منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - باب التوبة (1-4)
الموضوع: باب التوبة (1-4)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-06-26, 19:06   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


باب التوبة (4-4)


فذهب الناس يبشروننا فذهب قبل صاحبي مبشرون وركض رجل إلي فرسا وسعى ساع مِنْ أسلم قبلي وأوفى عَلَى الجبل فكان الصوت أسرع مِنْ الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته واللَّه ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت أتأمم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئوني بالتوبة ويقولون لي لتهنك توبة اللَّه عليك حتى دخلت المسجد فإذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم جالس حوله الناس فقام طلحة بن عبيد اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يهرول حتى صافحني وهنأني واللَّه ما قام رجل مِنْ المهاجرين غيره فكان كعب لا ينساها لطلحة.قال كعب: فلما سلمت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال وهو يبرق وجهه مِنْ السرور: (أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك)!

فقلت: أمِنْ عندك يا رَسُول اللَّهِ أم مِنْ عند اللَّه؟

قال: (لا بل مِنْ عند اللَّه عَزَّ وَجَلَّ) وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إذا سر استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك مِنْه.

فلما جلست بين يديه قلت: يا رَسُول اللَّهِ إن مِنْ توبتي أن أنخلع مِنْ مالي صدقة إِلَى اللَّه وإِلَى رسوله.

فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك) فقلت: إني أمسك سهمي الذي بخيبر وقلت: يا رَسُول اللَّهِ إن اللَّه تعالى إنما أنجاني بالصدق وإن مِنْ توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت فواللَّه ما علمت أحدا مِنْ المسلمين أبلاه اللَّه تعالى في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أحسن مما أبلاني اللَّه تعالى واللَّه ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إِلَى يومي هذا و إني لأرجو أن يحفظني اللَّه تعالى فيما بقي.

قال: فأنزل اللَّه تعالى (التوبة 117، 118، 119): {لقد تاب اللَّه عَلَى النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة} حتى بلغ {إنه بهم رؤوف رحيم وعَلَى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت} حتى بلغ: {اتقوا اللَّه وكونوا مع الصادقين} قال كعب: واللَّه ما أنعم اللَّه علي مِنْ نعمة قط بعد إذ هداني للإسلام أعظم في نفسي مِنْ صدقي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا إن اللَّه تعالى قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال لأحد فقال اللَّه تعالى (التوبة 95، 96): {سيحلفون باللَّه لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عَنْهم فأعرضوا عَنْهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عَنْهم فإن ترضوا عَنْهم فإن اللَّه لا يرضى عَنْ القوم الفاسقين}.

قال كعب: كنا خلفنا أيها الثلاثة عَنْ أمر أولئك الذين قبل مِنْهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أمرنا حتى قضى اللَّه تعالى فيه بذلك قال اللَّه تعالى: {وعَلَى الثلاثة الذين خلفوا} وليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفنا عَنْ الغزو وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه عمن حلف له واعتذر إليه فقبل مِنْه.

مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.

وفي رواية: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم خرج في غزوة تبوك يوم الخميس وكان يحب أن يخرج يوم الخميس.

وفي رواية: كان لا يقدم مِنْ سفر إلا نهارا في الضحى فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس فيه.

وعَنْ أبي نجيد بضم النون وفتح الجيم عمران بن الحصين الخزاعي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن امرأة مِنْ جهينة أتت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وهي حبلى مِنْ الزنا فقالت: يا رَسُول اللَّهِ أصبت حدا فأقمه علي.

فدعا نبي اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وليها فقال: (أحسن إليها فإذا وضعت فائتني) ففعل فأمر بها نبي اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فشدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها.

فقال له عمر: تصلي عليها يا رَسُول اللَّهِ وقد زنت؟

قال: (لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين مِنْ أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل مِنْ أن جادت بنفسها لله عَزَّ وَجَلَّ؟) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وعَنْ ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (لو أن لابن آدم واديا مِنْ ذهب أحب أن يكون له واديان ولن يملأ فاه إلا التراب ويتوب اللَّه عَلَى من تاب) مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.

وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (يضحك اللَّه سبحانه وتعالى إِلَى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة: يقاتل هذا في سبيل اللَّه فيقتل ثم يتوب اللَّه عَلَى القاتل فيسلم فيستشهد) مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.









رد مع اقتباس