادية ،ثانيا :إياك أن ترفع السيف عن البربر ، وثالثا : إياك أن تولي أحدا من إخوانك أو بني عمك...لأنهم يرون أنهم أحق بهذا الأمر منك ،و افعل مع أهل الحضر خيرا ثم تركه وذهب إلي حال سبيله.

وفي مثل هذه الظروف استطاع بلكين ابن زيري أن يستقل بحكم افريقية (تونس) ويشيد أركان مملكة كبيرة فيها وفي المغرب ونالت الجزائر في هذا العهد ما نالت تونس والمغرب الأقصى من راحة وأمن , باستثناء سنوات الثورات. وعاد إليها ما فقدته وعز عليها أيام الفتن السالفة, من الازدهار والرفاهية ونشطت حركتها التجارية مع السودان وغيرها الأمصار (توفيق المدني, ص .23) .

يعتبر اختيار الأمير بلكين بن زيري بمثابة تمتين للصلة بين الدولة الفاطمية وقبيلة ذات شوكة وعصبية قوية هي قبيلة صنهاجة البربرية التي أيدت الخلافة وشدت من أزرها وأخلصت لها في الولاء ,واستماتت في الدفاع عن كيانها أيام المحن والمخاطر .ومع تولي هذا الحاكم الصنهاجي حكم افريقية (تونس) استتبت الأمور له بعيد عن حكم المركز ودام له ذلك قرابة 180 سنة (أي من سنة 362 هـ إلى سنة 543 هـ) واستمر علي هذه الحال إلى أن انفصل المغرب الأوسط المتمثل في الجزائر تحت سلطة بن حماد سنة 404 هـ أما المغرب الأقصى فقد كانت تستوطنة قبيلة بل قل قبائل زناتة فكان هو الآخر منشقا عن الخلافة الفاطمية على الدوام وذلك لاعترافه بالسيادة الأموية ببلاد الأندلس.

قلعة بني حماد

وعندما وصل إلى الحكم أبو مناد باديس خلفا لأبيه المنصور فانه قد ترسم خطأ أهله وأسلافه من إعلان الولاء اللامتناه للفاطميين فصمم على تدعيم ملكه وتقوية سلطته التي واجهت ثورة قبائل زناتة بالجزائر،فداهمهم بجيش كثيف بمساعدة عمه حماد سنة 388 هـ الذي جعل له ما يفتحه من البلاد حلال له ,فخرج حماد إلى مكان الثورة فأخمدها ، ،وأنشأ على مقربة من مدينة المسيلة قلعة حصينة نسبت إليه وهي"قلعة بني حماد" حيث جعلها مقرا لحكومته وملكه الناشئ الذي أراد منذ البداية أن يستقل به ،ولكن ابن أخيه باديس ندم على ما تنازل عنه لعمه فكتب إليه يطلب منه أن يستقيل ويتخلى له عما حازه من الأراضي الشاسعة سنة 405 هـ ,فلم يمتثل عمه حماد لطلبه , وبذلك ساءت العلاقات بينهما , وقامت بينهما حروبا مبيدة ، ولولا وفاة ابن أخيه باديس سنة 406هـ المفاجئ لكان قد ظفر به بمدينة المسيلة ،وعلي اثر هذه الأحداث تم لحماد ما أراده فقد أسس دولته بالمغرب الأوسط (الجزائر). وانقسمت بعد ذلك الدولة الصنهاجية الزيرية إلى دولة شرقية (بالقيروان) ثم (المهدية) والى إمارة غربية قاعدتها (قلعة بني حماد ثم بجاية) .






قلعة بني حماد



وجاء في مؤلفات ابن خلدون وابن الأثير وغيرهما أن قلعة بني حماد قد بنيت سنة 398 هـ الموافق لسنة 1007 م -1008م (أما ياقوت في معجم البلدان فانه يرجع بناءها إلى سنة 370 هـ) .

قال ابن خلدون: "إن حماد اقتطع مماليك المغرب لنفسه ما بين جبل أوراس إلى تلمسان وملوية واكتظت عاصمتها بطلاب العلم من مختلف الجنسيات وحفظ أهلها كتاب الله وصحيح البخاري..."[1] .ولما توفى باديس كتم أهله الخبر واتفق الرأي على انتخاب المعز بن باديس الذي كفلته عمته أم ملال حتى كبر وذاعت شهرته . وفي عهده هاجر الأديب الجزائري ابن رشيق المسيلي[2] إلى القيروان سنة 406 هـ . وعندما تنكر المعز للشيعة وناصر أهل السنة ،وظهرت بوادر سياسته جلية اثر توليه للحكم سنة 435 هـ تحول من الدعوة إلى المذهب الفاطمي إلى الدعوة للعباسيين فصار يدعو للقائم العباسي سنة 439 هـ( أو سنة 440 هـ على رواية ابن الأثير

قبائل بني هلال و الدولة الزيرية والدولة الحمادية

،بلغ الخليفة الفاطمي نتائج سياسة المعز بن باديس وما فعله أهل السنة بأنصاره من الشيعة. وبعدما تحقق الخليفة من انحراف المعز السياسي ,و ثارت ثائرته فاستشار وزيره اليازورى0, فنصحه بإرسال أعراب بني هلال وبني سليم من جنوب مصر إلى شمال افريقيا كعملية تنكيل بالمعز بن باديس فقبل الخليفة المشورة فاستدعاهم من الصعيد المصري وأعطاهم المال وكل ما يحتاجون من عدة وعتاد ،ثم أذن لهم بالزحف على افريقية سنة 442 هـ وأوصاهم بالاتحاد وملكهم افريقية ، وكان عددهم بما فيهم النساء والأطفال يبلغ نحو 400 ألف نسمة (خلاصة تاريخ, تونس ,ص.94).

كانت قبائل بني هلال(3 )وبني سليم قبل استقرارها بالصعيد المصري تستوطن بوادي الحجاز ،وفي عهد الخلفاء الراشدين 11-40 هـ أخذت تتسرب إلى شرق النيل المصري ،ولما انتقلت الدولة الفاطمية إلى القاهرة سنة 362 هـ ورأت أضرارهم وشغبهم بمصر تضايقت منهم ورحلتهم إلى الصعيد المصري إلى أن أرسلتهم إلى افريقية وغيرها. كتب الوزير اليازوري إلى المعز بن باديس مهددا :" أما بعد ،فقد أرسلنا إليكم خيولا فحولا ،وحملنا عليها رجالا كهولا ،ليقضي الله أمرا مفعولا" . حقيقة إن الزحف الهلالي على بني حماد يعتبر حملة انتقام من الدولة الزيرية التي خرجت عن طاعة الخلافة الفاطمية ،وعندما تسرب بني هلال دون بني سليم إلى الجزائر عجز بنو حماد عن مقاومتهم فتخلوا لهم عن القلعة وأشير ،وتحصن الحماديون بمدينة بجاية. ثم بعد ذلك اخذ الهلاليون يستقرون ويتأقلمون بالمناطق التي وقعت في حوزتهم.

وعندما نعود إلى بداية الزحف نجد أن بني سليم قد مكثوا بتراب افريقية (تونس) وان بني هلال قد واصلوا الزحف على القطر الجزائري من جهات عديدة فاصطدموا بجيوش الناصر سنة 460 هـ فهزموها ثم زحفوا على منطقة الزاب واكتسحوا جميع بسائطه بقوة لا تقهر حتى وصلوا إلى ضواحي قلعة بني حماد فذعر الناصر منهم وبدأ الحماديون بعد ذلك في تأسيس مدينة بجاية سنة 460 هـ فرارا من بني هلال وهجماتهم المباغتة .

ثم شقت طوائف منه طريقها عبر الصحراء إلى أن اصطدمت بقبائل زناتة القوية فجرت بين الطرفين عدة معارك عنيفة انفتح الباب بعدها أمام بني هلال لتعريب شمال افريقيا بفضل بعثاتهم التي تمثلت مهمتها في تحفيظ القران الكريم وتعريب الألسنة ،وقد شبه المؤرخ التونسي الكعاك تشبيها غير صائب هجمات هؤلاء القبائل بحملات الو ندال على أوروبا وأفريقيا (موجز تاريخ الجزائر العام ,ص.20.) .

