منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هل وأد عمر ابنته في الجاهلية؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-11, 12:46   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أم أمة الله الجزائرية
✧معلّمة القرآن الكريم✧
 
الصورة الرمزية أم أمة الله الجزائرية
 

 

 
الأوسمة
وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه القصة ذكرها الشيخ عطية سالم في تتمة تفسير أَضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (8/439)وفي المطبوع المنفصل عن الأضواء (2/74)بدون إسناد وذكرها عباس محمود العقاد في كتابه عبقرية عمر (ص 221، 222) وشكك فيها على ما هو عليه من ضلال وانحراف ، كما ذكر ذلك عبد السلام بن محسن آل عيسى في رسالته (( دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه )) الناشر : عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية الطبعة : الأولى1423هـ/2002م .
فقال : وأما عمر رضي الله عنه فقد ذكر عنه أنه وأد ابنة له في الجاهلية. ولم أجد من روى ذلك عن عمر فيما اطلعت عليه من المصادر ، (1) ولكني وجدت الأستاذ عباس محمود العقاد أشار إليها في كتابه عبقرية عمر، فقال: وخلاصتها: أنه رضي الله عنه كان جالساً مع بعض أصحابه إذ ضحك قليلاً، ثم بكى، فسأله من حضر؟ فقال: كنا في الجاهلية نصنع صنماً من العجوة ، فنعبده، ثم نأكله، وهذا سبب ضحكي، أما بكائي، فلأنه كانت لي ابنة، فأردت وأدها، فأخذتها معي، وحفرت لها حفرة، فصارت تنفض التراب عن لحيتي، فدفنتها حية....
وقد شكك العقاد في صحة هذه القصة لأن الوأد لم يكن عادة شائعة بين العرب وكذلك لم يشتهر في بني عدي ولا أسرة الخطاب التي عاشت منها فاطمة أخت عمر وحفصة أكبر بناته وهي التي كنى أبا حفص باسمها، وقد ولدت حفصة قبل البعثة بخمس سنوات فلم يئدها، فلماذا وأد الصغرى المزعومة..؟! لماذا انقطعت أخبارها فلم يذكرها أحد من إخوانها وأخواتها، ولا أحد من عمومتها وخالاتها ؟؟ انتهى كلامه .
ومما يؤكد بطلان هذه القصة أن عمر رضي الله عنه هو من روى حديث قيس بن عاصم لما سئل عن قوله تعالى :{{ { وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بأَيّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ } (9) فقد أخرجه عبد الرزاق قال : أخبرنا إسرائيل، عن سمَاك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عن عمر بن الخطاب في قوله: { وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بأَيّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ } ، قال: جاء قيس بن عاصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني وأدت بنات لي في الجاهلية ، فقال : << أعتق عن كل واحدة منهن رقبة >>. قال : يا رسول الله ، إني صاحب إبل؟ قال: << فا نحر عن كل واحدة منهن بدنة >>. قال الحافظ أبو بكر البزار: خولف فيه عبد الرزاق، ولم نكتبه إلا عن الحسين بن مهدي، عنه . وقد رواه ابن أبي حاتم فقال: أخبرنا أبو عبد الله الظهراني - فيما كتب إلي- قال: حدثنا عبد الرزاق فذكره بإسناده مثله، إلا أنه قال: (( وأدت ثمان بنات لي في الجاهلية )). وقال في آخره: << فأهد إن شئت عن كل واحدة بدنة >>. أخرجه الطبراني في الكبير (13/277)( 15257).
وقال البزار في مسنده (1/60)َهَذَا الْحَدِيثُ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عُمَرَ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَلَمْ يُسْنِدْهُ أَحَدٌ عَنْ عُمَرَ إِلاَّ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَلَى أَنَّا لَمْ نَسْمَعْهُ مِنْ أَحَدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ إِلاَّ مِنَ الْحُسَيْنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، وَقَدْ خُولِفَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي إِسْنَادِهِ عَنْ إِسْرَائِيلَ.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/42) رواه البزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح غير حسين بن مهدي الأيلي وهو ثقة. انتهى كلامهم .
وسند عبد الرزاق صحيح فإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق أخو عيسى بن يونس أبو يوسف السبيعي الكوفي من رجال الستة ، قال أبو حاتم الرازي إسرائيل ثقة متقن من أتقن أصحاب أبي إسحاق ، قال بن معين هو ثقة .
سماك بن حرب بن أوس بن خالد بن نزار بن معاوية بن حارثة الذهلي
أخرج له الخمسة والبخاري في التعاليق كما في التهذيب وقال ابن أبي مريم عن ابن معين ثقة وقال العجلي بكري جائز الحديث إلا أنه كان في حديث عكرمة ربما وصل الشيء وكان الثوري يضعفه بعض الضعف ولم يرغب عنه أحد وكان فصيحا عالما بالشعر وأيام الناس وقال أبو حاتم صدوق ثقة وهو كما قال أحمد.
وقال ابن عدي ولسماك حديث كثير مستقيم إن شاء الله وهو من كبار تابعي أهل الكوفة وأحاديثه حسان وهو صدوق لا بأس به. والنعمان بن بشير صاحبي عن صحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنهما .

فكيف يروي عمر عن غيره في الآية ويترك ما فعله هو نفسه فلو كان شيئا ثابتا عنه لبدأ بنفسه فأخبر بما حصل منه - رضي الله عنه – تفسيرا للآية كما حصل معه في غير ما آية ، وقد كان معظما لشعائر الله حتى في الجاهلية ، وهو الذي نصر الله به الإسلام ، ولكن الروافض عليهم من الله ما يستحقون هم الذين يدسون مثل هذه السموم عن الصحابة الكرم وخاصة الشيخين رضي الله عنهما .

تنبيه :
1- لقد بحثت عن هذه القصة فيما بين يدي ايضا من مصادر فلم أهتد إليها إلا حيثما ذكرت ، فمن اطلع على هذه القصة او كان عنده علم بمصدرها فليثري الموضوع بارك الله فيكم .
كتبه

الشيخ أبي بكر يوسف لعويسي









رد مع اقتباس