منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أسماء الله الحسنى وصفاته
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-03-25, 15:08   رقم المشاركة : 159
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

حكم التسمي باسم عبد المعز ؟

السؤال

هل اسم " المعز "

يصح أن يكون من أسماء الله الحسنى

وهل يجوز التسمي باسم : " عبد المعز " ؟


الجواب

الحمد لله

اختلف أهل العلم في اسم " المعز " إن كان من أسماء الله الحسنى

على قولين :

القول الأول : أن اسم " المعز " من أسماء الله عز وجل

وقد ورد هذا الاسم في جمع أسماء الله الحسنى الذي قام به كل من : الخطابي ، والحليمي ، والبيهقي ، وابن العربي ، والقرطبي ، وابن القيم ، والشرباصي ، وغيرهم .

هكذا قال الدكتور محمد خليفة التميمي في كتابه القيِّم "

معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى " (ص/215)

واستدلوا عليه بدليلين :

الدليل الأول

: أنه اسم مشتق من قوله تعالى : ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) آل عمران/26.

الدليل الثاني :

بعض روايات حديث أبي هريرة رضي الله عنه المشهور : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ )

رواه البخاري (2736) ومسلم (2677)

فهذا القدر من الحديث متفق على صحته ، أخرجه الشيخان

غير أن الحديث جاء من طرق أخرى عند أصحاب السنن والمسانيد ، وهذه الطرق تشتمل على سرد لأسماء الله الحسنى التسعة والتسعين ، وبينها اختلاف كثير في السرد تبعا لاختلاف الرواة

وقد ورد اسم " المعز ، المذل " في طريق الوليد بن مسلم ، حدثنا شعيب بن أبي حمزة ، عن الأعرج

عن أبي هريرة . كما عند الترمذي في " الجامع " (رقم/3507) وغيره .

كما ورد هذا الاسم أيضا في طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني

حدثنا أبو المنذر زهير بن محمد التميمي ، قال : حدثنا موسى بن عقبة ، قال : حدثني عبد الرحمن الأعرج

عن أبي هريرة .

أخرج هذه الطريق الإمام ابن ماجه في سننه (رقم/3957)

ولكنها أسانيد ضعيفة

فيها علل عدة يطول الكلام عليها

ولكن خلاصتها ما قاله الإمام الترمذي رحمه الله :

" ليس له إسناد صحيح ".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"وَقَدْ اتَّفَقَ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ عَلَى أَنَّ هَاتَيْنِ الرِّوَايَتَيْنِ لَيْسَتَا مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا كُلٌّ مِنْهُمَا مِنْ كَلَامِ بَعْضِ السَّلَفِ .. "

انتهى من "مجموع الفتاوى" (6/380) .

القول الثاني :

أن " المعز " ليس من أسماء الله تعالى ، وإنما هو من صفاته وأفعاله عز وجل ، أنه يعز من يشاء ويذل من يشاء ، أما أن يكون ذلك اسما : فلا .

ولذلك لم يذكر هذا الاسم في جمع كثير من العلماء لأسماء الله الحسنى

مثل جمع : جعفر الصادق (148هـ)

المذكور في " فتح الباري " (11/217)

وجمع أبي زيد اللغوي الذي أقره عليه سفيان بن عيينة كما في " فتح الباري " أيضا (11/217)

وجمع ابن منده في كتاب " التوحيد "

وابن حزم في " المحلى " (8/31)

وقوام السنة الأصبهاني في " الحجة " (1/114)

وابن الوزير في " إيثار الحق " (ص/171)

وابن حجر في " فتح الباري " (11/219)

والسعدي في " تيسير الكريم الرحمن " (6/298)

والشيخ ابن عثيمين في " القواعد المثلى "

ومحمد الحمود في " النهج الأسمى "، وغيرهم .

والذي يظهر ، والله أعلم ، أنه لا بأس بالتسمي بـ"عبد المعز"

خاصة فيما كان واقعا من الأسماء قبل ذلك ، وإن كان الأفضل أن يكون التعبيد للأسماء التي لا خلاف في أنها من أسماء الله الحسنى .

ولعل اشتهار التسمي باسم " عبد المعز " في رواة الحديث والآثار ، وحملة العلم ونقلة الأخبار

وكثرة التسمي به بين العلماء والصالحين والأمراء والولاة عبر التاريخ الإسلامي

مع وروده في إحصاء "الوليد بن مسلم" المشهور ، واعتماد غير واحد من أهل العلم له

لعل كل ذلك مما يقوي ما رجحناه من جواز التسمي به ، وعدم تخطئته

فإن المراد بذلك هو التعبيد لله عز وجل .

وإن كنا قد نتردد في الجزم بكون " المعز المذل " من أسماء الله الحسنى

لضعف الجزم بدلالة هذا الاسم على الكمال المطلق .

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد