منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الولاء والبراء .. العقيدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-07-26, 17:02   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم محبة غير المسلمين

السؤال

عندي عدة أسئلة تتعلق بموضوع معيّن وهو: التعامل مع غير المسلمين ومحبتهم .

أولاً، إذا كان التالي محرّماً: 1) مصادقة غير المسلمين 2) محبة غير المسلمين 3) ما شابه ذلك ، من أمور تُعنى بالعلاقات مع غير المسلمين . فكيف 1) للمسلم أن يساعد غير المسلمين كي يدخلوا إلى الإسلام ؟

ولا تذكروا الحجة التي تقول : إذا كانت مساعدة غير المسلمين تأليفاً للقلوب ودعوة إلى الإسلام ، لأنني أتعجب من أنه كيف يمكن دعوتهم إلى الإسلام عند تصنّع مصادقتهم ، وعدم الصدق في الصداقة؟

ولذا أرجو ألا تذكروا هذا الأمر كجزء من الإجابة

. 2) زواج المسلم من امرأة غير مسلمة .

والسؤال هنا : أليس الإسلام دين المحبة ، والسلام ، فكيف يحرم محبة غير المسلمين ، ومعاملة غير المسلمين كالمسلمين ؟

عندي الكثير من الأسئلة ، ولكني أشعر بأن نوعية الأسئلة التي أود السؤال عنها حرام ، ولذا فسوف أُغلق فمي عنها، ولكن أرجوكم أجيبوني بأدق العبارات وأشملها ، قد أبدو ساذجة لسؤالي هذه الأسئلة

ولكني أحاول أن أتعلم عني ديني أكثر فأكثر.


الجواب :


الحمد لله

أولا:

على المسلم أن يسلك السبل التي تزيد من قوة وإيمانه وتثبته في قلبه

وإذا كان القلب تراوده شكوك وإشكاليات تعيق فهم أوامر الشرع ولا يمكن إزالتها إلا بالسؤال

ففي هذه الحالة يجب السؤال لأن القاعدة الشرعية تقول: "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"

والله تعالى أمر بسؤال أهل العلم.

قال الله تعالى: ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) النحل (43).

فسؤال المسلم لأهل العلم لإزالة شكوك قلبه ووساوسها هو أمر محمود، وإنما يذم السؤال إذا كان لمجرد التعنت أو لإثارة الشبهات وصرف وجوه الناس إليه .

قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى:

" فمن سأل مستفهما راغبا في العلم، ونفي الجهل عن نفسه، باحثا عن معنى يجب الوقوف في الديانة عليه، فلا بأس به، فشفاء العي السؤال.

ومن سأل معنتا غير متفقه ولا متعلم، فهذا لا يحل قليل سؤاله ولا كثيره "

انتهى." التمهيد" (21 / 292).

فلهذا ندعوك ، أيتها الأخت الكريمة ، ألا تترددي في السؤال لفهم ما يشكل عليك فهمه من أمور الشرع.

وفقنا الله وإياك إلى الحق وثبتنا عليه .

ثانيا:

أمرنا الله تعالى بالبراءة من الكفر وأهله :

قال الله تعالى: ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) الممتحنة (4).

وقال الله تعالى: ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) المجادلة (22).

وقال الله تعالى: ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) المائدة (51).

وأمر أيضا بموالاة الإيمان وأهله :

قال تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) آل عمران/ 103 .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ: أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ ) رواه أحمد (18524) وحسنه محققو المسند ، وكذا حسنه الألباني في "صحيح الترغيب" (3030) .

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ " ..

رواه البخاري (16) ومسلم (43) .

ثالثا :

ما سبق تقريره لا يمنع أن يكون بين المسلم وبين معينٍ من الكفار محبة فطرية لسبب ما ، إما لقرابة أو نسب ، أو مصاهرة ، أو صلة وإحسان ... أو نحو ذلك ، مع بقاء البراءة من دينه ، والمعاداة له فيه .

فقد أثبت الله تعالى حبَّ النبي صلى الله عليه وسلم لعمِّه أبي طالب مع كفره ، قال تعالى (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت) القصص/56 . ، وقد كانت تلك المحبة محبة طبيعية لقرابته .

وأجاز الله نكاح الكتابية ، مع أن النكاح ينبت المحبة بين الزوجين ؛ كما قال تعالى ( خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) الروم/ 21 .

وهذه المحبة هي المحبة الطبيعية الغريزية ، كمحبة الطعام والشراب والملبس ونحوه ، ولا يمتنع أن تجتمع العداوة الدينية ، مع المحبة الطبيعية ؛ لأن مورد الأمرين مختلف .

ومثل ذلك الدواء ، فإن الدواء يجتمع فيه الحب والبغض، فهو محبوب من وجه مبغوض من وجه آخر .









رد مع اقتباس