منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - شرح كتاب التوحيد : باب ما جاء في النّشرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-10-12, 17:46   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبوإبراهيــم
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الشيخ: لما ذكر السحر وأنه محرم، وأنه لا يُتوصل إليه إلا بالشياطين، وأن الساحر يجب قتله، ذكر هذا الباب في النشرة، والنشرة: حل السحر عن المسحور، فإذا وقع السحر كيف الحيلة؟ فالحيلة هي التَّنشير عنه، يعني: حلّ السحر بما شرع الله من الدَّعوات والأدوية المباحة، يحل السحر لا بالشرك والسحر مثله؛ ولهذا لما سُئل الرسول عن النشرة قال:*هي من عمل الشيطان، لما سُئل عنها قال:*هي من عمل الشيطان؛ لأنها حلٌّ بالسحر فلا تجوز، أما حلّ السحر بالأدوية المباحة والآيات القرآنية والتَّعوذات الشرعية مثلما قال ابنُ القيم هذا لا بأس به.
ولحديثٍ رواه أحمد وأبو داود بإسنادٍ جيدٍ: أن النبي سُئل عن النّشرة فقال:*هي من عمل الشيطان، وذلك ما يكون من طريق الشياطين وسؤالهم والاستعانة بهم، هذه هي النشرة المحرمة، أما النشرة المباحة مثلما قال سعيد بن المسيب: ما يُراد به الإصلاح، يحل عنه وينشر عنه بالأشياء الطيبة التي يُراد بها الإصلاح، وليس فيها دعوة للجن، ولا تعلق بالجن، فيجب حمل كلام ابن المسيب على هذا، يجب حمل كلام سعيد بن المسيب على النشرة الشرعية، فلا يُحمل كلامه على ما حرَّم الله مثلما قال الحسن البصري رحمه الله: "لا يحل السحر إلا ساحر"، التقرب إلى الجن، ودعاء الجن، والاستغاثة بالجن هذا هو الشرك الأكبر.
أما ما قاله ابنُ القيم رحمه الله من تقسيم النّشرة إلى نوعين:
أحدهما: أن تُحل بسحرٍ مثله، هذا من عمل الشياطين، وهذا هو الذي أنكره الله، وبيَّن الرسولُ ﷺ أنه من عمل الشيطان.
الثاني: حلّ السحر بالتَّعوذات وقراءة القرآن الكريم والأدوية المباحة، هذا كله لا بأس به، وهو الحل الشرعي، وقد أخبر النبيُّ ﷺ أنَّ سورتي المعوذتين من أعظم العلاج للسحر، مع*قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ*[الإخلاص]، فهذه السور الثلاث من أعظم أسباب الشِّفاء إذا قُرئت على المسحور، أو قرأها في كفيه ومسح بها وجهه وصدره ورأسه ثلاث مرات عدة ليالٍ يزول ما يجد من ذلك، وهكذا التَّعوذ بكلمات الله التَّامات من شرِّ ما خلق صباحًا ومساءً ثلاث مرات من أسباب العافية من كل سوءٍ، وهكذا "بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" ثلاث مرات صباحًا ومساءً من أسباب العافية من كل سوءٍ.
فالوصية لمن أحسَّ بشيءٍ، أو ظنَّ أنَّ به شيئًا من هذا أن يتعوذ بـ*قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ*[الإخلاص] والمعوذتين، يقرأ في كفَّيه ثلاث مرات عند النوم، ويمسح على وجهه وصدره ورأسه ثلاث مرات عدة ليالٍ ويزول هذا، كذلك آية الكرسي عند النوم من أسباب العافية، وقراءة الفاتحة والنَّفث بها كل هذا من الأسباب، كذلك التَّعوذ بكلمات الله التَّامات من شرِّ ما خلق، "أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطانٍ وهامةٍ، ومن كل عينٍ لامةٍ"، كل هذه من أسباب العافية والشفاء.
وفَّق الله الجميع.










رد مع اقتباس