[صَمْـتْــــ~]

نرحّبُ بكم أفاضل هذا الصّرح الطيِّب، في موعِدٍ آخرَ وحلقةٍ جديدةٍ
من سلسلة:


لنضعَ بين أيديكم موضوعاً جديدا يتعلّق بـ:



مخاطِر التّدخين عقِبَ الإفطارِ مباشرةً





أيّا كان تعريف -التّدخين- فلا أرى من منظوري الخاصّ إلاّ -الهلاكَ-
تعريفاً مناسبا له! نظرا لاحتواء التّبغ على مادّة سامّة لا ترحَم مُستهلِكها.

فهناك من يرى في التّدخينِ ملاذا لتسكينِ آلامِه، ونسيانِ همومِهِ،
وهناك من يعتبره منشّطا، ويرى فيه عالَما ساحرا، يقتاد أحاسيسَه لراحةٍ
لا يفقهها غيره!
ومن الغريب أيضا وجود من يربطونه بالرّجولة (أدخّن = أنا رجُل)




وبين هذا وذاك، يتجاهلون أنّه من أخطرِ المتفجِّرات المسبّبة في
تدميرِ خلاياهم، وشحوب ملامحهم، وموتِهم بعد ارتِشافهم من كؤوس العذاب.

ومع ذلك فتجد من يقولون: المُوتْ وحْدة!!
على يقينٍ نحن أنّ لكلِّ نفسٍ أجلُها، لكن..لا يجب أن نهملَ أمورَنا
بحجّةِ خضوعِنا لمشيئةِ الله، فلأنفُسِنا حقّ اهتمامِنا، وحفاظِنا على صحّتِها.
وواجبُ كلّ شخصٍ منّا أن يتجنّبَ -ما استطاعَ- الضَّرَرَ الذي يهدّدها.




حتما لا تخفى عن أغلبِكم مخاطِر التّدخين عامّة، ومع هذا يهمّنا تذكير
من تجاهلَها وتنوير من جهِلَها..وقبل التطرّق إليها سنعرِضُ عليكم:


مخاطِر التّدخين عقِبَ الإفطارِ مباشرة




من أغرب حالات الإدمان على التّدخين، الإفطار مباشرة على سِيجارة!!
فهل تعرِفونَ أيّ الأخطارِ التي تهدّدُ هؤلاء؟
وبعونِ الله جمعتُ لكم من بين المقالات الطبيّة أهمّ هذه الأخطار وحلولِها.


يعتمد الجسم كله على النّيكوتين، فيبدأ فى البحث عنه، وهو من
أشدّ المراحلِ خطورة ، التي تؤثّر سلبيّا على صحّة المدخّن، حيث
يتعرضُ المدخّن عقِب الإفطارِ مباشرةً إلى:
- حالةِ ارتِعاشٍ في جسمه، وبالذات ارتعاش أرجلهِ وأقدامهِ،
بالإضافة إلى دُوارٍ. لأنّ تدخين سيجارة بعد فترة انقطاع طويلة،
يستثير جميع آليات الدفاع في الجسم.
- يُلحق ضررا كبيرا بجدران الأوعية الدموية، أكثر من التّدخين في
الأيّام العاديّة الأخرى.
حيث أنّه يسرّع من تطوّر أمراض القلب، والأوعية الدموية، كما قد
يتسبب في وفيات مفاجئة.
- التدخين مباشرة يؤثّر على أجهزة الجسم، فيزيد من جلطات المخ
والسكتات الدماغية المفاجئة، كما يرفع من نسبة حدوث ضيق
بشرايين القلب والسكتة القلبية المفاجئة.
- يُحدثُ ذبذباتٍ فى القلب، واضطرابا في ضرباتِه.
-يزيد من إفراز الأحماض بالمعدة، مما يتسبب فى زيادة نسبة الإصابة
بارتجاع المرئ، وقرح المعدة بنسبة عالية، مما يؤدى إلى الإصابة

بأورام المعدة.
- يسهّل دخول نيكوتين مفاجئ للصّدر، مما يتسبّب فى حدوث
ضيق شعبى حاد مفاجئ، حيث يكون الشخص أكثر عرضة للسدّة
الرئويّة المزمنة، وأكثر عرضة للإصابة بأورام الرئتين.



نصائِح للإقلاع عن التّدخين في رمضان



ربما عليك أيّها المدخّنِ أن تُدرِك أنّ جميع الأشخاص المدخّنين، أو غيرهِم،
يعانون مثلكَ تماماً خلال فترة الصّيام. وقد أثبتت الدراسات أن جميع
الصائمين يصابون بدرجة من التوتّر والعصبية.
إلاّ أنّ نسبة زيادة هذه الأعراض في المدخّنين أكبر، ممّا يؤكّد أنّ استمرارك

في التدخين يعني أن معاناتك سوف تكون حتما ضعف معاناتِ الآخرين.
وعليه من واجبِك اتّباع الخُطوات التّالية للتخلّص من إدمانِك على التّدخين:
*- يجب استغلالك فرصة شهر رمضان للبدء في الإقلاع عن التدخين،
واستفادتِك من اعتياد جسمِكَ على التوقف عن تعاطي التِّبغ خلال ساعات
الصّوم الطويلة. لأنّ الصّيام يساعدُك على ضمان 10 ساعات من اليوم
على الأقلّ دونَ تدخين.
*- يُمكن للمدخّنِين الذين يُفطرونَ مباشرةً على السّجائِر استخدام بدائل أخرى
للنيكوتين، كاللُّبان وأقراص المضغ، والسّيجارة الإلكترونيّة،
التى تعدُّ من أكثر البدائل نجاحا فى الإقلاع عن التدخين.
*- يمكنُك تحدّي صديقك -مثلا- للإقلاع عن التّدخين، وحاولا سحب بعضكما
لما فيه خير لكما -فهذا أساس الصّداقة الحقّة-
*- تشير بعض الدراسات إلى أن تناول كوب من المياه الباردة ببطء بواسطة

عصا شفط بلاستيكية عاديّة، يساعد على شغل المدخّن لبعض الوقت عن
التفكير في السيجارة، كما يحفز إفراز الدوبامين، الذي يقلل الشّعور بالتوتر
الناتج عن مقاومة التدخين.
*- غسل أسنانك بالمعجون عدّة مراتٍ في اليوم، يساعد على تخلّصك بسرعة
من مرارة الفم الناتجة عن التدخين، كما يقلّل من رغبتِك في التدخين!
*- قُم بمجرد اتخاذك قرار الإقلاع عن التدخين بعمل حصالة خشبية، تضع فيها النّقود فور شعورِك برغبة في شراء علبة سجائر. و سوف تُفاجأ في نهاية أسبوع واحد بكميّة النقود التي و فّرتها.
*- كلما اشتدّت بك أعراض افتقاد التّدخين تذكّر أولادك، و كيف يمكنُ لقرارك
بأن يحمي صحّتهم بشكلٍ مباشرٍ، من خلال حمايتهم من التّدخين المفروض عليهم
بسببِك، كما يحميهم عن طريق اقتدائهِم بك، فتحميهم مستقبلاً من معانات التّدخين.
*- تحدّث للمقرّبين إليك ممّن يهمّهم أمر إقلاعك عن التّدخين خوفا على صحّتك، كزوجتك، أولادك، أصدقاؤك...لتزدادَ ثباتا على قرارِك.
*- قلّل من استخدامك للمنبّهات الأخرى مثل: القهوة التي تشعر الصّائم بالعطش.
*- اهتمامك بالجانب الرّوحاني في الشّهر الكريم، يمنحُك القوة للتخلّص من نوبات القلق التي قد تصيبك في فترة إقلاعك عن التدخين.
فالتواجد في المسجد و الصّلاة يساعدانِكَ على مقاومة التّدخين، بفعل التواجد
في مكان لا يُسمح فيه بذلك.
*- تقسيم الوجبات لحجم أصغر، مقسّم على عدة وجباتٍ، يساعد على تشتيت الدماغ نسبياً على التفكير في التدخين. لذا يمكنك تقسم أكلك في فترة ما بعد
الإفطار إلى عدّةِ وجباتٍ صغيرةٍ كلّ ساعتين.
*- مارس الرياضة بعد الإفطار، وداوم عليها بعد الشّهر الكريم.
*- تجنّب الأماكن التي يكثر فيها استعمال السّجائِر.
*- معركتك ضدّ التدخين تتمثّل في قُدرتك على البقاءِ دون سيجارة واحدةٍ
لمدّة 40 يوماً على الأقل بعد رمضان.
واسألِ الله ثباتَك على ذلك

فكفاكُم تعاطيا لهذه السّمــوم
كفاكُم تعذيبا وإهلاكاً لأنفُسِكُم

من أجلِ دينِكُم * وأُسـرِكُم
من أجلِ صحّتِكم * وشبابِكُم