منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-02-20, 05:37   رقم المشاركة : 194
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و الان مع استكمال موضوع



وفي الحديث فوائد كثيرة:

1- أن النار مخلوقة الآن، وكذلك الجنة

قال تعالى عن النار: ﴿ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران:131]

. وقال عن الجنة: ﴿ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران:133]

وفي حديث النهي عن الصلاة إذا قام قائم الظهيرة

عُلل ذلك بأن جهنم تسجر

أي: يوقد عليها إيقادًا بليغًا


شرح صحيح مسلم للنووي (6/ 356).

صحيح مسلم برقم 832.

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه

- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ"


صحيح البخاري برقم 3277

وصحيح مسلم برقم 1079.


وهذا دليل آخر على وجودها الآن.

2- أن في جهنم ألوانًا من العذاب

ففيها البرد الشديد والحر الشديد، قال تعالى:

﴿ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ * وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴾ [ص: 57، 58]

وقال تعالى: ﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا *

إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ﴾ [النبأ: 24، 25].

فالحميم الحار الذي قد انتهى حره

وأما الغساق: فهو البارد الذي لا يستطاع من برده

ولا يواجه من نتنه

روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري

- رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال

: "لَوْ أَنَّ دَلْوًا مِنْ غَسَّاقٍ يُهَرَاقُ فِي الدُّنْيَا

لَأَنْتَنَ أَهْلَ الدُّنْيَا"


(17/ 231) برقم 11230، وقال محققوه: حديث حسن لغيره.

3- شدة حر هذه النار

ولذلك أُذن لها بنفس الصيف والشتاء، قال تعالى:

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا

وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6].

أكثر المفسرين على أن المراد بالحجارة حجارة من الكبريت الأسود

توقد بها النار وفيها خمسة أشياء: سرعة الاتقاد

نتن الرائحة، كثرة الدخان

شدة الالتصاق بالأبدان، قوة حرها إذا حَمِيت


تفسير القرطبي رحمه الله (1/ 354).

روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"نَارُكُمْ هَذِهِ الَّتِي يُوقِدُ ابْنُ آدَمَ جُزْءٌ

مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ

قَالُوا: وَاللهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ:

"فَإِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا

كُلُّهَا مِثْلُ حَرِّهَا"


صحيح البخاري برقم 3265

وصحيح مسلم برقم 2843.


قال القرطبي رحمه الله:

"وبيان ذلك أنه لو جُمع حطب الدنيا فأوقد كله

حتى صار نارًا، لكان الجزء الواحد من أجزاء نار جهنم الذي

هو من سبعين جزءًا أشد من حر نار الدنيا

كما بينه في آخر الحديث قوله:

قالوا والله إن كانت كافية، أي نار الدنيا

فأجابهم النبي - صلى الله عليه وسلم -

بأنها فُضلت عليها بتسعة وستين ضعفًا"


التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ص343.

4- قدرة الله العظيمة

أن جعل في النار من ألوان العذاب ما لا يصدقه إلا المؤمنون به

العارفون عظيم قدرته

ففيها الحر الشديد، وكذلك البرد الشديد

وفيها الحيَّات، والعقارب، وأنواع الحشرات المؤذية


وردت بذلك أحاديث وآثار حسنها بعض أهل العلم.

انظر: السلسلة الصحيحة برقم 3429

والتخويف من النار لابن رجب الحنبلي رحمه الله ص288-289.


كما أن فيها شجرة الزقوم التي جعلها الله فتنة للظالمين

قال تعالى: ﴿ إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ *

كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ﴾ [الدخان: 43 - 46]

وقال تعالى: ﴿ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ﴾ [الصافات: 64].

فهنيئًا لعبد عرف عظمة ربه فآمن به

وسلم له أمره، وقدَّره حق قدره.

5- أن على المؤمن أن يستعيذ بالله من النار

وأن يسعى لفكاك نفسه منها


وكان النبي - صلى الله عليه وسلم -

كثيرًا ما يستعيذ من النار ويأمر بذلك في الصلاة وغيرها

فقد روى مسلم في صحيحه

من حديث أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه -

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه

: "تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ"

قَالوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ


برقم 2867.

قال أنس- رضي الله عنه - كما في الصحيحين:

كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -:

"رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً

وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"


صحيح البخاري برقم 6389

وصحيح مسلم برقم 2690.


وروى مسلم في صحيحه

من حديث عدي بن حاتم - رضي الله عنه -

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ

فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّم

وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ

وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ

فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ"


برقم 1016.

والحمد لله رب العالمين

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر