منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز بانوراما فلسطين
الموضوع: موضوع مميز بانوراما فلسطين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-08-07, 22:28   رقم المشاركة : 5953
معلومات العضو
BAROUD
سَفِيرُ الأَقْصَى
 
الصورة الرمزية BAROUD
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

البطل علي محفة الموت

توفي السلطان السعدى أبو محمد عبد الله الغالب بالله في سنة 981 هجرية = 1573م , وتولي أمر السعديين من بعده محمد المتوكل علي الله ابن السلطان السابق , وكان يضمر الشر لعميه مولاي عبد الملك أبي مروان , وأحمد المنصور, وتحالف السلطان الجديد مع الإسبان , فاتجها عمه مولاي عبد الملك إلي السلطان العثماني لدخول في طاعة العثمانيين , فوافق السلطان سليم الثاني علي هذا الأمر , وتم خلع السلطان الخائن المتوكل , فعبر هذا الخائن بحر الزقاق - مضيق جبل طارق - إلي إسبانيا , واستغاث بملكها فيليب الثاني , وتضرع إليه في معاونته ونصرته , لكن فيليب الثاني لم يسفعه إلي طلبه , - بسبب انشغال فيليب الثاني بأحداث أوروبا الغربية حيث ثورة الأراضي المنخفضة- .

فذهب إلي ملك البرتغال دون سبتيان , وتضرع إليه في معاونته , فوافق ملك البرتغال علي الفور , وكان شاب في الثالثة والعشرين من عمره , ربى في كنف اليسوعيين , وكان متعصبًا يضطرم بروح صليبية عميقة , وتملأ مخيلته سير الفروسية الصليبية , وكان جله أمانيه أن يشهر الحرب الصليبية مقدسة علي المغرب الإسلامي , فجمع هذا الملك المتعصب قوات هائلة من جميع أقطار أوروبا , بلغت خمسة وعشرين ومائة ألف مقاتل .

فجمع سلطان المغرب مولاي عبد الملك حوالي أربعين ألف مجاهد من العثمانيين والعرب , والتقى الجيشان , وكان الجيش الإسلامي بقيادة مولاي عبد الملك , وكان مريض , ومحمول علي محفة وسط الجيش , وكان معه والي الجزائر العثماني رمضان باشا , وقد طلب منه عدم خوض المعركة وهو مريض , فرفض هذا السلطان المجاهد أن يتخلف عن المعركة قائلاً : يا باشا متى كان المرض يثني المسلمين عن الجهاد في سبيل الله , ودفاع عن الإسلام .

انطلقت عشرات الطلقات النارية من الطرفين , إيذانا ببدء المعركة , فقام جيش العدو بهجوم قوى مع أول لحظات المعركة , وكان هجوم عنيفة , فقام السلطان برد الهجوم , وسار منطلقًا كالسهم شاهرًا سيفه , يمهد الطريق للقوته لخلخلت صفوف القوات الصليبية , ونجح الجيش الإسلامي في هذا , فتوقف الهجوم الأول للنصارى , وتراجعت القوات الصليبية بسبب الهجوم المضاد .

لكن السلطان غالبه المرض الذي سايره من مراكش , واشتد عليه من عنف القتال , فدخل خيمته وما هي إلا دقائق حتى فاضت روحه في ساحة الجهاد , وقد كان آخر ما تكلم به هو ثبات في المعركة , و حينما فاضت روحه واضع سبابته علي فمه مشيرًا أن يكتموا نباء موته حتى لا يتأثر الجنود بخبر موته , فلم يعلم أحد بموته إلا أخوه أحمد المنصور , ورمضان باشا , وحاجبه رضوان العلج , وقد صار حاجبه يقول للجند : السلطان يأمر فلانا أن يذهب إلي موضع كذا , وفلانا يلزم الراية , وفلانا يتقدم , وفلانا يتأخر .

وانتصرت القلة المؤمنة , وهزم الصليبيون , وقتل ملك البرتغال , وقتل الملك الخائن المتوكل , واستشهد مولاي عبد الملك كما ذكرنا , وسميت المعركة بمعركة الملوك الثلاثة , وكان من أمر هذه المعركة أن انقرضت الأسرة الحاكمة البرتغالية , ودخلت تحت التاج الإسباني .

{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ غڑ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ غڑ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }










رد مع اقتباس