ولم يوجد أمام الدولة الزيرية والدولة الحمادية إلا مداراة هذه القبائل والاستعانة بطرقها العسكرية النشطة واستمر الحال على ما هو عليه من سيطرة القبائل الهلالية على الموقف إلى أن ظهرت الدولة الموحدية بالجزائر سنة 547 هـ واحتلت بجاية واصطدمت بالأعراب في نواحي سطيف وتغلبوا عليهم كما هزموهم في تونس سنة 555 هـ إلا أن عبد المؤمن مؤسس هذه الدولة الفتية كان رجلا محنكا ذا بعد نظر سياسي فاستطاع بحكمته أن يستغل طاقة الهلاليين الحربية ونجح في ذلك نجاحا باهرا ،وبذلك بسطت دولته سيطرتها على جميع أطراف المغرب العربي من طرابلس شرقا إلى سواحل الأطلس غربا وعلى كل الصحراء . وعندما سقطت هذه الدولة انقسم المغرب العربي ثانية ونشأت فيه دويلات متناحرة فيما بينها ، الدولة الحفصية في تونس والدولة الزيانية في تلمسان والدولة المرينية في المغرب الأقصى . ومن نتائج هذه الانقسامات والتشرذمات شهدت مدينة المسيلة عدة ثورات بمنطقة الحضنة ضد الدولة الحفصية بتونس.

ثورة بن عمارة

نذكر منها على سبيل المثال ثورة بن عمارة ثائر من أهل المسيلة الذين قد استقروا ببجاية. اسمه كان احمد بن مرزوق قال للناس انه واحد من أبناء الوافق الحفصي. أيده في ذلك بعض الناس فانضموا إليه وساعدوه في حروبه ضد إسحاق إبراهيم الأول ودخل الناس في طاعته ومكنوه من التغلب على السلطان فاحتل نواحي طرابلس وتونس وزحف على بجاية سنة 1283 وادخلها في حوزته واخذ البيعة لنفسه .وبعد مرور الوقت انكشفت حيله للناس وتحققوا من ذلك ثم نقضوا بيعته وقتلوه سنة 1384 (عبد الرحمان الجيلالي, ج ,2 ص ص. 18-19)

وخلاصة ما سبق أنه في سنة 1014 وقعت المسيلة تحت سلطة الحماديين الذين جعلوا القلعة بدوار المعاضيد عاصمة لهم وقد شهدت المدينة تدميرا آخر بعد تدمير أسياد الحضنة للمدينة التي خلف على أنقاضها "خرب التليس" هذا التدمير كان على يد بني هلال 1050 كما سبق وان بينا ، ثم أعيد وضع الأسس لبناء مدينة المسيلة بوصول ابن هيلول –محمد بن عبد الله المغربي الذي أطلق عليه اسم "أبو جملين" يروي عنه في بعض المراجع انه كان يحج كثيرا فقد حج إلى بيت الله الحرام حوالي (40) مرة إلى أن توقفا جمليه بمدينة المسيلة فبنى بها زاويته أقيمت خصيصا لتحفيظ وتلقين القران العظيم إلى جانب تدريس علوم الشريعة ،وبعد وفاته شيد على قبره مسجدا مازالت معالمه باقية حتى الآن متحدية كل عوامل التعرية .

أما العرب فقد اشتغلوا بالزراعة والبستنة في الأرض المحيطة بالمسجد التي سموها "الجعافرة" و"الكوش" الذي سكنته عائلات ولد القاضي حسب رواية المتصرف الإداري الفرنسي (بودوان/ص6).

دخول الأتراك

وعندما استولى الأتراك على بجاية في سنة 1500 م زحفوا فيها على المسيلة وبنو بها حامية عسكرية كانت ذات أهمية لا يستهان بها ثم تزاوجو مع بعض النساء من أهل المدينة وأقاموا في ثلاث أحياء من المدينة وهي رأس الحارة ،والشتاوة ،والجعافرة كل هذه الاحياء مازالت معالمها حتى الآن ومازال بعض سكانها يفتخرون قائلين أن نسبهم ينحدر من سلالات تركية .ولهم دراية حتي بالمدن التركية التي جاء منها أجدادهم .

