اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الفتن: جمع فتنة,
وهي الابتلاء والامتحان والاختبار,
ثم كثر استعمالها فيما أخرجه الاختبار للمكروه,
ثم أطلقت على كل مكروه أو آيل إليه
انظر: ((لسان العرب)) (13/317) مادة (فتن).
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
أن من أشراط الساعة ظهور الفتن العظيمة
التي يلتبس فيها الحق بالباطل فتزلزل الإيمان
و علمنا إن للفتن أخلاقا يجب التحلي بها
حتى لا تؤثر تلك الفتن سلبا على الإنسان
أو يكون هو بنفسه يؤثر سلبا على جماعة المسلمين
فمن تلك الأخلاق :
نحتاج إلى الصبر كثيراً ، وخصوصاً عند الفتن .
يقول الله تعالى وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)
أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
سورة البقرة
وعن أبي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ :
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ الصَّبْرُ فِيهِ مِثْلُ
قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ
قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ قَالَ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ .
" أخرجه أبوداود (4341 ) وابن ماجه ( 4014 )
وصححه الألباني في الصحيحة ( 494 ) بشواهده .
وبالصبر يظهر الفرق بين ذوي العزائم والهمم
وبين ذوي الجبن والضعف
ولذلك وَعَى السلف الصالح أهمية الصبر عند وقوع الفتن
والحوادث وإليك نماذج مْن سيرتهم .
-لما كان الصحابة رضي الله عنهم يعذبون ويفُتنون في صدر الإسلام
بمكة كان يمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم ويذكرهم بالصبر
ومنهم آل ياسر فإذا مر بهم قال :
صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة .
صححه الألباني في تخريج فقه السيرة ص 103 .
- عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ
مَا نَلْقَى مِنْ الْحَجَّاجِ فَقَالَ اصْبِرُوا فَإِنَّهُ لا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ
إِلا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ
سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
رواه البخاري (7068)
قَالَ الْمُسْتَوْرِدُ الْقُرَشِيُّ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
: " تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ .
" فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : أَبْصِرْ مَا تَقُولُ .
قَالَ : أَقُولُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
. قَالَ : لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ ؛ إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَالا أَرْبَعًا :
إِنَّهُمْ لَأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ وَأَسْرَعُهُمْ إِفَاقَةً بَعْدَ مُصِيبَةٍ
وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ وَخَيْرُهُمْ لِمِسْكِينٍ وَيَتِيمٍ وَضَعِيفٍ
وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ الْمُلُوكِ .
أخرجه مسلم ( 2889
[COLOR="Red"]الخلاصة [/COLOR
قال النعمان بن بشير
" إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتن
فأعدوا للبلاء صبراً "
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر