منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الشرك وأنواعه
الموضوع: الشرك وأنواعه
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-07-25, 16:51   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ومنها ما أخرجه أبو داود في "سننه" (3920)

من حديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ: ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَتَطَيَّرُ مِنْ شَيْءٍ ، وَكَانَ إِذَا بَعَثَ عَامِلًا سَأَلَ عَنِ اسْمِهِ ، فَإِذَا أَعْجَبَهُ اسْمُهُ فَرِحَ بِهِ ، وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ،

وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهُ رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ، وَإِذَا دَخَلَ قَرْيَةً سَأَلَ عَنِ اسْمِهَا ، فَإِنْ أَعْجَبَهُ اسْمُهَا فَرِحَ وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ، وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهَا : رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ) .

والحديث صححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (762) .

قال ابن الملك في "شرح المصابيح" (5/122)

في شرحه لهذا الحديث :" فالسنَّةُ أن يختارَ الإنسانُ لولدهِ وخادمهِ الأسماءَ الحسنةَ ، فإنَّ الأسماءَ المكروهةَ قد تُوافِقُ القَدَر

مثلاً لو سَمَّى أحد ابنه بِـ ( خَسَارٍ) فربما جرى قضاءُ الله بأنْ يَلْحَقَ بذلك المسمَّى به خَسَار ، فيعتقِدُ بعضُ النَّاس أن ذلك بسببِ اسمه فيتشاءمون به ، ويحتَرِزون عن مجالسته ومواصَلَتِه ". انتهى

ومنها ما أخرجه أبو داود في "سننه" (3924)

من حديث أنس بنِ مالكٍ ، قال:" قال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ ، إنَّا كُنَّا في دارٍ ، كثيرٌ فيها عَدَدُنا ، وكثيرُ فيها أموالُنا ، فتحوَّلنا إلى دارٍ أخرى ، فقلَّ فيها عَدَدُنَا ، وقَلَّت فيها أموالُنا ، فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - : ( ذَرُوها ذَمِيمَةً ) .

والحديث حسنه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (790) .

قال الخطابي في "معالم السنن" (4/237)

:" قد يحتمل أن يكون إنما أمرهم بتركها والتحول عنها: إبطالاً لما وقع في نفوسهم من أن المكروه إنما أصابهم بسبب الدار وسكناها ، فإذا تحولوا عنها انقطعت مادة ذلك الوهم ، وزال ما كان خامرهم من الشبهة فيها . والله أعلم ". انتهى

وقال ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" (9/437) :

" وليس في قوله عليه السلام: ( دعوها ذميمة ) أمر منه بالتطير ، وكيف وقد قال: لا طيرة؟ وإنما أمرهم بالتحول عنها لما قد جعل الله في غرائز الناس من استثقال ما نالهم فيه الشر ، وإن كان لا سبب له في ذلك ، وحب من جرى لهم الخير على يديه وإن لم يردهم به

وكان النبي عليه السلام يستحب الاسم الحسن والفأل الصالح ، وقد جعل الله في فطرة الناس محبة الكلمة الطيبة والفأل الصالح والأنس به ، كما جعل فيهم الارتياح للبشرى والمنظر الأنيق .

وقد يمر الرجل بالماء الصافي فيعجبه وهو لا يشربه ، وبالروضة المنورة فتسره ، وهي لا تنفعه ، وفى بعض الحديث ( أن الرسول عليه السلام كان يعجبه الأترج ، ويعجبه الفاغية ، وهي نور الحناء ) .

وهذا مثل إعجابه بالاسم الحسن والفأل الحسن ، وعلى حسب هذا كانت كراهيته الاسم القبيح كبني النار وبني حزن وشبهه ". انتهى

رابعا :

أنه لا يلزم من كون أن الله تعالى خلق المكروه يوم الثلاثاء ، أن يقع المكروه في هذا اليوم

قال محمد بن خلفة الأُبي في "إكمال إكمال المعلم" (7/193) :" المراد بالمكروه المؤلم ، ولا يلزم من خلقه فيه : اختصاص وقوعه به ". انتهى .

وهذا أمر مجرب معروف ، فما زال المحبوب والمكروه ، يقع للناس في كل يوم من أيامهم ، لا اختصاص لشيء من ذلك بيوم ، دون يوم ؛ ففي كل يوم من أيام الله : خفض ، ورفع ، وعطاء ومنع

وحياة وموت ؛ فسبحان من بيده ملكوت كل شيء ، ومن يدبر الأمر كله ، كل يوم هو في شأن ؛ قال أبو الدرداء : «يَغْفِرُ ذَنْبًا، وَيَكْشِفُ كَرْبًا، وَيَرْفَعُ قَوْمًا، وَيَضَعُ آخَرِينَ» !!

وقد حدثت أمور عظيمة في يوم الثلاثاء ، ومنها ما يلي :

بويع أبو بكر الصديق بالخلافة يوم الثلاثاء .

قال خليفة بن خياط في "تاريخه" (ص100) :

" وَفِي سنة إِحْدَى عشرَة بُويِعَ أَبُو بَكْر بيعَة الْعَامَّة يَوْم الثُّلَاثَاء من غَد وَفَاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". انتهى

وبويع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالخلافة يوم الثلاثاء .

قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (7/31)

في حوادث سنة ثلاث عشرة من الهجرة قال :" وَفِيهَا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ ".

وفتحت عمورية يوم الثلاثاء .

قال خليفة بن خياط في "تاريخه" (ص477) :" وَسَار أَمِير الْمُؤمنِينَ فَنزل عَلَى عمورية ووافاه الأفشين فافتتحها أَمِير الْمُؤمنِينَ عَنوة يَوْم الثُّلَاثَاء لثلاث عشرَة بقيت من شهر رَمَضَان ". انتهى

ووقوع هذه الحوادث المباركة لا يدل على فضل يوم الثلاثاء ، كما أن خلق الله للمكروه يوم الثلاثاء لا يدل على ترك العمل فيه ، فلا علاقة له بأقدار الله عز وجل فعلا أو تركا .

وختاما :

فإن التطير منهي عنه ، ولا علاقة للمخلوقات والأيام بأقدار الله عز وجل ، فعلى العبد أن يجعل تعلقه بالله وحده ، ويتوكل عليه فهو حسبه جل في علاه .

والله أعلم









رد مع اقتباس