حوالي سنة 1520 وكل عليها عبد العزيز بالنيابة بوعكاز شيخ العرب وشيخ قلعة بني عباس بمجانة فوضع يده على جميع أطراف الحضنة

وفي سنة 1824 ثار أهل بوسعادة على نظام الحكم التركي فأرسلت إليها حملتين لإخماد هذه الثورة ، الحملة الأولى اتجهت إليها من قسنطينة تحت قيادة محمد النعمان باي والأخرى من الجزائر تحت إمرة عمر آغا يشاغا الجزائر ،وعندما فشلت القوات التركية وخاب أمل قادتها لجأ عمر آغا إلى مدينة المسيلة وشرع في تطبيق نظام سري حيث قضي على النعمان باي الذي دفن بأرضية مدخل مسجد سيدي بوجملين (المرجع السابق).

مقاومة الاستعمار

تركزت المقاومة الجزائرية في البداية على محاولة وقف عمليات الاحتلال , وضمان بقاء الدولة الجزائرية . لكن معظم المحاولات كان مصيرها الفشل وذلك لاختلال توازن القوي لصالح المستعمر , وتشتت الانتفاضات الشعبية جغرافيا أمام الجيوش الفرنسية المنظمة التي تضاعفت إمداداتها . و استمر صمود الجزائريين علي امتداد فترة الغزو متمثلا في المقاومات الشعبية ومنها مقاومة منطقة الحضنة وتواصلت هذه المقاومة طيلة القرن التاسع عشر إلى بداية القرن العشرين . ومن اهم الانتفاضات المسلحة خلال هذه الفترة :

1- مقاومة الأمير عبد القادر والتي امتدت من 1832 الى 1847 وشملت كل من المدية وبسكرة ومليانة ومعسكر وتلمسان.الذي كان يهدف إلي تأسيس الدولة الجزائرية العصرية و وصل نفوذه إلي مدينة المسيلة.




2- مقاومة احمد باي من 1837 الى 1848 وشملت منطقة قسنطينة . قاد المقاومة من أجل بقاء الحكم التركي في الجزائر .

3- ثورة محمد بن عبد الله الملقب بومعزة , من 845 1الى 1847 بالشلف والحضنة والتيطري.

4- مقاومة الزعاطشة من 1848 الى 1849 بالزعاطشة ( بسكرة ) والاوراس. ومن اهم قادتها بوزيان ( بو عمار ) .

5- مقاومة الاغواط وتقرت من 1852 الى 1854 تحت قيادة الشريف محمد بن عبد الله بن سليمان.

6- ثورة القبائل من 1851 الى 1857 بقيادة لالة فاطمةنسومر والشريف بوبغلة.

7- ثورة اولاد سيدي الشيخ من 1864 الى 1880 بواحة البيض وجبل عمور ومنطقة التيطري , سور الغزلان وتيارت بقيادة سليمان بن حمزة , احمد بن حمزة , سي لتعلي.

8- ثورة المقراني من 1871 الى 1872 بكل من برج بوعريريج , مجانة , سطيف, تبزي وزو , دراع الميزان , باتنة, سور الغزلان, الحضنة.

9- مقاومة الشيخ بوعمامة وهو بن العربي بن تاج , المعروف ببو عمامة من 1881 إلى 1883 ,وشملت عين الصفراء, تيارت , سعيدة, عين صالح.

10- مقاومة التوارق من 1916 إلى 1919 بتاغيت, الهقار , جانت, ميزاب, ورقلة, بقيادة الشيخ أمود.

