أختي الكريمة،
عِفّةُ النّفسِ لكِ خير اللّآلي
عسْجدٌ سِحْرُ بريقِه كالظِّلالِ..
يحجبُ حرَّ الميولِ لقبيحٍ..
يهْتِكُ لا محالة
صفْـوَ الجمالِ
العِفّةُ أيّتها الكريمة خالِصُ أفعالٍ وأقوالٍ سليمة
واتّزانُ نفْسٍ تترفّعُ عن كلِّ النّفوسِ اللّئيمة
فكوني على يقينٍ أنّه لا خلاصَ لكِ "بدُنيا الفناء" ولا نيْلَ لطيبِ الرّجاءْ
إلاّ إنِ ارتقَتْ مشاعِرُكِ لمقامِ الحياء
أختـــاه،
يامن بالإسلامِ أعزّكِ الله،
قد تنامينَ على حُلُمٍ تُبصِرينَ جماله بعُمقِّ
رغبتِكِ الأنثويّة
حلم تُزيّنه همَسات شيطانيّة، تُؤجّجُ عواطفكِ فتدفَعُ
-ما إن يبزغ نورُ الصّباح-
خطوكِ لدهاليزِ الخطيئةِ
ليُلمّ بكِ هوَسُ البقاءِ بين صهَدِ اللذّةِ وأنينِ الخجلِ والنّدم..
ولن ينفعكِ النّدمُُ إنْ باغتتْكِ
المنيّة
فلا تستهيني بعِفّتِك
ولا يغُرنّكِ عزْفُ الحياةِ وبَريقُها فالخلودُ ليسَ إلاّ لِمالكٍ أوجدنا فيها
سبحانه جلّت قُدرته
و
من قِصصِ العفافِ اخترتُ لكِ [عفاف امرأةٍ قُرشيّة]
كان عند بعض القُرشيّين امرأة عربيّةٌ دخلَ عليها خَصيٌّ لِزوجِها وهي واضعةٌ خِمارَها
تمتشِطُ شعرها،
"فحلَقَتْ شعرَها"،
وقالت: لا يَصحَبُني شَعْرٌ نظرَ إليهِ غيْرُ ذي محرمٍ مِنّي.
[م: أخبار النّساء/ الإمام أبي الفرج عبد الرّحمن ابن علي بن الجوزي. ص.143]
حقّا ما أعظم امرأة تخلّصت من شعرٍ يمثّل نصفَ جمالِها
تعفُّفا وما كان ظهورُه لِأجنبيٍّ عنها بسعْيٍ منها ..
فماذا عمّنْ تشقُّ الدّربَ وتُفيضُ العذْبَ متمرّدة على حيائِها؟
تقاذفُها أهْواءٌ تصْرِفُ أمْنَها..
ماذا عمّن تطرقُ أبوابَ هلاكِها؟
تأسِرُها نهْمةُ نفْسٍ نقيصةٍ..سَهِكةٍ روائِحُها!
أختــــاه،
عودي لدينِك، اعتصمي بعفافِكِ، بتوبةٍ نصوحٍ عودي إلى الله
وإن كانت لفظةُ العفافِ تتّسعُ لِمعانٍ كثيرة
فقد كان ما خلُصَ إليه فِكري البسيط
كلمة مُختصَرة صادقة نيِّرة،
بِزمنٍ نتوقُ فيهِ لِدَفْعِ حروفٍ خيِّرة
نسأل الله أن نكون ممّن يستمعونَ القولَ
فيتّبعونَ أحسنه
مِن صفْوِ قلَمي~