[منشار]

علي باشا غسّال التشوالق
كان هذا الرجل مهاجرا قدم إلى مدينة الجزائر بحثا عن فرص للعمل فلم يجد عملا إلا في غسل ملابس النّاس
و التشوالق في لغة أهل العاصمة الجزائر هي الملابس البالية القديمة فلقّبه الناس بــ علي غسال التشوالق
كان ذات يوم منهمكا في عمله فحدثت فوضى عارمة في حيّ القصبة و تصايح النّاس لقد قُتل حاكم الجزائر
الداي أحمد خوجة فقد انقلب عليه جنوده و قتلوه فهرب الجميع إلا غسال التشوالق لم يكن عنده ما يخاف عليه
لا مال ولا أهل ولا أولاد ..
و بينما هو كذلك إذ مرت به دورية من جنود الجيش الإنكشاري و كانوا في حيرة من أمرهم فالجزائر المحروسة
كما كانوا يسمونها لم يعد لها حاكم و لم يتقدم أحد لترشيح نفسه !!!
فنظر أحد الجنود إلى غسّال التشوالق و تذّكر أنّه قد سبق له و أنّ تحدّث معه من قبل و عرف أنّه تركي مثلهم ؟؟؟
فتشاور الجندي مع رفاقه جانبا وفجأة هجموا عليه و حملوه على أكتافهم و هم يصرخون هاهو حاكم الجزائر الجديد !!!!
و بسرعة ناد البرّاح في أرجاء القصبة بوجوب قدوم الجميع علماء و عامة إلى قصر الجنينة في ساحة الشهداء لتقديم البيعة للحاكم الجديد
و بين عشية و ضحاها وجد غسّال التشوالق نفسه حاكما لأكبر دولة في الخلافة العثمانية و في البحر الأبيض المتوسط
و لكن فرحته لم تدم ففي أول اجتماع مع قادة الجيش طالبوه بالتوقيع على قرار يسمح لهم بنهب كل ما في الخزينة من أموال !!!!
نظر غسّال التشوالق في وجوههم يمينا و شمالا ذهابا و إيابا و قال لهم :
إذا سمحت لكم بنهب خزينة الدولة فمن اين سأدفع رواتب الجنود و مستلزمات الدولة ...أبدا ستقتلونني بعدها ؟؟؟
نظر الجميع فيه شزرا و قالوا لا بد من حل ؟؟؟
سأل غسال التشوالق الخزناجي عن مصادر الأموال المتوفرة الآن فقال له الخزناجي : لا يوجد شيء إلا أموال أوقاف الحرمين !!!
فقال غسال التشوالق جاء الفرج : هي لكم انهبوها كما شئتم !!!!
لكن المسكين لم يفرح بالملك فقد أثار قراره بنهب أموال الحرمين بثورة شعبية عارمة انتهت بأنّ قتله من أتى به لتسكين العامة
و لم يمض على حكمه سوى شهور من سنة 1808 م .