وبعد سنوات قليلة من هذه الأحداث سقطت أغلبية المناطق الجزائرية بيد المستعمرين الفرنسيين ،وعندما توغلت قوات الاحتلال الفرنسي إلى الداخل نجد أن أسرة المقراني قد قابلت ذلك بامتعاض شديد بسبب دخول عناصر أجنبية بمنطقة نفوذها وعلى وجه الخصوص تلك التي تنازعهم ،وبعد معاهدة التافنة سنة 1837 عين الأمير عبد القادر السيد عبد السلام المقراني خليفة على مجانة وبدافع الغيرة قام ابن عمه المقراني في صيف سنة 1838 بعرض خدماته على الجنرال الفرنسي (جالو) قائد منطقة قسنطينة ،وعلى اثر ذلك عين في 24 أكتوبر خليفة على مجانة التي كانت تمتد من منطقة فرجيوة إلى بسكرة ومعسكر والتيطري ولما استولى الفرنسيون على ارض عبد السلام وأتباعه وقطعت أوصال خلافة احمد المقراني الذي سحبت منه الحضنة عينت السلطات الفرنسية عليها بوضياف في سنة 1841 (مجلة الأصالة ، انظر كذلك rim/ l’histoire de l’insurrecetion de 1871).


مقاومة ضد الاستعمار





وفي سنة 1845 ألحقت منطقة جنوب الحضنة بدائرة بسكرة كما ضمت بوسعادة لدائرة سور الغزلان ، وفي سنة 1847 وضعت البويرة ومناطقها تحت إمرة ابن سالم خليفة الأمير عبد القادر سابقا ، وفي سنة 1859 أخذت من المقراني مساحة واسعة من الأرض التي منحتها الحكومة الفرنسية لبعض المستوطنين الذين أقاموا عليها مراكز استعمارية من ضمنها برج بوعريريج .وفي سنة 1864 مزقت ارض المقراني وقسمت إداريا إلى أربع قيادات عين عليها إخوته.

وحينما وقعت معركة "المرجّ "الزرقة" غرب مدينة سطيف في 29 جويلة 1840 وصل إلى المسيلة نبأ انتصار القوات الفرنسية انسحب الحاج مصطفى صهر الأمير عبد القادر إلى المسيلة التي بقي بها سنة بعد هذه المعركة ثم تركها متجها إلى الغرب ،وبذلك استسلمت المدينة في شهر جوان من سنة 1841 للجنرال Negrier الذي خيم بها لبعض الوقت (المرجع السابق).

وفي جوان سنة 1845 أتي إلى المسيلة الجنرال Bedeau قائد القطاع القسنطيني لتدعيم سلطة المقراني ،وفي شهر أوت من السنة الموالية أوكلت مهمة تنظيم إدارة الناحية إلى العقيد Eynard الذي دخل في خلاف واشتبك مع خليفة الحضنة سيدي احمد بن محمد المقراني ، وفي هذه الأثناء استطاع العقيد Carbuccia أن يجهض ثورة أولاد سحنون باستثناء تمرد أولاد ماضي سنة 1864 فقد عرفت المسيلة فترة سلام متواصلة حتى 1871 ،لكن هذا السلام كان بالدرجة الأولى ناتج عن تفشي المجاعات في أوساط القبائل العربية المحاذية لواد القصاب إلى جانب انتشار بعض الأوبئة والأمراض الفتاكة كمرض حمي التيفيس .

وبعد معركة واد بوعسكور في جوان سنة 1871 قام السعيد بن بوداود قائد الحضنة وعم بشاغا المقراني بتدعيم مركزه بمنطقة سيدي حملة فاستغل فرصة تذمر الأهالي من بعض العناصر الدخيلة بالمنطقة فأعطى الإشارة لإشعال شرارة انتفاضة عارمة لكنه انسحب صحبة نساء ولد المقراني إلى مدينة المسيلة واضطر بعد ذلك للخروج منها بعد وصول مدد الجنرال Cerez في شهر أوت من نفس السنة .



ثم استعاد السعيد بن أبو داود المسيلة ثم خرج منها ثانية تحت ضغط قوات الجنرال Sausaler الذي استطاع اختراق خطوط دفاع المدينة في 10 أكتوبر ،ثم التحق به بعد وقت قصير جنرال آخر اسمه Lacroix. وأخيرا لجأ السعيد بن أبو داود إلى التراجع والتحق بجبال المعاضد ,وكان هذا الحادث بمثابة نقطة النهاية لاحتواء الفرنسيين للانتفاضات الشعبية المتتالية ضد قوات الاحتلال بمنطقة الحضنة ، وفتح المجال بعد ذلك لفرنسا لتدعيم سيطرتها على مدينة المسيلة وما جاورها .










رد مع اقتباس