منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-11-12, 04:30   رقم المشاركة : 99
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ينبغي للمسلم أن يرجو ويسعى بالدعاء والعمل الصالح

في الدنيا لينال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة .

وقد قال أبو هريرة للنبي صل الله عليه وسلم :

(أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ :

"لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ" خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِه)


رواه البخاري ( 97 ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى

تعليقا على هذا الحديث :

" فَتِلْكَ " الشَّفَاعَةُ " هِيَ لِأَهْلِ الْإِخْلَاصِ بِإِذْنِ اللَّهِ

لَيْسَتْ لِمَنْ أَشْرَكَ بِاَللَّهِ ، وَلَا تَكُونُ إلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ.

وَحَقِيقَتُهُ : أَنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي يَتَفَضَّلُ عَلَى أَهْلِ الْإِخْلَاصِ

وَالتَّوْحِيدِ فَيَغْفِرُ لَهُمْ بِوَاسِطَةِ دُعَاءِ الشَّافِعِ

الَّذِي أَذِنَ لَهُ أَنْ يَشْفَعَ لِيُكْرِمَهُ بِذَلِكَ

وَيَنَالَ بِهِ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ والآخرون

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

كَمَا كَانَ فِي الدُّنْيَا يَسْتَسْقِي لَهُمْ ، وَيَدْعُو لَهُمْ

وَتِلْكَ شَفَاعَةٌ مِنْهُ لَهُمْ

فَكَانَ اللَّهُ يُجِيبُ دُعَاءَهُ وَشَفَاعَتَهُ" انتهى .

وقد جاءت السنة بالترغيب

في طلب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم

في الآخرة بالعمل الصالح في الدنيا .


فروى البخاري (614)

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

( مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ

وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ

وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ

حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ


شروط هذه الشفاعة :

دلت الأدلة على أن الشفاعة في الآخرة لا تقع إلا بشروط هي :

1) رضا الله عن المشفوع له

لقول تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) الأنبياء/ 28

وهذا يستلزم أن يكون المشفوع له من أهل التوحيد

لأن الله لا يرضى عن المشركين.


وفي صحيح البخاري ( 97 )

عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ

قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ

أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ

أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ

مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِه "ِ

2) إذن الله للشافع أن يشفع

لقوله تعالى : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) البقرة/255 .

3) رضا الله عن الشافع

لقوله تعالى: (إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) النجم/26.

كما بَيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن اللعانين

لا يكونون شفعاء يوم القيامة


كما روى مسلم في صحيحه ( 4703 )

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ

: " إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَة "ِ.


الخلاصة

معاني الشفاعة الشرعية متقاربة مع معانيها اللغوية

وذلك لأن الشفاعة في اللغة يراد بها معانيها اللغوية

من انضمام شيء إلى شيء آخر, وزيادته في شيء مخصوص

وأما في الشرع فهي التي يراد بها معناها الواضح

الذي ورد به الشرع، مخبراً عنه ومبيناً أمره

مما يحصل في الدار الآخرة

وهي: طلب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم – أو غيره –

من الله في الدار الآخرة حصول منفعة لأحد من الخلق.

في تخفيف العذاب عن أبي طالب

وشفاعة الشفعاء في رفع الدرجات في الجنة

وكذا الشفاعة في إخراج قوم من النار, وإدخالهم الجنة.


::الحياة الآخرة لغالب عواجي-1/283

و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر