في حكم إقامة حفلات النجاح في الدراسة
" فإنَّ عمومَ إقامةِ الأفراح والحفلات بمُختلفِ مناسباتها واختيار الوقت والمكان الأليقِ بها، وإهداء الهدايا فيها وغيرها مِنْ عادات النَّاس فإنَّ حُكمَها العفوُ والإباحة، ما لم يُتعدَّ فيها حدودُ الله بارتكاب المحاذير والمناهي الشرعيَّة فيها، مِثل اقترانِ هذه الأفراحِ بمُعتقَداتٍ فاسدةٍ، أو مُلابَستِها لمظاهر الإسراف والتبذير أو لمفاسدَ خُلُقيَّةٍ مِنَ الاختلاط بالأجانب، أو العري والرقص الفاتن، أو المجاهرة بالسوء، أو سماعِ مزامير الشيطان، أو الإضرار بالنَّاس نتيجةَ أفعال المُحتفِلين كإزعاجهم بأصوات مرتفعة في أوقات النوم أو القيلولة، أو لكونِ المقصود الغالب من التبريك بالنجاح وتقديم الهدايا فيه يظهر في تشجيع الفائز على المُضِيِّ قُدُمًا في العمل بما يخالف حكمًا شرعيًّا أو خُلُقا مَرضيا ، أو لِتَولِّي الناجحِ مَناصِبَ بعدها يعين بها على الظلم بمختَلفِ أنواعِه أو غيرِه مِنَ المعاصي ممَّا يَشمَله التعاونُ على الإثم والعدوان لقوله تعالى: { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ 2} [المائدة].
فإذا خلَتْ هذه الأفراحُ والاحتفالاتُ مِنَ القبائح والمفاسد مما تقدم ذكر بعضها، فإنَّ الحكم فيها لا يخرج عن دائرة الإباحة والجواز.
علمًا أنَّ الأفراح التي أُقيمَتْ مِنْ أجلها الوليمةُ التي سبيلُها الطبخ، وهي الأطعمة التي تجري مجرى الشكران، أي: شكر الله على ما أنعم عليه بالنجاح أو الصحَّة أو الولد أو المَنصِب أو السكن وغيرها، فهذه تدخل في باب الإحسان، وتُلبَّى الدعوةُ إليها بالضوابط السالفة البيان"
الشيخ فركوس
موقع الشيخ